قوله عزّ اسمه: [سورة الواقعة (56): الآيات 45الى 48]
إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَمُتْرَفِينَ (45) وَ كانُوا يُصِرُّونَعَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ (46) وَ كانُوايَقُولُونَ أَ إِذا مِتْنا وَ كُنَّاتُراباً وَ عِظاماً أَ إِنَّالَمَبْعُوثُونَ (47) أَ وَ آباؤُنَاالْأَوَّلُونَ (48) لمّا ذكر سبحانه نبذا من أحوال أهل الظلالو أصحاب الشمال بحسب العاقبة و المآل،أراد أن يذكر نبذا من أسباب شقاوتهم منأحوالهم و أفعالهم التي أوجبت لهم هذاالنكال، و ذهبت بهم إلى مضيق هذا الوبال إذالعاقبة لكلّ أحد من نتيجة السابقة، والنهاية من مقولة البداية.ثمّ لا شكّ أنّ مجامع مبادئ الشرّ والعصيان في أفراد الإنسان منحصرة في أمورثلاثة، لأنّ له قوى ثلاث خلقها اللّه فيهلحاجته إليها ما دام في الدنيا لتكونوسيلة له إلى حسن العاقبة في الاخرى- إذاصرفها فيما خلقت لأجله- و هي بعينها أسبابالشقاوة- عند انصرافها في غير وجوهمصارفها الشرعيّة و مواضعها الفطريّة.إحداها: القوّة الشهوية التي من شأنها أنتستعمل في(86) مجمع البيان: ج 9 ص 221.