بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
منها قطرة و لا تتصل واحدة بأخرى و لاتزاحمها في الطريق، بل ينزل كلّ منها فيالطريق الذي رسم لها، لا تعدل عنه يمنة ويسرة، و لا يتقدّم المتأخّر و لا يتأخّرالمتقدّم حتّى تصيب الأرض التي عيّنت لها،و لكلّ حيوان فيها من طير و وحش و بهيمة ودود مكتوب على تلك القطرة بخطّ إلهيّ لايدرك بهذه العين الظاهرة «إنّها رزق الدودالفلاني، في الوقت الفلاني، تصل إليه وقتحاجته و عطشه».هذا و غير ذلك من الحكم التي أنشأها اللّهتعالى في الماء و إنزاله من السحاب في وجوهمختلفة و على هيآت متعدّدة- مثل البرد والثلج و الصقيع و غيرها، مع انعقاد البردالصلب من الماء اللطيف، و تناثر الثلوجكالقطن المندوف من تأثير محرّك قويّندّاف، مع أنّه لا يشاهده العين لغايةلطافته و شفيفه- ممّا لا يحصى عجائبه- كلّذلك فضل من الجبّار القاهر و الخلّاقالقادر، ما لأحد من الخلائق فيه شرك ومدخل، بل ليس للمؤمنين من خلقه و لاالملائكة المسبّحين إلّا الاستكانة والخضوع تحت جلاله، و لا للعميان «49»الجاحدين إلّا الجهل بكيفيّة خلقه و أمرهفي شيء، و رجم الظنّ بذكر سببه و علّته«50».فيقول الجاهل المغرور القاصر النظر:إنّما ينزل الماء من السحاب لأنّه ثقيلبالطبع، و طبيعته سبب نزوله، و يظنّ أنّهذا معرفة انكشفت له و يفرح بها.و لو قيل له: ما معنى الطبع؟ و ما الذي أجبرطبع الماء حتّى رقى إلى (49) تحت جماله و لا للعاصين- نسخة.(50) فاعله و علته- نسخة.