عرفان اسلامي جلد چهارم - عرفان اسلامی جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
عرفان اسلامي جلد چهارم
حسين انصاريانباب 7 :در بيان لباس
قالَ الصَّادِقُ عليهالسلام : أَزْيَنُ اللِّباسِ لِلْمُؤْمِنينَ لِباسُ التَّقْوى وَأَنْعَمُهُ الإيمانُ ، قالَ اللّهُ تَعالى : وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ [1] .وَأَمَّا لِباسُ الظَّاهِرِ فَنِعْمَةٌ مِنَ اللّهِ تَعالى يُسْتَرُ بِها الْعَوْراتُ وَهِىَ كَرامَةٌ أَكْرَمَ اللّهُ بِها ذُرِّيَّةَ آدَمَ عليهالسلام ما لَمْ يُكْرِمْ بِها غَيْرَهُمْ .وَهِىَ لِلْمُؤْمِنينَ آلَةٌ لِأَداءِ مَاافْتَرَضَ اللّهُ عَلَيْهِمْ .وَخَيْرُ لِباسِكَ ما لا يَشْغَلُكَ عَنِ اللّهِ تَعالى بَلْ يُقَرِّبُكَ مِنْ شُكْرِهِ وَذِكْرِهِ وَطاعَتِهِ .وَلا يَحْمِلُكَ فيها إلَى الْعُجْبِ وَالرِّياءِ وَالتَّزَيُّنِ وَالْمُفاخَرَةِ وَالْخُيَلاءِ فَإِنَّها مِنْ آفاتِ الدّينِ وَمُوَرِّثَةُ الْقَسْوَةِ فِى الْقَلْبِ .فَإذا لَبِسْتَ ثِيابَكَ فَاذْكُرْ سَتْرَ اللّهِ عَلَيْكَ ذُنُوبَكَ بِرَحْمَتِهِ وَأَلْبِسْ باطِنَكَ بِالصِّدْقِ كَما أَلْبَسْتَ ظاهِرَكَ بِثَوْبِكَ وَلْيَكُنْ باطِنُكَ فى سَتْرِ الرَّهْبَةِ وَظاهِرُكَ فى سَتْرِ الطّاعَةِ .وَاعْتَبِرْ بِفَضْلِ اللّهِ « عَزَّ وَجَلَّ » حَيْثُ خَلَقَ أَسْبابَ اللِّباسِ لِتَسْتُرَ الْعَوْراتِ الظّاهِرَةَ ، وَفَتَحَ أَبْوابَ التَّوْبَةِ وَالإِنابَةِ لِتَسْتُرَ بِها عَوْراتِ الْباطِنِ مِنَ الذُّنُوبِ وَأَخْلاقِ السُّوءِ .وَلا تَفْضَحْ أَحَدا حَيْثُ سَتَرَ اللّهُ عَلَيْكَ أَعْظَمُ مِنْهُ وَاشْتَغِلْ بِعَيْبِ نَفْسِكَ وَاصْفَحْ عَمَّا لا يَعْنيكَ أَمْرُهُ وَحالُهُ وَاحْذَرْ أَنْ يَفْنى عُمْرُكَ بِعَمَلِ غَيْرِكَ وَيَتَّجِرَ بِرَأْسِ مالِكَ غَيْرُكَ وَتَهْلِكَ نَفْسُكَ ، فَإِنَّ نِسْيانَ الذَّنْبِ مِنْ أَعْظَمِ عُقُوبَةِ اللّهِ فِى الْعاجِلِ وَأَوْفَرِ أَسْبابِ الْعُقُوبَةِ فِى الاْجِلِ وَاشْتَغِلْ بِعَيْبِ نَفْسِكَ .وَمادامَ الْعَبْدُ مُشْتَغِلاً بِطاعَةِ اللّهِ وَمَعْرِفَةِ عُيُوبِ نَفْسِهِ وَتَرْكِ ما يَشينُ فى دينِ اللّهِ « عَزَّ وَجَلَّ » وَهُوَ بِمَعْزِلٍ عَنِ الاْفاتِ غائِصٌ فى بَحْرِ رَحْمَةِ اللّهِ « عَزَّ وَجَلَّ » يَفُوزُ بِجَواهِرِ الْفَوائِدِ مِنَ الْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ .وَمادامَ ناسِيا لِذُنُوبِهِ جاهلاً لِعُيُوبِهِ راجِعا إلى حَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ لا يُفْلِحُ إذاً أَبَدا . [ قالَ الصَّادِقُ عليهالسلام : أَزْيَنُ اللِّباسِ لِلْمُؤْمِنينَ لِباسُ التَّقْوى وَأَنْعَمُهُ الإيمانُ قالَ اللّهُ تَعالى وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ ]