بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
واحد:«اعملوا فكلّ ميسّر لما خلق له» «7».و من هاهنا نشأت لك شبهة قديمة غير منحلّة«8»- إلّا لمن أيده اللّه بكشف الحقائق- وهي أنّ الكلّ إذا كان بمشيّة اللّه فماالفائدة في بعثة الرسول و تزكيته والتهذيب و إنذاره و التأديب؟ فيقال لك: إنزال الكتب و إرسال الرسل كماهو سبب من أسباب سعادة السعداء كذلك هوبعينه سبب من أسباب شقاوة الأشقياء، وبهذا السبب كما يرتقي السعيد إلى منازلالملكوت، يهوي الشقيّ إلى مهاوي الطاغوت-كما أشير إليه-.و اعلم إنّ شهوات الدنيا مقرونة بالآفاتالعظيمة، و حلاواتها ممزوجة بالسمومالمهلكة القتّالة، و فائدة البعثة والإنزال إعلام الخلائق و إنذارها عنتناولها و التشاغل بها، فمن كان ذا فطرةصحيحة صدّق الرسول و سمع القرآن بقلبهفانتهى عن تناولها، و من لم يصدّق الرسول ويصمّ عن سماع الكتاب و يعمى عن رؤية الآياتو كان مريض النفس عليل القلب، أخلد إلىالأرض و اتّبع هواه، فوقع في الهلاك و يئسمن الآخرة كما يئس الكفّار من أصحابالقبور.فكما أنّ الملك و القرآن و النبيّ رسلاللّه إلى هؤلاء، فالهوى و النفس والشيطان رسل اللّه إلى هؤلاء العميان.فاقرأ قوله تعالى: اللَّهُ وَلِيُّالَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَالظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ الآية. وقوله: الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَوَ يَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَ اللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (7) راجع مسلم: كتاب القدر ج 16 ص 197. ابن ماجة:المقدمة الباب 10.(8) المفاتيح الغيبية: ص 167.