بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
أوّل تكوّنهم، و هم بمنزلة الملائكةالأرضيّين، و الخامس النفوس المنتكسةالرؤوس فطرة- كالحيوانات- أو اكتسابا وتعمّلا كنفوس الأشرار من الفسقة والكفّار، و هي بمنزلة الشياطين المطرودةعن عالم الرحمة و الرضوان إلى عالم النقمةو الخسران.فللنفوس الإنسانيّة في أوّل فطرتها ومبدأ نشاتها القوّة و الاستعداد لأن تخرجإمّا إلى الملكيّة أو إلى الشيطانية أوإلى البهيميّة أو إلى السبعيّة. ففيهاقوّة امور أربعة: أحدها خير و سعادة، والثلاثة الأخيرة شرّ و شقاوة و خسران ووبال. و إنّما تخرج إمّا إلى ذاك و إمّا إلىهذه بسبب أعمال و إدراكات متكّررة حتّىتصير ثمرتها صورة لذاته يتجوهر بها ذاتهبحيث يمتنع زوالها.فالأعمال و العلوم- على فنونها و شعبها-إمّا مقرّبات من الحقّ الأوّل و ملكوتهالأعلى، و أسباب الارتقاء إليه، و المنزلةفي أوج ملكوته الأعلى من حضيض البشريّةالسفلى الدنيا، كما أشير إليه في قوله[تعالى]: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُالطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُيَرْفَعُهُ [35/ 10] و إمّا مبعدات منه وأسباب الطرد عن جنابه و البعد عن عالمالإلهيّة و الوقوف في الهاوية السفلى والمرحلة الدنيا و معدن البوار و الدثور وموطن أصحاب القبور لقوله [تعالى]: وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍفَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً [25/ 23].و لمّا كان الحال على هذا المنوال بعثالحقّ بمقتضى عنايته الأزلية على عبادهلطفا جديدا غير ما فطرهم اللّه عليها فيالفطرة الاولى، و أمدّهم بإحسانه مدداثانويّا بعد ما أنشأهم اللّه في النشأةالدنيا، فنصب شريعة علميّة و عمليّة، وأرسل رسولا هاديا لهم إلى طريق الخير ورادعا عن طريق الشرّ، و أنزل كتابا جامعاإلهيّا يهدي إلى الرشد، و صحيفة ملكوتيّةفيها خزانة أسرار