بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
و تذكّرهما يستلزم تعقّل الاخرى وتذكّرها. فإنّ الدنيا عبارة عن حالتكالقريبة قبل الموت، و الآخرة عن حالتكالبعيدة بعد هذه الحيوة فكلّ منها مقيسةإلى الاخرى و مضافه إليها.و كما أنّ للإنسان أطوارا متفاوتة فيالدنيا- بعضها فوق بعض- كذلك له مواطن وأطوار متفاوتة في الآخرة بعضها صوريّة وبعضها معنويّة، يسافر «30» في مواطن الآخرةو يتوارد عليه الأمثال و يتعاقب لهالأحوال، مثل العرض و الحساب و الميزان والكتاب و الصراط و الأعراف و الجنّة والنار.و يحتمل أن يكون المراد: إنك يا إنسان لمّاعلّمتك نشأتك الدنياويّة و حالتك الدنيّةالاولى التي قد وقع لك فيها الانتقالات منرتبة إلى رتبة فوقها، فكنت أوّلا جمادا،ثمّ نباتا، ثمّ حيوانا، ثمّ بشرا سويّاسميعا بصيرا متفكّرا، و لم تنتقل من رتبةمن هذه المراتب إلّا و قد خلع عنك صورةخسيسة و أعراض ناقصة، و البست ما هو أجود«31» منها و أشرف-.فكذلك ينبغي لك و يجب عليك أن لا تتوانى مناستعمال القوّة العاقلة التي هي آخر ماحصل لك في هذه النشأة في تذكّر امور الآخرةو أنّ الغايات كانت بإزاء البدايات ومعرفة من الابتداء و إليه الرجوع للكلّ.فلا ترقي درجة من درجات العلوم و المعارفإلّا و تخلع عن نفسك أخلاقا و عادات وأعمالا كنت معتادا بها منذ الصبى من غيربصيرة و لا رويّة، حتّى يمكنك أن تفارق هذهالصورة البشريّة و تلبس لباس الأخيار وتتصوّر بصور الملائكة «32»، و يمكنك الصعودإلى المنازل العالية و الترقّي إلىالمراتب الجنانيّة (30) ليسافر- نسخة.(31) أتم وجودا- نسخة.(32) بالصورة الملكية- نسخة.