بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
يا أَيَّتُهَا النَّفْسُالْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلىرَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً [89/ 28] وتارة لم ينسب إلى فاعل معيّن و قابض معلومكما في هذه الآية. و نحن قد ذكرنا في تفسيرسورة يس ما يستفاد منه وجه في تعدّد هذهالنسبة و تكثّر المبادئ في هذا الفعل،فليراجع إليه من أراد ذلك «12»، و لكن لانسكت هاهنا عن ذكر شيء يسير من المقاليشير إلى لميّة الحال.فنقول: إنّ بين الذات الأحديّة الإلهيّة وبين كلّ موجود طبيعي امور متوسّطة هيأسباب تحقّقه و وسائط تكوينه، و منها ما هيأسباب جذب الأرواح و النفوس من أسفلسافلين، كما أنّها بعينها أسباب وجودها وورودها من أعلى علّيين.فأوّلها اسم اللّه «القابض» في العالمالإلهي، ثمّ الملك المقرّب الذي يجذبالأرواح في عالم القدس، ثمّ نفوس رسلاللّه و هم الدعاة إلى اللّه، ثمّ النفوسالمطمئنّة الراجعة إلى ربّها راضيةمرضيّة في عالم النفوس، ثمّ الطبيعةالانطباعيّة في عالم الطبائع، و إن كانلكلّ إنسان قوّة محرّكة جاذبة للجسمالغذائي الترابي إلى درجة الطبيعةالنباتيّة، و له قوّة اخرى حيوانيّة فاعلةللحسّ و الحركة الإراديّة تجذب لطائفالأخلاط (20) إلى أفق الأرواح البخاريّة، وله قوّة نطقيّة فوق القوة الحيوانيةتجذبها إلى مرتبة النفس النطقية، و فوقهاقوّة نبويّة (21) تدعو النفس النطقيّة جاذبةإلى عالم الملكوت الغيبيّة، و فوقها قوّةجبرئيليّة ترافقها و تصعد بها إلى عالمالربوبيّة. و اللّه سبحانه بقوّتها التيتمسك السموات و الأرض أن تزولا فوق الكلّوَ هُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً و يقبضالكلّ باسمه «القابض» (12) تفسير سورة يس ص 160.