حكمة قرآنية
اعلم إنّ القول و الفعل ما دامت حقيقتهمافي أكوان الأصوات و الحركات فلا حظّ لها منالبقاء و الثبات، فإذا تكوّنت بالوجودالكتبي حصلت لها مرتبة من البقاء و الثبات.و كذا كلّ من فعل فعلا و تكلّم بكلام حصلمنه أثر في نفسه و حال تبقى زمانا، و إذاتكرّرت الآثار في النفس فصارت الأحوالملكات تصدر بسببها الأفعال بسهولة من غيررويّة و قصد و حاجة إلى تجشّم اكتساب ومزيد اعتمال. فالحال و الملكة في عالمالنفس بإزاء التكلّم و الكتابة في عالمالبدن، و من هذا النمط يستنبط الصنايع ويتعلّم المكاسب العلميّة و العمليّة.و لو لم يكن للآثار الحاصلة في النفس منالأعمال و الأقوال دوام و ثبات و قوّة واشتداد يوما فيوما إلى حدّ يصير ملكةراسخة، لم يكن لأحد تعلّم شيء من الصنايعو الحرف، و لم ينجع فيه التأديب، والتهذيب، و لم يكن في تأديب الأطفال وتمرينهم فائدة، و لا لهم تفاوت من أوّلالحداثة إلى آخر حدّ الكمال،(21) قرطاس- نسخة.