بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
الاستعلاء لها على القوى الإدراكيّة والتحريكيّة، لتجرها «5» بالتعويد «6» منعالم الغرور إلى عالم السرور، و من معدنالجور و الزور و الثبور إلى منبع الحيوة والرحمة و النور، حيث لا تزاحمها فيمطالبها بل تشايعها في مآربها و تهتديبهداها و تطيعها و تسلم لها في أوامرها وزواجرها، حتّى تنخرط معها في سلك طاعةاللّه و عبوديّته.ثمّ لا شبهة في أنّ بناء تمرّد القوى وعصيانها عن طاعة النفس «7» إنّما يكون بأحدأمرين: أحدهما ميلها إلى الشهوات والمرغوبات الحسيّة المضادّة للأمورالروحانيّة و الأغراض العقليّة. و ثانيهماالكسل و التبطّي عن طاعة العقل.و إزالة كلّ منهما إمّا بقطع سببه «8» ضوحسم مادّته أو بورود ضدّه عليه، و عمدةأسباب الوصول إلى الشهوات هو المال لأنّبالمال يتمكّن الإنسان من تناول كلّ لذيذو مباشرة كلّ شهيّ، فبترك المال يقطع جميعأسباب الشهوات الدنياويّة، و هو المرادبقوله: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى.و منشأ الكسالة في الطبع هو إنّما يكونلأجل استيلاء السكون و الضعف و عدم النشاطو الانبعاث في القوى المحرّكة، فيعالج هذاالمرض و الآفة فيها بفعل ضدّه، و هوالتحريكات البدنيّة كالصلوة و الصوم والحجّ.فالصلوة عمدة الجميع، فاكتفى بذكرها، إذمع كونها متضمّنة للأذكار و الأوراد،مشتملة على الحركات البدنيّة عن القيام والقراءة و الركوع و السجود.حتّى قيل: إنّ بدن الإنسان لأجل قواهالنفسانيّة بمنزلة خشبة جامدة (5) ليتحرها- لتجردها- نسخة.(6) بالتعديد- نسخة.(7) طاعة اللّه- نسخة.(8) لا تكون الا بقطع سببه.