بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
وفي هذه الآيات، نشاهد إشارة واضحة إلى هذا الوعي:{إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب *الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهمويتفكرون في خلق السموات والأرضربّنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار *ربنا إنك مَنْ تدخل النار فقد أخزيتهوما للظالمين من أنصار * ربّنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنّا}.(آل عمران/ 190 ــ 193).ج ــ ولو لم يكن هذا الوعي والفهم والاستدلال الجلي لتبدل الإيمان إلى التحجر والتعصب الجاهلي، ولانسدّ طريق الوصول إلى الحقيقة والهداية أمام الإنسان؛ ولهذا يدين القرآن الكريم هذا النوع من الإيمان المتعصب والوراثي الذي يتمسك به الكفار والمخالفون بشدة. فلنستمع إلى هذا الخطاب الشديد والمليء بالموعظة:{وإذا قيلَ لهم تعالوا إلى ما أنزل وإلى الرسول قالواحسبنا ما وجدنا عليه آباءناأولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئاً ولا يهتدون}.(المائدة/ 104).
3 ــ الإيمان يولد العمل والالتزام
هل يكفي الإيمان المقتصر على التصديق والقبول الفكري الكامل لوحده؟ أو أنه يصبح معتبراً عندما يتحول إلى "مسيرة حياة" و"تعهد عملي"؟ نجد القرآن يؤكد أن الإيمان يكون دائماً ملازماً للعمل ويتحول إلى دافع لــ"سلوك الطريق نحو المطلوب". وفي عشرات الآيات يبين أن الأجر والثواب الدنيوي والأخروي يترتب على أساس "الإيمان الملتزم بالعمل". فلننظر في آفاق الخطاب القرآني ونفكر فيه:{يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدواواعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون *وجاهدوا في الله حقّ جهادههو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيمهو سمّاكم المسلمين من قبلُ وفي هذا ليكون الرسول شهيداًعليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا باللههو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير}.(الحج/ 77 ــ 78).وفي الآيات المذكورة نجد أن أهم الخصائص الإيمانية الدينية هي: النصر والتوفيق، الاجتباء، القيادة، ورقي البشرية، وأخيراً النصرة والرعاية الإلهية تترتب على أساس الإيمان الممتزج بالعمل.والآية التالية (من سورة الأنفال) تذكر بلهجة وببيان آخر الأعمال الناشئة من الإيمان، وتبين دور الإيمان الملازم للعمل في حفظ المجتمع الإسلامي:{إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل اللهوالذين آووا ونصرواأولئك بعضهم أولياء بعضوالذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا}.(الأنفال/ 72).