الإشراق الثامن
في سرّ الصلوة و روحها و في تمثيل الصلوةالكاملة بالإنسان الكامل من جهة اشتمالهاعلى ظاهر جسماني و باطن روحاني اعلم إنّالصلوة عبارة عن تشبّه ما للنفسالإنسانيّة بالأشخاص الفلكيّة، فما أشدّشباهة حال الإنسان حين التشغّل بالصلاةالكاملة بتلك الأجرام الكريمة بأرواحهاالملكيّة في تعبّدها الدائم و ركوعها وسجودها و قيامها و قعودها، طلبا للثوابالسرمدي و تقرّبا إلى المعبود الصمدي.و لذلكقال صلى الله عليه وآله: «الصلوة معراجالمؤمن».و
قال صلى الله عليه وآله: «الصلوة عمادالدين» «30».و أصل الدين تصفية الروح عن الكدوراتالشيطانيّة و الهواجس النفسانيّة، والصلوة هي التعبّد للعلّة الاولى والمعبود الأعظم و الخير الأعلى، و التعبّدفي الحقيقة عرفان الحقّ جلّ مجده و العلمبه و بآياته بالسرّ الصافي و القلب النقيّو النفس الفارغة، فسرّ الصلوة- التي هيعماد الدين- هو العلم بوحدانيّة اللّهتعالى، و وجوب وجوده، و تنزّه ذاته، وتقدّس صفاته، و احكام آياته و معرفة أمره وخلقه و قضائه و قدره و عنايته و حكمته وإرادته و قدرته و يده و قلمه و لوحه و رقمهو ملائكته، و كرام الكاتبين، و كتبه و رسلهو اليوم الآخر لمعاد عباده إليه و رجوعالخلائق لديه و مثول الأرواح و النفوس بينيديه مع الإخلاص له في العبوديّة.
(30) جامع الأخبار: الباب 33. و جاء في كثير منالمصادر بلفظ «الصلوة عمود الدين».