تمهيد:
اعلم- وفّقك اللّه لفهم أسرار القرآن، وجعلك متخلّصا عن أسر عالم الحدثان:- إنّالمقصد الأقصى و العمدة الوثقى في كمالالإنسان الذي هو أشرف ما يوجد في عالمالحيوان، معرفة أحوال المبدإ و المعاد، ولأجلها بعث اللّه النبيّين مبشّرين ومنذرين إلى العباد. و أنزل الكتاب نورايهتدي به الناس في سبيل النجاة و الرشاد، وإليها يرجع فائدة الحثّ على الطاعاتالمنوّرات للقلب بالترغيب، و الزجر عنالمعاصي المظلمات المكدّرات للنفسبالترهيب.و إنّ للإنسان في الجملة أحوالا ثلاثةيعبّر عنها بالأيّام الثلاثة: و هي حالالمبدإ و المعاش و المعاد، المشار إليهافيقول أمير المؤمنين و إمام الموحّدين- عليهالسّلام و الإكرام-: «رحم اللّه امرأ أعدّلنفسه، و استعدّ لأمسه «4»، و علم من أين وفي أين، و إلى أين» «5».
(4) لرمسه- نسخة.(5) مضى الخبر في