بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
فناجى ربّه بقلبه و روحه، فقال كما روي عنه: «وجدت لذّة غريبة في ليلتي هذهفاعطني [يا رب] هدى و يسّر عليّ طريقايوصلني كلّ وقت إلى لذّتي».فأمره اللّه بالصلاة فقال: «يا محمّد-المصلّي مناج ربّه».و لا يخفى على المتأمّل العاقل أنّ مناجاتاللّه لا تكون بالأعضاء الجسمانيّة و لابالألسن الحسيّة، لأنّ هذه المكالمة لاتصلح إلّا لمن يحويه مكان، و يعتريه «33»حركة و زمان، أمّا الواحد المقدّس الذي لايحيط به مكان و لا يحويه زمان و لا يدركهحسّ أحد و لا يشار إليه بجهة من الجهات و لايختلف حكمه في صفة من الصفات و لا يتغيّرفي وقت من الأوقات، فكيف يعاينه الإنسانالمشكّل المجسّم المحدود بجسمه و قوله وفعله و حسّه؟! و كيف يناجي في هذا العالمالمركّب الخروب من لا يعرف حدود جهاته و لايرى جناب صفاته، فإن الموجود المطلق عنعالم المثل و المحسوسات، بل المرتفع عنالعقول القادسات، غائب عن الحواسّ، غيرمشار إليه بالأخماس، و لا يدرك بالألماس،و من عادة الجسم و الجسمي أن لا يناجي و لايجالس الّا مع من يراه بالبصر و يحسّبالحسّ، و يدركه بإحدى الخمس، و إذا لمينظر إليه يعده غائبا و يكون بفقده عنالمشاعر خائبا، فمن كان خارجا عن هذاالباب، مقدّسا عن طرفي هذا النفي والإثبات جميعا (29)، و عن المداخلة والمزايلة رفيعا، فمناجاته بإحدى الظواهرو الآلات أمحل المحالات، و أفحش الخرافاتو الموهومات.فإذن قوله: «المصلّي مناج ربّه» محمول على عرفان النفوس العرافة العلّامةالمجردة عن جهات الجسم و المكان و حوادثالحركة و الزمان، فهم يشاهدون الحقّمشاهدة عقليّة، و يبصرون الإله بصيرةنوريّة، و يسمعون كلامه سماعا روحانيّا. (33) و يقترن به- نسخة.