بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
فعلمت يقينا أن هذه الحقايق الايمانيّةلا تدرك إلّا بالتصفية للقلب عن الهوى، والتهذيب عن أعراض الدنيا، و العزلة عنصحبة الناس و خصوصا الأكياس، و التدبّر فيآيات اللّه و حديث رسوله و آله عليهمالسلام، و التسيّر بسيرة الصالحين، فيبقيّة من العمر القليل- و بين يديّ السيرالطويل «5»-.فلمّا أحسست بعجزي و أيقنت أنّي لست علىشيء، و قد كنت قنعت عن ضوء النور بظلّ وفيء، اشتعلت نفسي لكثرة الاضطراراشتعالا قويّا، و التهب قلبي لشدّةالانضجار التهابا نوريّا، فتداركتهالعناية الأزلية بالرحموت، و نظرت إليهالعطوفة الربّانيّة بشيء من لوامعالملكوت، فأفاض عليّ من بحر الجود شيئا منأسرار الوجود، و أفادني مظهر الخفيّات ومنوّر المهيّات بعضا من أسرار الآيات وشواهد البيّنات. فاطّلعت على بعض أسرارالتنزيل و حقائق التأويل. فشرعت خيرة مناللّه و رسوله في تفسير طائفة من السور والآيات، و قرعت باب رفع الحجب و كشف النقابعن وجوه البيّنات.فرأيتها بحمد اللّه كطبقات الجنان مفتّحةالأبواب، فيها وجوه من الحور العين،ينادون أصحاب الكشف و اليقين: سَلامٌعَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهاخالِدِينَ ففسّرت كثيرا من الآيات و السورالطوال و القصار، كما قضى اللّه و أرادخالق القوى و الأقدار، و أنشأ و أفاد واهبالعلوم و الأنوار.فأردت الآن أن أكتب ما اجتمع لي و خطرببالي من نكات التنزيل و معارف التأويل،المتعلّقة بهذه السورة، التي هي بحر عميقفي تحقيق علم المعاد، و كنز من كنوزالآخرة، يعرف بها عاقبة نفوس العباد. و لايمكن غورها، و لا يعرف قدرها إلا بإمدادعلوي و تأييد إلهي. فشمّرت (5) و بين أيدينا هذا السفر الطويل- نسخة.