بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
و إن كان زمامه بيد جاذب فما الذي سخر ذلكالجاذب حتّى يجذبه إلى فوق و سايرالجوانب، فإن كان ينتهي بالأخرة إلى خالقالسموات و الأرض و جبّار الملك و الملكوت،فلم لا يحال عليه في أوّل الأمر حتّى يخلصمن هذا الشرك؟! فنهاية أمر الجاهل بدايةحال العاقل.فقوله: الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أي:تشربون أنتم و أشجاركم و زروعكم، بل شربالأشجار و الزروع لدى الإعتبار عند اوليالأبصار هو شرب الإنسان، فإنّ الماء يبدرقالطعام إلى ما يتغذى به النبات و الحيوان،و يسوقه من المواضع البعيدة إلى الإنسانبعد الاستحالات.و قوله: لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاًأي: جعلناه ملحا زعاقا لا يقدر على شربهكما كان أولا في البحر، أو أبقيناه فيه علىحاله من غير أن نصعده إلى فوق ثمّ نرسلهإلى مواضع الأرض.فَلَوْ لا تَشْكُرُونَ أي: لا تعرفون قدرهذه النعمة العظيمة، فإنّ الشكر كسائرالمقامات له جزء علميّ- هو كالأصل- و جزءعملي كالفرع «55» فمن عرف الأصول التي منهاتحصل الأطعمة و تصير صالحة لأن يتغذّى بهاالإنسان يعلم أنّ تلك الأسباب لأجل سياقةالعباد إلى عالم المعاد، فيعمل بالضرورةعمل أهل الآخرة، كما قال تعالى:فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلىطَعامِهِ* أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَصَبًّا الآية [80/ 25].فإنّك إذا نظرت إلى طعامك عرفت أنّه قدحصل من الماء و التراب، و إذا نظرت إليهماعرفت أنّهما بصرافتهما لا يغذيانك،فتحتاج إلى البذور و الحبوب، فإذا وجدتحبّة أو حبّات، فلو أكلتها لفنيت و بقيتجائعا، فما (55) هو فرعه- نسخة.