بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
فإنّ السالك في أوائل سلوكه و انزعاجه عنالخلق إلى الحقّ لا يحتمل الهمس منالحفيف، و أمّا بعد الوصول فإمّا لهاستغراق في الحقّ و اشتغال به عن كلّ شيءو سير فيه و وقوف مع الجمع، فيكون أيضامحجوبا بالحق عن الخلق، بل بالذات عنالصفات، و إمّا سعة للجانبين و انشراح صدرللطرفين.فالانتشار في الأرض هو السياحة في أرضالحقائق و إيفاء حقوق الخلائق بالمحبّةالأفعاليّة الناشئة من محبّة الذات ومحبّة الصفات و الأسماء، فيرى ذاته تعالىفي مرائي الصفات، و صفاته في مظاهرالأسماء، فيقول بلسان حاله و مقاله:«ما رأيت شيئا إلّا و رأيت اللّه فيه أومعه».فيحبّ الخلائق بمحبّة خلّاقهم، و يبتغيمن فضل اللّه بطلب حظوظ التجلّياتالصفاتيّة و الأسمائيّة، و يرجع من سماءالقدس إلى أرض النفس لتوفية حظوظهابالحقّ، و يهبط من جنّة المعارف الإلهيّةإلى عالم البدن لتوفية حظوظ النفس التي هيبمنزلة زوجة العقل في جنّة الصفات هُوَالَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍوَ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِيَسْكُنَإِلَيْها [7/ 189] كما أنّ حوّا زوجة آدم فيجنّة الأفعال: يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ [2/ 35].و كذلك الرجال البالغون لهم أن يتصرفوا فيالدنيا و زينتها و الشهوات النفسانيّة ولذتها عند بلوغهم بنور المعرفة و التقوىإلى مرتبة لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكراللّه بقوّة ربّانيّة و بصيرة روحانيّة،لا بشهوة حيوانيّة و لذّة نفسانيّة. فقدعلم كلّ أناس مشربهم، و يكون لهم ذلك ممّدافي العبوديّة و مجدّا في سلوك طريقالربوبيّة كما قال تعالى: قُلْ مَنْحَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِيأَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَ الطَّيِّباتِمِنَ الرِّزْقِ [7/ 32].