بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
قلنا: لأنّه لا يصلح لها العلم بهذهالمعاني، إذ لو علمت لفارقت أجسادها قبلأن تتمّ و تكمل، أو تهاونت في تدبيرها كماينبغي، فأدّت الأجساد إلى الفساد قبلاستعدادها للمعاد و هذا ممّا يبطل حكمةالإيجاد.و أيضا: إذا فارقت النفوس الأجساد قبل ذلكبقيت فارغة معطّلة بلا شغل و عمل و لامعطّل في الوجود. و الحكمة تقتضي أن لايكون شيء من الموجودات مهملا معطّلا،كما أنّ الباري- جلّ ذكره- لم يخل أبدا منتدبير و صنعة حتّى يكون فارغا بلا تدبير وإفاضة، بل كلّ يوم هو في شأن.فظهر أنّ الموت لا بدّ و أن يلاقيهالإنسان من جهة القضيّة الربّانيّة معكونه مكروها تفرّ و تنفّر منه النفوس بحسبما هو مركوز في غرائزها من جهة التدبيرالإلهي، و لذلك سلّط عليها دواعي هي أسبابدوامها الدنياوي، و هي بعينها أسباب عطبهاو هلاك هياكلها و شقاوة نفوسها. و هذا منعجائب حكمة اللّه في هذا العالم حيث يكونسبب البقاء بعينه سبب الهلاك و الشقاوة، وتلك الأسباب و الدواعي المسلّطة هي مثلالجوع و العطش و الشهوات المختلفة والأشواق و اللذات الزائلة.أمّا قصد الباري في تكوين الجوع و العطش وتسليطهما على النفوس ليدعوها إلى الأكل والشرب ليخلف «4» على أبدانها من الكيموساتالصالحة بدلا عمّا يتحلّل منها ساعةفساعة، ليبقى بها الشخص و النوع، إذا كانتأجسامها دائما في التحلّل و الذوبان والسيلان.و أمّا الشهوات المستولية فلأن يدعوهاإلى الأغذية الجيّدة و المأكولاتالمختلفة الموافقة لأمزجة أبدانها و مايحتاج إليه طباعها مدّة الكون. (4) ليختلف- نسخة.