بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
الأذان. فشرع قبل الصلوة ليتنبّه و يعرضعن غير اللّه و يتوجّه بشراشر قلبه و سرّهإلى جناب القدس ليستأهل لمناجاة الحقّ،لأنّ الإنسان متغيّر عمّا هو عليه حالابعد حال، متعرّض للانتقال و الزوال، ليسله قوّة الثبات على أمر.و لهذا كان النبي صلى الله عليه وآله معجلالة قدره و علوّ سرّه يؤمر بالثبات والاستقامة و يسئل الثبات على الدين والطاعة، فكان شرع الأذان موجبا لانتباهالنفوس الراقدة، معدّا لأن يستأهل النفسلذكر اللّه، لأنّه معراج المؤمن، و ذكرالعبد للّه مستلزم لذكر اللّه العبد كماقال تعالى:فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ [2/ 152].و في الحديث القدسي: «من ذكرني في خلأ ذكرتهفي خلأ، و من ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خيرمنه» «11».و معلوم إنّ من ذكر الحقّ فقد جالسه، لقوله تعالى: أنا جليس من ذكرني «12».و من جالس من ذكره و هو ذو بصيرة رأى جليسهو شاهده، و من شاهده فقد أدركه، و هذا غايةمطلب الصديقين، و مآل حال أهل اللّه وبِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّالْقُلُوبُ.ثمّ الأذان مجمع صفات الجلال و الإكرام، وأوّل أجزائه: «اللّه اكبر» و هو إيذان بأنّاللّه أكبر من جميع الأشياء، بل هو أكبر منأن ينسب إليه هذه النسبة، فإنّ الكبرياءردائه، و العظمة إزاره، و وظيفة السامع مناستماع هذه الكلمة الرجوع إلى اللّه تعالىو رفض ما سواه الذي هو ظلّه، لأنّ الوجودكلّه للّه من حيث ذاته و من حيث أسمائهالحسنى و من حيث أفعاله لا وجود لما سواه. (11) المحاسن: ج 1 ص 39. و جاء ما يقرب منه فيالكافي: ج 2 ص 498 و 501.(12) الكافي: كتاب الدعاء، باب ما يجب من ذكراللّه ... ج 2 ص 496.