بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
كان دنيّ الهمّة، قصير النظر، خسيس الطلبحتّى يطلب من اللّه الدنيا الدنيّةفَعِنْدَ اللَّهِ ثَوابُ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ فللإنسان أن يطلب منه ما هوأعظم من الدنيا، فإنّ اللّه من سعة كرمه وبسطة جوده و فيض وجوده الذي هو ينبوعينابيع الخير و الرحمة، و مفتاح مفاتيحالجود و النعمة، يحبّ أن يسأل العبد منهعوالي الأمور و معالي الأشياء، و يبغض أنيطلب منه دنيّاتها و سفسافها، فلا يرضى أنيقتنع منه بالدنيا لأنّها دنيّة، بل لاشيء، لأنّ وجودها وجود تبعي ظلّي و عنداللّه ثواب الدنيا و الآخرة، لأنّ إحداهمامن أشعّة ذاته و أضواء جماله و جلاله، والاخرى من ظلال أنوار كماله.فمن يكون منزلته عند اللّه في مقعد صدقعند مليك مقتدر، فقد وجد اللّه، و وجد ماعنده من الدنيا و الآخرة، و كان اللّهعطوفا رحيما على عباده، سميعا لحاجاتطالبيه و مناجاة مشتاقيه، بصيرا بمصالحدينهم و دنياهم.فلكمال رأفته و رحمته أمرهم بالرجوع إليهفي الأمور، و نهاهم عن الانكباب إلى عالمالدثور، و الانخراط في سلك أصحاب القبور.
الإشراق الثاني [أقسام الرزق و مستحقيه]
اعلم إنّ للإنسان أرزاقا مختلفة سوى رزقالمعدة، و هي رزق القلب و رزق الروح، و رزقالسرّ.و كلّ إنسان في هذا العالم يستحقّبجسميّته رزق القالب، لأنّ هذا أدنى درجاتالحيوان بما هو حيوان، و الإنسان بحصّةحيوانيته يكون من أهل استحقاق الجحيم، وإليه الإشارة بقوله تعالى وَ إِنْمِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها [19/ 71]