الإشراق الثالث [المؤمن الحقيقي هوالعارف الرباني]
إنّ المؤمن الحقيقي من يكون من الحكماءالإلهيّين و الأولياء الربّانيّين و إنّغيرهم إمّا من أهل الاغترار و حملةالأسفار و متحمّلة الأوزار، المنسلخين عنالفطرة الأصليّة كالحمار، المقيّدينبسلاسل تعلّقات هذه الدار، لا يهديهماللّه لظلمهم و فسادهم سبيلا للارتقاء إلىدار القرار، و لا يوفّقهم للنجاة من منازلالأشرار و مهاوي الفجّار إلى عالم الأسرارو معدن الأبرار.و إمّا من أهل السلامة و التسليم و الطاعةو الانقياد من غير جحود و لا إنكار و لااستنكار، لبقائهم على فطرتهم الأصليّة ونقاء صحائف خواطرهم و أذهانهم عن نقوشالأقاويل المظلمة المضلّة، فهم من أهلالرحمة و النجاة الذين ينالهم ضرب منالرحمة الواسعة التي وسعت كلّ شيء.(5) راجع البحار: كتاب الفتن و المحن الباب:1 ج 28 ص 4.