قوله عزّ اسمه: [سورة الواقعة (56): آية 19]
لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَ لايُنْزِفُونَ (19) لا يوجد «15» من شربها صداع لصفائها من كدرالشرّ و الآفة و فساد التركيب و غلبة أحدالأضداد، كخمور هذه الدنيا، و تعاليهم عنتأثير المزاحمات و تصديع المصادماتلتجرّدهم عن عوالم التراكيب، و الأضداد وارتفاعهم عن الطبقات السافلة التي يوجدفيها الشرّ و الفساد.و قيل: لا يفرقون عنها «16».و قرء مجاهد لا يصدّعون بمعنى لايتصدّعون، أي لا يتفرّقون. كقوله تعالى فيحقّ الكفّار: يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ[30/ 43] و ذلك لأنّ منشأ صحبتهم و مبدأجمعيّتهم هو مشرب المحبّة الإلهيّة و نشأةالوحدة المعنويّة و الوصلة الايمانيّة والرابطة الحكميّة، ليس باعثها الأغراضالنفسانيّة و الأوضاع الجسمانيّةالمؤديّة سريعا إلى التفرقة و الوحشة والنفرة.(14) الملكية- نسخة.(15) لا يأخذ- لا يأخذهم- نسخة.(16) الكشاف: 3/ 194.