سورة الجمعة مدنية و آياتها احدى عشرة
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم الحمد لواهبالنفس و العلم و العقل، و الصلوة علىالنبيّ و الوليّ و الأهل.و بعد: فيقول الملتجي إلى باب ربّه الكريممحمّد- المشتهر بصدر [الدين] «1» ابنابراهيم الشيرازي.اعلم أيّها السالك من عالم البشريّة إلىعالم الربوبيّة- إنّ الموجود إمّا موجودبذاته قيّوم بنفسه، و إمّا موجود بغيرهقائم بما عداه.فالأوّل هو اللّه تعالى و له الأسماءالحسنى و الصفات العليا «2»، و عنده مفاتيحالأشياء و بيده مقاليد السماء.و الثاني إمّا جوهر موجود لا في موضوع، أوعرض موجود فيه.و الجوهر إما جسمانيّ أو روحانيّ، والروحانيّ إمّا كامل أو ناقص، و الكاملإمّا كامل بالفطرة الاولى أو بالفطرةالثانية. و الناقص إمّا مستكف بذاته و بمايقوّم ذاته أو غير مستكف، و الناقص الغيرالمستكفي إمّا قابل للاستكمال أو غير قابلله.فالأوّل هم الملائكة المقرّبون، و الثانيهم الأنبياء المرسلون، و الثالث همالملائكة السماويون- على طبقاتها-، والرابع هم النفوس البشريّون في(1) ما بين [] غير موجود في النسخ التيبأيدينا.(2) العلى- نسخة.