الإشراق الرابع [لمية لحوق الموتالطبيعي]
اعلم إنّا بينّا في بعض فصول أسفارنا «6»علّة لحوق الموت الطبيعي لكلّ نفس منفوسةبوجه تحقيقي غير ما اشتهر في الكتبالطبيعيّة و الطبيّة، و استنبطنا ذلك منبعض الآيات القرآنيّة حسبما ألهمنياللّه، و أثبتناه بالبيان البرهاني علىنهج الحكماء الإلهيّين، لا بالبياناتالتي هي مسلك الأطبّاء و الطبيعيّين.و حكاية القول فيه: إن في جبلّة النفوس بلالمكوّنات العنصريّة كلّها الترقّي منحال إلى حال و التدرّج إلى كمال بعد كمال،و التوجّه و السير الحثيث إلى المبدأالفعّال و القيوّم المتعال، و هذا أمرمشاهد في النبات و الحيوان، فضلا عنالإنسان، و قد أقيم في مواضعه عليهالبرهان.أولا ترى أنّ النفس الإنسانيّة منذ أوّلتكوّنها النطفي قبل حين تكوّنها النطقيكانت لها قوّة قابلة هيولانيّة شبيهةبالعدم، كما قال تعالى:(5) الآفات- نسخة.(6) راجع الاسفار الاربعة: 8/ 98 الى 108. و 9/ 47الى 53. و 9/ 237.