بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
كلّ وجه عن القوّة و الاستعداد و ملابسةالأجسام و الموادّ، كما أنّ الباري جلّمجده مبرء من جميع الوجوه عن الإمكان وملابسة الماهيّات، لأنّه محض وجوب بلاإمكان و وجود بلا ماهيّة، فالمنذر والمعلّم هو النبيّ صلى الله عليه وآله، واللّه الهادي لمن يشاء، الفيّاض على قلوبعباده بصور الأشياء كما يدلّ عليه قوله:لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ وَ لكِنَّاللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ [2/ 272].و توضيح ذلك إنّ الحكمة إن فسّرناهابالعلم لم يكن من العلوم الضروريّة،لأنّها حاصلة للبهائم و عامّة الناس والمجانين و الأطفال، و هي لا توصف بأنّهاحكماء، فهي لا محالة مفسّرة إمّا بالعلومالنظريّة مطلقا، أو بصفة تكون مبدأالأفعال الحسنة نظرا إلى قسميها، فإنّالغاية في أحد قسميها نفس تلك العلوم، و فيالآخر تحصيل الخلق الجيّد و الملكةالملكية، و على أيّ التقديرين فيلزم أنتكون صورة العلوم النظريّة و منشأ الأفعالالحسنة حادثة «18» في نفس الإنسان، واردةعليه من خارج، فيكون حصولها في نفسهبتأثير مؤثر خارج عن ذاته، إذ الشيء لايتأثّر عن نفسه، و أيضا: لا يكون الشيءأشرف من ذاته و أعلم منها.فذلك المؤثر الخارجي يجب أن يكون عليماحكيما عاقلا بالفعل لا بالقوّة، و إلّالافتقر أيضا إلى ما يخرجه من القوّة إلىالفعل و من النقص إلى الكمال، و هكذا حتّىيلزم وجود العقل الفعّال المبدأللاستكمال دفعا للدور و التسلسل، و المبدأالفعّال للكلّ هو الذات الإلهيّة البريئةعن شوب الإمكان و الزوال بالكليّة.فقد ثبت أنّ الحكمة نور فائض من الحقّالأوّل على قلب من يشاء من (18) عادما- نسخة.