تذكرة تنبيهية «4» [القهر و اللطف ومظاهرهما]
قوله: يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ فيه إشارةإلى أنّ مشيّته الأزليّة متعلّقة بأمورمتكثّرة متخالفة بحسب صفات و أسماءمتعدّدة متقابلة، فإنّ للّه تعالى صفتيلطف و قهر، و من الواجب في الحكمة أن يكونالملك- و خصوصا ملك الملوك- كذلك، إذ كلّمنها من أوصاف الكمال كما لا يخفى، و لا بدلكلّ من الوصفين من مظهر، فالملائكة ونفوس المقرّبين و الأخيار و من ضاهاهممظاهر اللطف، و الشياطين و الأشرار و منوالاهم مظاهر القهر، و مظاهر اللطف هم أهلالجنّة و الأعمال المستعقبة لها، و مظاهرالقهر (13) هم أهل النار و الأفعال المعقبةإياها.ثمّ اعلم- يا مسكين- إنّ في عالم الإمكانلكلّ نور ظلمة، و لكلّ كمال نقصا، و إنّكلّ ممكن زوج تركيبيّ كما أشارت إليهالحكماء، و بهذا جرت المشيّة الأزليّة والسنّة الإلهيّة.و على هذا يكون مقتضى السلطنة الربّانيّةبحسب ازدواج صفتي القهر و المحبّة و الغضبو الرحمة. و منهما ينشأ الهداية و الضلال والتوفيق و الخذلان، و السعادة و الشقاوة،و الجنّة و النار، و الآخرة و الدنيا والأرواح و الأجرام بحسب(4) المفاتيح الغيبية: ص 166.