نقل ابن شهرآشوب عن تفسير الثعلبي رواية عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، قال: لا تزول قدم عبـد يوم القيامة حتّى يُسأل عن أربعة: عن عمره فيمَ أفناه ، وعن شبابـه فيمَ أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسـبه وفيمَ أنفقه ، وعن حبّنا أهل البيت . وعن كتاب منقـبة المطهّـرين عن ابن عبّـاس ، قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم : والـذي بعثـني بالحقّ لا يقـبل الله من عبـد حسـنة حتّى يسأله عن حبّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام .
ثواب حبّـهم عليهم السلام ونصـرهم:
ذكر الحميري في قرب الإسناد رواية عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال: إنّ حبّنا أهل البيت ليحطّ الذنوب عن العباد ، كما تحطّ الريح الشديدة الورق عن الشـجر . وذكر الشـيخ الصـدوق في كتابه عيون أخبار الرضا عليه السلام رواية عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، قال: أربعة أنا شفيعهم يوم القيامة ولو أتوني بذنوب أهل الأرض: معين أهل بيتي ، والقاضي لهم حوائجهم عندما اضطرّوا إليه ، والمحبّ لهم بقلبه ولسانه ، والدافع عنهم بيده .
لا تقبل الأعمال إلاّ بولايتـهم عليهم السلام:
ومهما أفنى المرء عمره في طاعة الله عزّ وجلّ وعبادته حتّى يكون كالشن البالي ، ولم يأتِ بولاية أهل البيت عليهم السلام ، والبراءة من أعدائهم؛ لم ينفعه من ذلك شيء . . وإليك ما ذكره الشيخ المفيد في الأمالي ، رواية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، قال: أيّها الناس! الزموا مودّتنا أهل البيت ، فإنّه من لقي الله بودّنا دخل الجنّـة بشفاعتنا ، فوالذي نفس محمّـد بيده لا ينفع عبـداً عمله إلاّ بمعرفتنا وولايتنا . وفي المحاسن للبرقي عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، قال: لو أنّ عبـداً عبـد الله ألف عام ، ثمّ ذبح كما يذبح الكبش ، ثمّ أتى ببغضنا أهل البيت لردّ الله عليه عمله . وفي البصائر للصفّار ، عن الثمالي ، قال: خطب أمير المؤمنين عليه السلام فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال: إنّ الله اصطفى محمّـداً بالرسالة وأنبأه بالوحي ، فأنال في الناس وأنال ، وفينا أهل البيت معاقل العلم ، وأبواب الحكمة ، وضياء الأمر ، فمن يحبّنا منكم نفعه إيمانه ويقبل منه عمله ، ومن لم يحبّنا منكم لم ينفعه إيمانه ولا يقبل منه عمله . وفي الأمالي لشيخ الطائفة الطوسي بسـنده عن ابن عبّـاس في وصيّة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لبني عمومته فيقول: إنّي سألت الله عزّ وجلّ ثلاثاً: أن يثبّت قائلكم ، وأن يهدي ضالّكم ، وأن يعلّـم جاهلكم ، وسألت الله عزّ وجلّ أن يجعلكم جوداء نجباء رحماء ، فلو أنّ امرءاً صفّ بين الركن والمقام فصلّى وصام ، ثمّ لقى الله عزّ وجلّ وهو لأهل بيت محمّـد مبغض دخل النار . ترجمة المؤلّف
اسمه ونسبه:
العالم الجليل ، الفاضل النبيل ، جامع المعقول والمنقول ، ومطبّق الفروع على الأُصول ، الشيخ علي بن الشيخ عبـدالله بن الشيخ علي بن الشيخ عبـدالله بن الشيخ علي ، الستري أصلاً ، البحراني ثمّ اللنجاوي مسكناً ومدفناً . مولده:وُلـد في قرية «مهزة» من جزيرة «سترة» في بلاد البحرين سـنة 1256 هـ .
دراسته العلمية:
قرأ على والده في المقدّمات العربية من النحو والصرف والمنطق والكلام والمعاني والبيان ، وقرأ الفقه والأُصول على والده وعلى الشيخ لطف الله الخطّي ، وعند العالم المحدّث الشيخ عبـد علي العصفوري وتخرّج على يده . وعدّه الشيخ يوسف بن فرج البحراني من تلامذة العلاّمة الشيخ سليمان بن عبـدالله الماحوزي ، وله اليد الطولى في علم الكلام ، والحكمة النظرية ، والطبّ ، والأنساب ، واللغة ، والرجال ، وكان مجتهداً صرفاً ، كاتباً مترسّلاً ، حسن الخطّ ، نقي التعبير نظماً ونثراً . انتقل من البحرين وسكن «مطرح» في زمان والده ، وهدى الله به أهل الديار ، لا سيّما الطائفة المعروفة بالحيدرآبادية ، فكانوا ببركته ذوي معرفة ودين وثبات ويقين بعد أن كانوا أصحاب جهل وتهاون بالدين . . . وأقام بها مدّة مديدة في غاية الإعزاز والإكرام ، مشتغلاً بالتصنيف والعبادة والمطالعة والتأليف . . . متصدّياً لأجوبة المسائل وإيضاح الدلائل ، ثمّ بعد ذلك حدثت قضية أوجبت خروجه منها . . . لهذا خرج من مطرح المطلّة على الخليج . . . وسكن بلدة لنجة من توابع إيران ، وهناك عمل على تصعيد نشاطه حتّى شعر الأعداء بخطره المؤكّد فدسّوا له السمّ فقتلوه شهيداً مظلوماً صابراً غريباً . قال مصنّف تاريخ البحرين: تصدّر القضاوة في اللنجة ، وهو من فضلاء المعاصرين ، ومجاز من علماء عصره ، قال ميرزا حبيب الله الرشتي في إجازته له: قد استجازني العالم الجليل ، والفاضل النبيل ، محقّق الحقائق ، ومستخرج الدقائق ، ومهذّب القواعد المحكمة ، وموضّح الإشارات المبهمة .