الإشراق السادس [تمنّي الموت من علاماتأهل النجاة]
إنّ في كلّ واحدة من هذه الآية و نظيرتهاإشارة إلى أنّ أصحاب العلوم الظاهرةالمنكرين على أرباب المعارف الحقيقيّةيزعمون أنّهم من أهل النجاة و أهلالدرجات، دون هؤلاء المحقّقين المعرضينعن الصيت و الاشتهار و طلب الافتخار والتقلّب في البلاد و الديار و التعرضللشيخوخة و القضاء و تولية الأوقاف.فجعل اللّه تعالى علامة أهل النجاةالسآمة من حيوة هذه الدنيا و تمنّي الموت،و أشار إلى أنّ هذا حال السالك و المحبّالصادق، و المحقّق العاشق، كما قال بعضهم:
اقتلوني يا ثقاتي
إنّ في قتلي حياتي
إنّ في قتلي حياتي
إنّ في قتلي حياتي
في الحديث: من أحبّ لقاء اللّه أحبّ اللّهلقائه، و من كره لقاء اللّه كره اللّهلقائه «6».أي: محبّة العبد للقاء اللّه نتيجة محبّةاللّه للقاء العبد بحسب الجذبة الإلهيّةالتي لا يوازيها عمل الثقلين. و لذا قال:يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ [5/ 54] بتقديمالأوّل على الثاني دون العكس.و بالمقايسة إلى حال السالك العارف يعرفحال الواقف الجاهل و المبتدع المضلّالمداهن الحريص على الدنيا، لأنّ حالالعدوّ بخلاف حال الوليّ، و حال الساكنالواقف في النشأة الاولى بخلاف حالالمسافر الساير
(6) معاني الأخبار: ص 326. البخاري: ج 6 ص 129.