المجلد الثاني المكاسب المحرمة تأليف العلامة الاكبر والاستاذ الاعظم آية الله العظمى مولانا الامام الحاج آقا روح الله الموسوي الخميني قدس سره
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم اجمعين .
وبعد فهذا هو المجلد الثانى من مهمات مسائل المكاسب المحرمة وما يتعلق بها ، ويستطرد لها مما هى اصعب طريقا ، واحوج إلى التحرير والتحقيق ، واكثر ابتلاء من ساير مسائلها المسألة الرعابةفي القمار
القمار حرام اجماعا ، وكتابا وسنة ، اذا كان اللعب بالآلات المعدة لذلك مع رهان ، وهو المتيقن من عنوان القمار والميسر ، في الكتاب والسنة ومعقد الاجماع ; ولا فرق بين انواعه من النرد والشطرنج وغيرهما ; حتى اللعب بالجوز والبيض ، للصدق على اللعب بهما عرفا ، ولو للتعارف بالمقامرة معهما . ولو شك في الصدق فلا شبهة في الحاقه به نصا وفتوى .
انما الاشكال والكلام في صدق العنوانين على اللعب بالآلات بلا رهان ، وعلى اللعب بغيرها برهان او غيره ، ولا ينبغى الريب في عدم صدقهما على الاخير ، وان يظهر من بعضهم اطلاقهما على مطلق المغالبة ، لكنه خلاف المتبادر والمرتكز في الاذهان من القمار ، وخلاف كلمات اللغويين فيه ، وفى الميسر الذى هو اخص منه واو مساوق له ، على ما يأتى الاشارة اليه .
والظاهر عدم صدقهما على ما قبله ايضا ، لان القمار عرفا ليس مطلق المغالبة برهان ، فلا يقال لمن جعل الرهان بازاء الغلبة في حسن الخط ; او تجويد قرائة القرآن ، أو سرعة العدو او الرمى ونحوها ، انه مقامر ، ولا لفعلها انه قمار ، والعرف اصدق شاهد عليه ، ويؤيد ما ذكرناه بل يشهد عليه ما ورد من جواز السبق والرماية مع شرط الجعل عليه ( 1 ) مع اباء قوله تعالى :
انما الخمر والميسر ، والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه ( 2 ) عن التخصيص وسيأتى ان الميسر هو مطلق القمار .
واما عدم صدق الميسر فكذلك بناء على انه القمار ، واوضح منه بناء على التفسير الاتى ، ولا يبعد عدم صدقهما على اللعب بالآلات بلا رهان ، كما تشهد به كلمات كثير من اللغويين ، كصاحب القاموس ، والمجمع ، والمنجد ، ومنتهى الارب ، ومحكى لسان العرب ، فانها طفحت بقيد الرهان .
ففى القاموس قامره مقامرة وقمارا فقمره ، راهنه فغلبه ، وفى المنجد قمر يقمر قمرا :
راهن ولعب في القمار ، ثم قال قامره مقامرة وقمارا راهنه ولاعبه في القمار إلى ان قال :
تقامر القوم تراهنوا ولعبوا في القمار إلى ان قال :
القمار مصدر كل لعب يشترط فيه ان يأخذ الغالب من المغلوب شيئا ، سواء كان بالورق او غيره ، وفى المجمع :
القمار بالكسر :
المقامرة وتقامروا العبوا بالقمار واللعب بالآلات المعدة له على اختلاف انواعها ، نحو الشطرنج والنرد وغير ذلك ، واصل القمار الرهن على اللعب بالشئ من هذه الاشياء ، وربما اطلق على اللعب بالخاتم والجوز ، ويظهر
( 1 ) الوسائل - كتاب السبق والرماية - الباب 3 .
( 2 ) سورة المائدة - الاية 92 .