بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
و من علامة المحبّة ذكر المحبوب: من أحبّشيئا أكثر ذكره.و قيل: المراد بالذكر هاهنا الفكر، كما قال صلى الله عليه وآله: «تفكّر ساعة خيرمن عبادة سنة» «2» و روي: «سبعين سنة» أيضا«3».و ذلك يشبه أن يكون حقّا، فإنّ الفكربالحقيقة هو الذكر الحقيقي القلبي، لأنّحقيقة الإنسان و روحه هو باطنه و سرّه، لابدنه و هيكله المحسوس، فالذكر الحقيقي منهما يقع من لسان قلبه و إحضاره و إخطارهصورة المذكور في باله، و لهذا ورد في الحديث القدسي: «أنا جليس منذكرني» «4» و اللّه سبحانه أجلّ و أرفع من أن يكونجليس البدن حاضرا عنده، و لكن مع تجرّده وتقدّسه ممّا يحضر في قلب العارف و يقع عليهنوره.و اعلم إنّي لا أظنّ أحدا من الناس أو فيبعهد اللّه و عمل بمقتضى هذه التوصية منهفي باب إكثار ذكر اللّه و المداومة عليه وبالحقيقة إلّا الحكماء العارفين باللّه،لأنّهم هم الذاكرون اللّه كثيرا، و همالَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماًوَ قُعُوداً وَ عَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِوَ الْأَرْضِ و هم كالمشعوفين بهذا الأمروَ الَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّالِلَّهِ و ذلك لأنّ كلّ أحد سواهم له دوامشغل بغير اللّه و آياته و أفعاله منصنائعهم العلميّة و العمليّة-:مثلا: النحويّ أكثر اهتمامه بحفظ قوانينالنحو، لأنّه الغالب على طبعه، و كذااللغويّ و الشاعر و ما يجري مجراهم، و همّةالمنجّم طول عمره مصروفة في (2) تفسير العياشي: ج 2 ص 208.(3) جاء في الدر المنثور ج 2 ص 111: «ثمانينسنة».(4) البحار: باب ذكر اللّه تعالى، ج 93 ص 153.