بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
و الإنسان في أوّل تكوّنه بالقوّة في كمالكلّ من هذه المبادي الثلاثة و هو بحسب كمالكلّ قوّة يقع في عالم من العوالم بمقتضىطبيعة تلك القوّة إن لم يكن لها مانع، فلهنشآت ثلاث بحسب قوى ثلاث، فهو بالقوّة فيأوّل الوجود. فأوّل ما يخرج فيه من القوّةإلى الفعل هو نشأة الحسّ و كماله بحسبهيقتضي السكون في هذه الدار و الانسراح فيمراتع الشهوات كالبهائم و الحشرات، فإذاتجاوز عن هذا المنزل يحدث فيه العقلالعملي. و قوّة التخيّل، و كماله بحسب هذهالقوّة يقتضي له التشوّق إلى الدار الآخرةو الكون هناك، من حيث يتخيّل الخيراتالمظنونة، و يقصد الأفعال الحسنة، و ينويفعل الطاعات و ترك القبائح و السيّئات، ومعاد الإنسان من حيث همته.ثم إذا ساعده التوفيق الإلهي و ارتفع إلىكمال القوّة النظريّة يحيط بالكلّيّات، ويتّصل بالمفارقات، و يعرف المبادئ والغايات، علما برهانيّا و إدراكا مقدّساعن شوب تغيّر و تجدّد أو ظنّ أو تخمين،فمنزلته منزلة المقدّسين.فعلم إنّ الإنسان صار بحسب هذه المقاماتمنقسما على ثلاثة أقسام، و لكلّ قسم أحوالمخصوصة بحسب الآخرة، و له منزل خاصّ منالمنازل الكلّيّة- و إن كان تحت كلّ قسمأنواع بلا نهاية- و هذا لا ينافي وحدةالنوع الإنساني قبل أن يصير باطنه خارجامن القوّة النفسانيّة إلى الفعل الصوريالباطني في صفة من الصفات المكمونة فيه،المخزونة في طينته.فوقعت الإشارة إلى تفصيل هذه الأقسامالثلاثة في قوله عزّ اسمه: