بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
فأمّا أن يعدم ذاتها و صفاتها و كمالاتهاالذاتيّة فلا، لقوله تعالى وَ لاتَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِيسَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌعِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ* فَرِحِينَبِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْيَلْحَقُوا بِهِمْ [3/ 169- 170].و لا تظنّن أنّ هذا مخصوص بالمقتول فيالمعركة، فإنّ للعارف بكلّ نفس درجة ألفشهيد. و في الخبر: «إنّ الشهيد يتمنّى في الآخرةأن يردّ إلى الدنيا ليقتل مرّة اخرى، لعظمما يراه من ثواب الشهداء» «4».و إنّ الشهداء يتمنّون أن يكونوا منالعلماء، لما يرونه من علّو درجة العلماء.و في الحديث أيضا: «إذا كان يوم القيمة يوضعالموازين، فيوزن مداد العلماء مع دماءالشهداء فيرجّح مداد العلماء على دماءالشهداء» «5».فإذن جميع أقطار ملكوت السموات و الأرضميدان الحكيم العارف يتبوّء منها حيث يشاءمن غير حاجة إلى أن يتحرّك إليها بجسمه وشخصه، فهو من ملاحظة جمال الملكوت في جنّةعرضها كعرض السموات و الأرض، و كلّ عارففله مثلها من غير مزاحمة بينهم، إلّاأنّهم يتفاوتون في سعة منتزهاتهم بقدر سعةمعارفهم هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وهكذا حالهم في الدنيا و في الآخرة قبلالموت و بعده، إلّا أنّ الموت يزيدهمانكشافا و ظهورا و جلاء و وضوحا لمعارفهم ومقاصدهم- فافهم و اغتنم-. (4) الترمذي: كتاب فضائل الجهاد الباب 13 ج 4ص 176 و 177. و أورده الغزالي في الأحياء (4/ 309)و قال العراقي في تخريجه: «متفق عليه منحديث انس و ليس فيه: و ان الشهداء يتمنون انيكونوا علماء ... الحديث».(5) الامالي للصدوق (ره) المجلس الثاني والثلاثون ص 168.