[الجزء الثاني]
[تتمة سورة الفاتحة]
الناحية السادسة
حول قوله تعالى إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ
اللغة و الصرف
و هنا مسائل:
المسألة الاولى حول كلمة «إيّاك»
«إيّا»- بالكسر مع التشديد، و عليه اقتصرالجوهري «1». و الفتح رواه قطرب عن بعضهم«2»، و منه قراءة الفضل الرقاشي، على مايأتي في محلّه على ما نقله الصنعاني، وتبدل الهمزة هاء مفتوحة، فيقولون:«هيّاك»- اسم مبهم تتّصل به جميع المضمراتالمتّصلة التي للنصب، تقول: إيّاك و إيّاهو إيّاي و إيّانا، و جعلت الحروف بيانا عنالمقصود ليعلم المخاطب من الغائب، و لاموضع لها من الإعراب، فهي كالكاف في ذلك،فتكون «إيّا» الاسم و ما بعدها للخطاب، وقد صارا كالشيء الواحد لأنّ المعارف والمكنيّات بها لا تضاف.
و قال بعض النحويين: إنّ «إيّا» مضاف إلىما بعده، و استدلّ على ذلك
(1) الصحاح 6: 2545.
(2) راجع لسان العرب 1: 284.