الإشراق الرابع «3» [معرفة اللّه أجلّاللذات]
اعلم إنّ دعوى كون ما عند اللّه خيرا مناللهو الذي هو لذّة القوّة الحسيّة و شهوةالنفس البهيميّة، و من التجارة التي هيلذّة القوّة الخياليّة و النفس السبعيّةإذ بها يحصل الجاه و الحشمة، ممّا يشكلإثباته على أكثر الناس لغلبة التجسّمعليهم و كثافة الحجاب فيهم.فإنّ كون معرفة اللّه و صفاته و معرفةملكوت سماواته و أسرار ملكه أعظم من لذّةالرياسة و سائر المرغوبات ممّا يختصّ دركهبمن نال رتبة المعرفة و ذاق مشرب الحكمة، ولا يمكن إثباته على من لا قلب له، لأنالقلب معدن هذه القوة، كما لا يمكن إثباتلذة الرياسة و رجحانها على لذّة الوقاععند الأداني و السفهاء، و لا إثبات لذّةالوقاع على لذّة اللعب بالكرة و الصولجانعند(3) من هنا الى آخر الاشراق السادس مقتبسمما جاء في احياء علوم الدين (4/ 309 الى 311)بتغييرات و إضافات من المؤلف (ره).