بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَ السَّماءِ وَ الطَّارِقِ (1) لما فيها من الشواهد الجليّة و الخفيّةعلى معرفة ذاته و صفاته، و لهذا عظّم اللّهأمر السماء و النجوم في كتابه المجيد،فأقسم بهما في كثير من الآيات كقوله:وَ السَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ [85/ 1] وقوله: وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها* وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها [91/ 1- 2] و قوله: فَلاأُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِالْكُنَّسِ [81/ 15- 16] و قوله: وَ النَّجْمِإِذا هَوى [53/ 1] و قوله: فَلا أُقْسِمُبِمَواقِعِ النُّجُومِ* وَ إِنَّهُلَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ [56/ 75-76] كلّ ذلك تنبيها على أنّها صومعةالقدوسين، و معبد الروحانيّين، و دلائلصنع خالق السموات و الأرضين، و آيات عظمةأوّل الأوّلين، هو الذي نوّرها و صوّرها ودوّرها و رقصها في دوام إشراقاته عليها، وشوّقها إلى مزيد إفاضاته و رسالاته إليها،و حرّكها بالتسبيح و التهليل، و هداهاالتوسّل إلى الربّ الجليل.فما من شخص من أشخاص السماء إلّا و له نفسو عقل يحرّكانه شوقا و طربا إلى حضرةالباري ربّ الملأ الأعلى، و ما من جرم كريّنوراني إلّا و فيه شواهد و آيات عظيمةدالّة على عظيمة دالّة على عظمة مبدعها ومنشأها، و لهذا كرّر اللّه ذكرها و أشارإلى شواهدها و آياتها الدالّة عليه سبحانهفي مثل قوله: إِنَّ فِي خَلْقِالسَّماواتِ وَ الْأَرْضِ الآية [2/ 164] و قدمدح الناظرين فيها و أثنى على المتفكّرينفي خلقها بقوله: وَ يَتَفَكَّرُونَ فِيخَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ [3/ 191].