فضائل و مناقب الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام
في مسند أحمد بن حنبل الدكتورة نهله الغروى النائينى الآنسة رضيه رجب جامعة تربية مدرّس 1423 ه ق - 1381 ه ش الخلاصة
لم تكن المطالعة والدراسة في فضائل ومناقب الامام أمير المؤمنين علي بن أبى طالب عليه السلام ذا عهد جديد، بل أن أكثر ما كتب في هذا الصدد كان مأخوذا من المصادر المدوّنة من قبل أتباع أهل البيت عليهم السلام، فكان القاريء أو السامع لها يظن أن فيها شيئا من المبالغة، ولكن، وبسبب عدم الغور في مصادر إخواننا أتباع مدرسة الخلفاء، وخاصة الصحاح والمسانيد المعتبرة لديهم، ودراستها، أو عدم الدّقة في دراستها وتبويبها، بقيت هذه الأحاديث مدفونة في صدور هذه الكتب ومحجوبة عن أشعة الحقّ، لذلك ارتأينا أن نستخرج المروية منها والمدوّنة في كتاب مسند الإمام أحمد بن حنبل، الذي يُعدّ من المجموعة الحديثية المعتبرة لدى إخواننا أهل السنّة، لتكون الشاهد الناطق لصفات وفضائل ذلك الإمام الهمام،... فما قمنا به هو إلقاء الضوء على تلك الأحاديث الشاملة المتضمّنة لصفات ومناقب الإمام عليه السلام، وما تميّز وانفرد به عليه السلام من حيث: إيمانه، تقواه الإلهي الخالص، شجاعته، قضاؤه، صحبته وملازمته للنبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم.. تقديم وتعريف
على أكثر من أُفق تُشرف شخصية الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ وتتمدّد عبر التاريخ منذ أربعة عشر قرنا لتصبح أكثر تألُّقا وأكثر سطوعا كلّما تقدّم الزمن، وكأنّ التاريخ يرفض أن يضمرها بغباره، وهذا هو دَيدنه وسننه مع كل الموجودات، حيث يتراكم غبار السنوات لتندثر تحته كل ما كان ينبض بالحياة، إلاّ علي بن أبي طالب الذي شقَّ بعظمة شخصيته هذه السنة التاريخية رغم كثرة ما أريد به من سوء في حياته وبعد قرون من شهادته، وما فَعلَتْه أيادي الشرّ في ذريته من قتل وتشريد ومحاولة لطمس ذكره، فإذا بالّلعن الّذي شُنَّ على المنابر استبدل بعد هذه القرون الطويلة بمحبة وإعجاب شديدين من لدن رجالٍ من هذه الإنسانية لم ينتموا حتى إلى دينه ناهيك عن مذهبه، وكأن إشعاع هذه الشخصية لا تُحجب بسُحُبٍ، وهي كالشمس الساطعة التي تمنح الحياة والنور والصحة، وتتوهّج على الدوام إلى آخر الدهر. عبر هذا الوهج حاولنا أن نغور في عمق التاريخ وننتقي لقطات من السيرة العلوية التي واكبت السيرة النبوية، لتضيف القليل القليل إلى الكمّ الذي قيل وكُتب عنه عليه السلام، واخترنا روايات من كتب أخواننا أهل السنة ـ أتباع مدرسة الخلفاءـ كتاب مسند احمد بن حنبل من المجموعة الحديثية المعتبرة لنشاهد فضائله ومناقبه ومنزلته عند اللّه ورسوله صلّى اللّه عليه وآله، وجعلناها ضمن تصنيف موضوعي، مع إضافة بعض التعليقات المناسبة، نقلنا الاحاديث، نصاً، من مسند احمد بن حنبل بدون اي تصرف، حفظاً للامانة، و من اللّه التوفيق... 1ـ علي بن أبي طالب عليهالسلام أول مؤمن في الإسلام «أجَعَلتُم سِقايَةَ الْحآجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَومِ الآخِرِ..»(19 التوبه). يمكننا، وكل منصف، معرفة عمقِ ايمان الامام علي عليهالسلام وتوحيده الخالص للّه، ونفوره من المشركين، يمكننا ذلك من خلال الاطلاع على الاحاديث التالية: - حدثنا عبداللّه حدثني أبي ثنا أسباط بن محمد ثنا نعيم بن حكيم المدائنى عن ابن مريم عن علي (رض) قال: «انطلقت أنا والنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى أتينا الكعبة، فقال لي رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : إجلس، و صعد على منكبَّي (1) ، فذهبت لأنهض به فرأى منّي ضعفا(!!) فنزل وجلس لي نبي اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال: إصعد على منكبَّي، قال: فصعدت على منكبيه، قال: فنهض بي، قال: فإنه يُخيّل إليّ أنّي لو شئت لنلتُ أفق السماء حتى صعدت على البيت (الكعبة) وعليه تمثال صِفر أو نُحاس فجعلت أزاوله (أعمل على إزالته) عن يمينه وعن شماله وبين يديه ومن خلفه، حتّى إذا استمكنتُ منه (تمكنت من ازاحته) قال لي رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : إقذف به (إرمه أسفلاً)، فقذفت به فتكسَّر كما تتكسّر القوارير (الأواني الزجاجية)، ثم نزلت فانطلقت أنا ورسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم (أسرعنا في الجري) نستبق (يسبق بعضنا بعضا) حتى توارينا (اختفينا) بالبيوت خشية أن يلقانا أحد من الناس» (2) . - حدثنا عبد اللّه حدثني اُبي ثنا وكيع ثنا سفيان عن حبيب عن أبي وائل عن أبي الهياج الأسدي قال: «قال لي علي: أبعثك على ما بعثني عليه رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أن لا تدع تمثالاً إلاّ طمسته (3) ولا قبرا مشرقا إلاّ سوّيته (جعلته في مستوى الأرض)» (4) . ـ حدثنا عبد اللّه حدثني نصربن علي ثنا عبداللّه بن داود عن نعيم بن حكيم عن أبي مريم عن علي (رض) قال: «كان على الكعبة أصنام، فذهبت لأحمل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إليها فلم أستطع، فحملني فجعلت أقطعها ولو شئت لنلت السماء» (5) . ـ حدثنا عبداللّه حدثني أبوداود المباركي سليمان بن محمد ثنا أبو شهاب عن شعبه عن الحكم عن ابي الموّرع عن علي قال: «كنا مع رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم في جنازة فقال: من يأتي المدينة فلايدع قبرا إلاّ سوّاه، و لا صورة إلاّ طلّخها، ولا وثنا إلاّ كسّره. قال: فقام رجل فقال: أنا، ثم هاب أهل المدينة (خافهم) فجلس، قال علي (رض): فانطلقت ثم جئت فقلت، يارسول اللّه لم أدع بالمدينة (لم أترك فيها) قبرا إلاّ سوّيته ولا صورة إلاّ طلختها ولا وثنا إلاّ كسّرته » (6) . ـ حدثنا عبد اللّه حدثني اُبي ثنا يزيد أنبأنا شعبة عن سلمة بن كهيل عن حبة العرني، قال: سمعت عليا (رض) يقول: «أنا أول رجل صلّى مع رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم » (7) . ـ حدثنا عبداللّه، ثني...عن...(بعد ضحك الامام علي عليهالسلام تعجّبا لقول أبيه) ثم قال عليهالسلام : الّلهم لا أعترف أنّ عبدا لك من هذه الأمة عبدَك قبلي غير نبيّك (قالها3 مرات)، لقد صلّيت قبل أن يصلّي الناس سبعا» (8) . نقد، تحليل واستنتاج
1ـ من الجملة (فرأى منّي ضعفا) يتبادر إلى الذهن أن الدعوة كانت في بدايتها وأنه عليهالسلام كان حدثا صغير السن، ورغم ذلك لم يكن أحدٌ غيره مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في هدم الأصنام وتطهير البيت منها. 2ـ معاناته ومكابدته عليهالسلام في زعزعة الأصنام وقلعها وهي مصنوعة من المعدن الصلب الثقيل من قبيل النحاس والصفر، دليل آخر على حداثة سنّه وصغر عمره. 3ـ فرارهما وتواريهما صلىاللهعليهوآلهوسلم و عليهالسلام بالبيوت خشية ايذاء الناس، يدلّ على أن الدعوة لازالت في مرحلتها السرية، والإمام لازال حدثا صغير السن، ومع ذلك فهو أوّل من آمن باللّه وبرسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأطاع أوامره ولازمه في جميع الاوقات والحالات. 4ـ يتبادر إلى الذهن، من جملة (فإنه يخيّل إليّ أني لوشئت لنلت أفق السماء) أنه عليهالسلام أحسّ وشعَرَ بكل وجوده بالسموّ والرفعة المعنوية وهو يكسّر الأصنام ويلقيها أرضا، ويدرك معنوية القرب له تعالى وهو موحّده ومطيع لأوامره وأوامر رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم . أولاً وأخيرا، أنه عليهالسلام قد عمل بما عمل به أبيه النبي ابراهيم عليهالسلام في تحطيم الاصنام وتكسيرها وتطهير الأرض من رجسها. 2ـ خشيةُ الإمام علي عليهالسلام من اللّه فقط لم يخْشَ الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام أحدا سوى اللّه تعالى، وما أخذته في أعماله إلى اللّه لومة لائم، والتاريخ أمضى شاهد على ذلك،..لنرى ما جاء في الحديث التالي: ـ حدثنا عبداللّه حدثني شيبان أبومحمد ثنا حماد يعني إبن سلمة أنبأنا حجاج بن وطاة عن الحكم بن عتيبة عن أبي محمد الهذلي عن علي بن أبي طالب (رض): «ان رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم بعث رجلاً من الأنصار أن يسوّي كل قبر وأن يلطّخ كلَّ صنم؛ فقال (الرجل): يارسول اللّه إنّي أكره أن أدخل بيوت قومي، قال عليهالسلام : فأرسلني، فلما جئت قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : ياعلي لاتكونن فتانا ولا مختالاً ولاتاجرا إلاّ تاجر خير، فإن اولئك مسوّفون في العمل» (9) . 3ـ شرف الإنفراد بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لم ينله إلاّ علي عليهالسلام إن الإمام علي عليهالسلام ولمكانته ورفيع مقامه، كان الوحيد الذي متى ما شاء لقاء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أذن له والأحاديث التالية أصدق شاهد على ذلك: ـ حدثنا عبداللّه ثنى اٌبي ثنا ابي أبو سعيد ثنا عبد الواحد بن زياد الثقفي ثنا عمارة بن القعقاع عن الحارث بن يزيد العكلي عن أبي زرعة عن عبداللّه بن نجي قال: قال علي: «كانت لي ساعة من السَّحَر أدخل فيها على رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإن كان قائما يصلّي سبّح لي فكان ذاك إذنُه، وإن لم يكن يصلّي أذنَ لي»(10).ـ حدثنا عبداللّه حدثني أبوكريب محمد بن العلاء حدثنا ابن المبارك عن يحيى بن أيوب عن عبيداللّه بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة قال: قال علي (رض): «كنت آتي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فأستأذن، فإن كان في صلاة سبّح لي، وإن كان في غير صلاة أذن لي» (11) . ـ حدثنا عبداللّه، حدثني أُبي ثنا يحيى بن آدم ثنا ابن المبارك عن يحيى عن عبيداللّه بن زحرعن علي بن زيد بن القاسم عن أبي أمامه عن علي (رض) قال: «كنت إذا استأذنت على رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ان كان في صلاة سبّح وإن كان غير ذلك أذن» (12) . ـ حدثنا عبد اللّه حدثني ابو كريب محمد بن العلاء.. عن القاسم عن أبي أمامة قال: قال علي (رض): «كنت آتي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فأستأذن، فإن كان في صلاة سبّح، وإن كان في غير صلاة أذن لي» (13) ـ حدثنا عبداللّه ثنى أُبي ثنا علي بن اسحاق أنبأنا علي بن اسحاق أنبأنا عبداللّه أنبأنا يحيى بن أيوب عن عبيداللّه بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة: «أن علي بن أبي طالب عليهالسلام أخبره أنه كان يأتي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال: فكنت إذا وجدته يصلّي سبّح فدخلت، وإذا لم يكن يصلّي أذن» (14) . ـ حدثنا عبد اللّه حدثني أُبي ثنا عبدالرزاق أخبرنا سفيان عن جابر بن عبداللّه بن نجي عن علي (رض) قال: «كنت آتي رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم كل غداة، فإذا تنحنَحَ دخلت وإذا سكت لم أدخل» (15) . ـ حدثنا عبداللّه ثنى أُبي حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبه عن جابر قال: سمعت عبداللّه بن نجي يحدّث عن علي (رض) قال: كانت لي ساعة من رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم من الليل ينفعني اللّه عزوجل بما شاء أن ينفعني بها..» (16) . ـ حدثنا عبداللّه حدثني أُبي ثنا أبوبكر بن عياش ثنا مغيرة بن مقسم ثنا الحارث العكلي عن عبيداللّه بن نجي قال: قال علي (رض): «كان لي من رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم مدخلان بالليل والنهار، وكنت إذا دخلت عليه وهو يصلّي تنحنح، فأتيته... (17) «وهل الشمس يحجبها الغربال؟» حضرت را شنيدند،مىشناسيم نقد، تحليل واستنتاج
من خلال استقرائنا للاحاديث الآنفة الذكر، نفهم: 1ـ إن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يخصص لأحد غيره عليهالسلام في حياته مثل ذلك الوقت ـ السحرـ الذي هو وقت الوصل والمناجاة مع المحبوب الخالق لينهل منه ما يقوّيه على السبح في النهار إنّ لك في النهار سبحا طويلا مع اولئك الذين قال اللّه تعالى عنهم لوأنفقت ما في الأرض جميعا ما ألّفت بين قلوبهم ولكن اللّه ألّف بينهم لإصلاحهم ولهدايتهم،..فنرى أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم يخصص ساعة من ذلك الوقت الغالي، الثمين للإنفراد بوصيّه وعضيده وخليله وحامل رايته في الدارين و أبى ولَدَيه، الإمام علي عليهالسلام ليزقّه العلم اللّدنّي ويودعه أسراره ويناجيه ويستقوي بعضهم ببعض، وربما يخفّف بعضهم عن بعض،.. فياترى ما كانت تحمل وتضمّ تلك الخلوات في طياتها؟! تحمل الانس؟ تخفف الهموم؟ الاستقواء ببعض؟ ايداع الأسرار؟ أم...؟ أم...؟... فالحقّ لا يعلمها إلاّ اللّه تعالى جدّه، الآمرُ بها!! 2ـ لماذا في السحر؟ ولماذا مع علي عليهالسلام لا مع غيره؟!! حسب تصوّري: لينفردا بعيدا عن عيون الحاسدين التي يمكنها تحمّل دخول الشوك إليها ولاتحمّل رؤية هذين الشريفين الكريمين الخليلين الطاهرين معا، وليكون هو تعالى ثالثهم، لا، بل أوّلهم، كالمعلم الذي يُشرف على تلميذيْه المخلصَيْن المخلَصَيْن من عباده،.. أما من خلال قراءة الجزء الأخير من الحديث (الذي لم نذكره) يذكر مرة وينعدم ذكره اُخرى، بالرغم من النقل عن نفس الراوي، فهو بلا أدنى شك أو ترديد، موضوع، وما وضعه إلاّ للتقليل من شأن الحديث وأهميته، والحطّ منه، والنيل منه،..فهل يُعقل أن يدخل جروٌ بيت النبوة والعصمة والطهارة، ولا يشعر به النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أو الامام عليهالسلام ويختبئ هذا الحيوان تحت سرير خاص للوليد (الحسن عليهالسلام )؟؟ وكيف يركن ويسكن الحيوان بدون أدنى حركة وصوت بحيث لا يعلم به من في البيت؟؟ وهل يعقل عاقل أن البيت الذي طهّر اللّه أهله وأذهب عنهم الرجس يسكن فيه جرو؟!! أين وجدانكم وذمّتكم يا من نقلتم الحديث، ويامن كتبتموه وتناقلتموه وصدّقتموه؟!! في نهاية الحديث (1251) يذكر أن ناقله غير موثق ولايُصدّق به، وما جاء في هذا الحديث نفس مضمون ما جاء فيما سبقه من الأحاديث!! 4 - قضاء علي عليهالسلام أو علي عليهالسلام والقضاء رغم أن الاحاديث خير ناطق وأبين قائل، الاّ إنّنا أحببنا أن نضيف إلى بيانها، وهو: أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلمه بعظمة وخطورة وأهمية مسؤولية القضاء، أناطها بالإمام علي عليهالسلام ، رغم أنه عليهالسلام في ريعان شبابه ـ المرحلة التي يكون فيها الإنسان عرَضا لتقاذف أمواج أهوائه النفسية وتأثّره بمختلف الرياح والأعاصير، إلاّ من ثبت اللّه قلبه على اليقين ولم يزغه، وثبت قدمه ولم يزلّها وكان ذلك الإمام علي عليهالسلام ، وقد اختاره اللّه تعالى على لسان نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وما ينطق عن الهوى ليكون قاضيا في حكومته صلىاللهعليهوآلهوسلم الإلهية، وليحكم بما أنزل اللّه جلّ وعلا وبما أراده النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بكل صلابة ويقين ورباطة جأش، لايخاف في اللّه لومة لائم،.. لنطلّع على ماجاء في هذا الصدد: ـ حدثنا عبداللّه حدثني أُبي ثنى يحيى من الاعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن علي (رض) قال: بعثني رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى اليمن وأنا حديث السن، قال: قلت تبعثني إلى قوم يكون بينهم أحداث ولا علم لي بالقضاء؟! قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : إن اللّه سيهدي لسانك ويثبت قلبك، قال عليهالسلام : فما شككت في قضاء بين اثنين بعد» (18) . ـ حدثنا عبداللّه حدثنا أُبي ثنا يحيى بن آدم ثنا اسرائيل عن ابى اسحاق عن حارثة بن مضرب عن علي (رض) قال: «بعثني رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى اليمن، فقلت: يارسول اللّه، إنك تبعثني إلى قوم هم أسنّ مني لأقضي بينهم؟ قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : إذهب، فإن اللّه تعالى سيثبت لسانك ويهدي قلبك» (19) . ـ حدثنا عبداللّه حدثني أُبي ثنا عفان ثنا محمد بن جعفر ثنى شعبه عن عمرو بن مرة قال: سمعت أبا البختري الطائي قال: أخبرني مَنْ سمع عليا (رض) يقول: «لمّا بعثني رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى اليمن فقلت: تبعثني وأنا رجل حديث السن وليس لي علم بكثير من القضاء؟! قال عليهالسلام : فضرب صدري رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال: إذهب فإن اللّه عزوجلّ سيثبّت لسانك و يهدي قلبك، قال: فما أعياني قضاء بين اثنين» (20) . ـ حدثنا عبداللّه ثنى أُبي ثنا اسود بن عامر ثنا شريك عن سماك عن حنش عن علي (رض) قال: «بعثني رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى اليمن، قال: فقلت يارسول اللّه تبعثني إلى قوم أسنّ منّي وأنا حديث لا أبصر القضاء (لا علم لي بالقضاء)(!)، قال: فوضع يده على صدري وقال: اللهم ثبّت لسانه، وأهد قلبه، ياعلي إذا جلس إليك الخصمان فلا تقضي بينهما حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الأول، فإنك إذا فعلت ذلك تبيّن لك القضاء، قال: فما اختلف عليّ قضاء بعد، أو ما أشكل عليّ قضاء بعد» (21) . ـ حدثنا عبداللّه حدثني محرز بن عون بن أبي عون ثنا شريك عن سماك عن حنش عن علي (رض) قال: «بعثني رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قاضيا، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : إذا جاءك الخصمان فلا تقضي على أحدهما حتى تسمع من الاخر، فإنه يبيّن لك القضاء». (22) ـ حدثنا عبداللّه حدثني أبوالربيع الزهراني وثنا علي بن حكيم الأودي وحدّثنا محمد بن جعفر الوركني وثنا زكريا بن يحيى زحمويه وحدثنا عبداللّه بن عامر بن زرارة الحضرمي وحدثنا داود بن عمرو الضبي قالوا: ثنا شريك عن سماك عن حنش عن علي (رض) قال: «بعثني النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى اليمن قاضيا فقلت: تبعثني إلى قوم وأنا حدث السن ولا علم لي بالقضاء، فوضع يده على صدري فقال: ثبّتك اللّه وسدّدك، إذا جائك الخصمان فلاتقضي للأول حتى تسمع من الآخر، فإنه أجدر أن يبيّن لك القضاء. فقال عليهالسلام : فما زلت قاضيا» وهذا لفظ حديث داود بن عمرو الضبي وبعضهم أتمّ كلاما من بعض. (23) ـ حدثنا عبداللّه ثنا محمد بن سليمان لوين وثنا محمد بن جابر عن جابر عن سمان بن حنش عن علي بن أبي طالب (رض) قال: «بعثني النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قاضيا إلى اليمن...» فذكر الحديث، قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إن اللّه مثبّت قلبك وهادٍ فؤادك، فذكر الحديث. قال لوين: وثنا شريك عن سمان بن حنش عن علي (رض) عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بمثل معناه» (24) . ـ حدثنا عبداللّه حدثني أُبي ثنا يحيى بن آدم ثنا اسرائيل عن ابي اسحاق عن حارثة بن مضرب عن علي (رض) قال: «بعثني رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى اليمن، فقلت: إنك تبعثني إلى قوم هم أسنّ مني لأقضي بينهم!! فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : إذهب، فإن اللّه سيهدي قلبك ويثبت لسانك» (25) . ـ حدثنا عبداللّه حدثني أُبي ثنابهز وعفان المعني، قالا: ثنا حماد بن سلمة أخبرنا سمان بن حنش بن المعتمر: «أن عليا (رض) كان باليمن فاحتفروا زبية للأسد، فجاء حتى وقع فيها رجل و تعلق بآخر و تعلق الآخر بالآخر حتى صاروا أربعة، فجرحهم الأسد فيها، فمنهم من مات فيها و منهم من أخرج فمات، قال: فتنازعوا في ذلك حتى أخذوا السلاح، قال: فأتاهم علي (رض) فقال: ويلكم! تقتتلون مئتي انسان في شأن أربعة أناسي؟، تعالوا أقضي بقضاء، فإن رضيتم به، وإلاّ فارتفعوا إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال: فقضى للأول ربع ديّة وللثاني ثلث دية، وللثالث نصف دية، وللرابع الدية كامله. قال: فرضي بعضهم وكره بعضهم، وجعل الدية على قبائل الذين ازدحموا، قال: فارتفعوا إلى النبي (رفعوا القضية ونقلوها إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم )ـ قال بهز: قال حماد: أحسبه قال: كان متكئاً فاحتبى - قال صلىاللهعليهوآلهوسلم سأقضى بينكم بقضاء، قال: فأخبر أن عليا (رض) قضى بكذا وكذا، قال: فأمضى قضاءه». قال عفان: سأقضي بينكم. (توضيح: عفان يُكذّب بهزا وحمادا، ومراده ـ عفان ـ من هذه الجملة: انه صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يقبل قضاء الإمام علي عليهالسلام وسيقضي هو صلىاللهعليهوآلهوسلم ). (26) ـ حدثنا عبد اللّه حدثنى أبي ثنا ابوسعيد ثنا اسرائيل ثنا سمان عن حنش عن علي (رض) قال: «بعثني رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى اليمن فانتهينا (وصلنا) إلى قوم بنوا زبية للأسد (حفرة لصيد الاسود والسباع)، فبيناهم كذلك يتدافعون، اذ سقط رجل فتعلق بآخر، ثم تعلق رجل بآخر حتى صاروا فيها أربعة (تعلق أحدهم بالآخر استنقاذا من السقوط في الزبية)، فجرحهم الأسد، فانتدب رجل بحربة فقتله، وماتوا من جراحاتهم كلّهم، فقاموا أولياء الاول إلى أولياء الآخر فأخرجوا السلاح ليقتتلوا، فأتاهم علي (رض) على تفيئة ذلك، فقال: تريدون أن تتقاتلوا و رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم حي؟ إنّي أقضي بينكم قضاءً إن رضيتم فهو القضاء (الفصل) وإلاّ حجز بعضكم عن بعض (ابتعدتم عن بعض وامتنعتم عن القتال) حتى تأتوا النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فيكون هو الذي يقضي بينكم، فمن عدا ذلك (فمن تعدّى وتجاوز) فلاحقّ له إجمعوا من قبائل الذين حفروا البئر (الزبية) ربع الدية وثلث الدية ونصف الدية والدية كاملة، فللأول الربع لأنه هلك من فوقه (أي: أنه كان سببا لمن مات بعد جرّه معه) وللثاني ثلث الدية، وللثالث نصف الدية، فأبوا أن يرضوا (رفضوا قضاءه)، فأتوا النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو عند مقام ابراهيم عليهالسلام ، فقصّوا عليه القصّة، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا أقضي بينكم وأحتبي (27) ، فقال رجل من القوم: إن عليا قضى بيننا فقصّوا عليه القصّة فأجازه رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم (أيّده وكفّ عن التكرار). (28) ـ حدثنا عبداللّه حدثني أُبي ثنا بهز ثنا حماد أنبأنا سمان عن حنش أن عليا (رض) قال: وللرابع الدية كاملة (29) . توضيح:
الف) الشخص الأول الذي سقط في الزبية هو الذي تسبب في موت الثاني الذي جرّه معه إلى البير وتسبب في هلاكه، والثاني هكذا،.. إلاّ أن الرابع والأخير الذي سقط ومات كان الثالث جرّه وسبّب هلاكه، إلاّ أنه ـ الرابع ـ لم يتسبب في هلاك أحد، لذلك استحق الدية كاملة. ب) الحبوة: ما يحتبى به، أي: يشتمل به من ثوب أو عمامة. وضع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يده على صدر الإمام علي عليهالسلام ، إنّها اليد الالهية: «...ولكن اللّه رمى: يد اللّه على يدك» أي: منحه التفقُّه والتقوى واليقين الإلهي الذي مركزه القلب، واللسان هو المعبّر عنه، وهو الذي يتفوّه بكلمة الفصل. ـ حدثنا عبد اللّه حدثني أُبي ثنا حسين بن محمد ثنا شعبة عن سلمة والمجالد عن الشعبي أنهما سمعاه يحدّث: «أن عليا (رض) حين رجم المرأة من أهل الكوفة ضربها يوم الخميس ورجمها يوم الجمعة، وقال: أجلد بكتاب اللّه، وأرجمها بسنّة نبي اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ». (30) ـ حدثنا عبداللّه حدثني أُبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن سلمة بن كهيل الشعبي أن عليا (رض) جلدَ شراحة يوم الخميس ورجمها يوم الجمعة، وقال: أجلدها بكتاب اللّه وأرجمها بسنّة رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم (31) . ـ حدثنا عبداللّه حدثني أُبي ثنا هشيم وأبو ابراهيم المعقب عن هشيم أنبأنا حصين عن الشعبي قال: «أُتي علي بمولاة لسعيد بن قيس محصنة قد فجرت، قال: فضربها مئة ثم رجمها ثم قال: جلدتها بكتاب اللّه ورجمتها بسنّة رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم » (32) . ـ حدثنا عبداللّه حدثني أُبي ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة أخبرنا مجالد عن عامر قال: «حملت شراحة وكان زوجها غائبا، فانطلق بها مولاها إلى علي (رض)، فقال لها عليٌ : لعل زوجك جاءك أو لعل أحدا استكرهك على نفسك، قالت: لا، وأقرّت بالزنا، فجلدها علي (رض) يوم الخميس ـ أنا شاهدهـ ورجمها يوم الجمعة ـ وأنا شاهدهـ فأمر بها فحفر لها إلى السرة ثم قال: إن الرجم سنّة من رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد كانت نزلت آية الرجم فهلك من كان يقرؤها،..» (33) . ـ حدثنا عبداللّه حدثني أُبي ثنا محمد بن جعفر ثنا سعيد عن قتادة عن الشعبي: «إن شراحة الهمدانية أتت عليا (رض) فقالت: إني زنيت، فقال: لعلك.. لعلك رأيتِ في منامك، لعلك استُكرهتِ، فكلّ تقول: لا، فجلدها يوم الخميس، ورجمها يوم الجمعة. وقال: جلدتها بكتاب اللّه ورجمتها بسنّة نبي اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم».(34) شرح:
لقد بذل الامام علي عليهالسلام جُلّ جهده وتمام سعيه للوصول إلى اليقين في قضائه، وذلك لإصدار الحكم، وهو مطمئن، وليس فيه شائبة شك أو ترديد، لنرى كيف أصدر حكمه في امرأة اعترفت على نفسها: ـ حدثنا عبداللّه حدثني أُبي ثنا بهز بن حماد بن سلمة أنبأنا سلمة بن كهيل عن الشعبي: «أنّ عليا (رض) قال لشراحة: لعلّكِ استُكرهت، لعل زوجك أتاك، لعلّكِ، لعلَّكِ، قالت: لا، قال: فلما وضعت مافي بطنها جلدها ثم رجمها، فقيل له جلدتها ثم رجمتها؟! قال: جلدتها بكتاب اللّه، ورجمتها بسنّة رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم » (35) ـ حدثنا عبداللّه حدثني أُبي ثنا عفان ثنا حماد عن عطاء بن السائب عن أبي ظبيان الجني: «إنّ عمر بن الخطاب (رض) أتي بامرأة زنت فأمر برجمها، فذهبوا بها ليرجموها فلقيهم علي عليهالسلام فقال: ماهذه؟ قالوا: زنت، فأمر عمر برجمها، فانتزعها (أخذها بالقوة) عليٌ من أيديهم وردّهم، فرجعوا إلى عمر (رض) فقال: ماردّكم؟ قالوا: ردّنا علي (رض)، قال: مافعل هذا علي إلاّ لشيء قد علمه، فأرسل إلى علي فجاء وهو شبه المغضب، فقال: مالك رددت هؤلاء؟ قال عليهالسلام : أما سمعت رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول: رُفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يكبر، وعن المبتلى حتى يعقل» (يعني: ثلاثة لا يشملهم حكم القصاص والحدّ).» (36) ـ حدثنا عبداللّه حدثني أُبي ثنا ابوسعيد ثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن أبي ظبيان: أن عليا (رض) قال لعمر: يا أمير المؤمنين، أما سمعت رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول: رُفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يكبر، وعن المبتلى حتى يعقل (؟!)». (37) توضيح و تذكّر:
أن القضاء هو أساس الحكومة الإسلامية، وإذا اختلّ أو فسد، فسدت أنظمة الدولة تبعا لذلك، ولذلك نرى أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أودعه عليهالسلام مسؤولية ذلك، وما عمله صلىاللهعليهوآلهوسلم ذلك إلاّ دليل لإثبات أهليته وولايته وخلافته عليهالسلام على الامة، بل أن أساس ذلك هو عدله ودقّة قضائه عليه السلام. *نقد، تحليل، واستنتاج
الف ) الملفت للانتباه، والجدير بالذكر، أن تأكيده عليهالسلام في الاحاديث المارّة الذكر، على الالتزام بكتاب اللّه وسنّة نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ـ حسب اعتقادي ـ هو جوابه لمن قال له عليهالسلام : إن كنت عملت بسنّة رسول اللّه (رض) وسنّة الخلفاء الراشدين ولّيناك علينا،!!.. لذلك نراه عليهالسلام في كل مقام مناسب يؤكد التزامه وتمسّكه بكتاب اللّه وسنة رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكأنه عليهالسلام يريد أن يقول: أن لا أحد يلتزم بكتاب اللّه وسنّة نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم غيري،.. فصدقت يا أبا الحسن، وأنت الفاروق الصدّيق المصدّق. ب) نستنتج من قضائه ـ عليه السلامـ انه حريص، ومنذ شبابه، وهذه جبّلته، على حقن الدماء ووحدة المجتمع والامة،، ـ ذاك في حادثة الزبيةـ، أما في قضية الرجم، فالإمام علي عليهالسلام حاول في وضعه التبريرات أمام المرأة علّه يجعل سبيلاً وثغرة للخلاص مما هي فيه، ليس لطمس الحقيقة، بل لحفظ العفة والحياء في المجتمع الإسلامي، وعدم إماطة لثام الستر والعفّة والحياء الذي هو خلُق الإسلام،.. أما قوله: أما سمعت رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول:...، وتذكيره، يبيّن أنه عليه السلام الوحيد الذي يحفظ و يقرّ بكل ما قال به رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ولا ينسى منه أدنى شيء،... 5 ـ الامام أمير المؤمنين عليهالسلام كان يحمل كتاب اللّه و قوانينه معا: ـ حدثنا عبداللّه حدثني أُبي ثنا يحيى بن آدم ثنا شريك عن مخارق عن طارق بن شهاب قال: «رأيت عليا (رض) على المنبر يخطب وعليه سيف حليته حديد، فسمعته يقول: واللّه ما عندنا كتاب نقرؤه عليكم إلاّ كتاب اللّه تعالى وهذه الصحيفة أعطانيها رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم فيها فرائض الصدقة، قال: لصحيفة معلّقة في سيفه». (38) ـ حدثنا عبداللّه حدثني أُبي ثنا هاشم بن القاسم ثنا شريك عن مخارق عن طارق بن شهاب قال: «شهدت عليا (رض) وهو يقول على المنبر: واللّه ماعندنا كتاب نقرؤه عليكم إلاّ كتاب اللّه تعالى وهذه الصحيفة معلقة بسيفي أخذتها من رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم فيها فرائض الصدقة معلّقة بسيف له حليته حديد، أو قال: بكراته حديد، أي حلقته». (39) ـ حدثنا عبداللّه حدثني أُبي ثنا عبدالرحمن عن سفيان عن الاعمش عن ابراهيم التيمي عن أبيه عن علي (رض) قال: «ماعندنا شيء إلاّ كتاب اللّه تعالى وهذه الصحيفة عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : المدينة حرام مابين عاثر إلى ثور (حدودها)، من أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين، لايقبل منه عدل و لا صرف، وقال: ذمّة المسلمين واحدة، فمن أخفر مسلماً فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين و لا يقبل منه صرف و لا عدل، و من تولى قوماً بغير اذن مواليه (من رشّح و ولى نفسه خليفه دون اذن ولاته ) فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس اجمعين و لا يقبل منه صرف و لا عدل (40) . - حدثنا عبدالله حدثنى أُبى ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة، سمعت القاسم بن أبى برزة يحدّث عن ابي الطفيل قال: سُئل عليّ (رض): هل خصكم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بشيءٍ؟ فقال : ما خصّنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بشىء لم يعمّ الناس كافة إلا ما كان في قراب سيفي هذا؛ قال: فأخرج صحيفة مكتوب فيها: لعن الله من ذبح لغير الله، و لعن الله من سرق منار الارض، و لعن الله من لعن والده، و لعن الله من آوى محدثاً (41) . ـ حدثنا عبداللّه حدثني أُبي ثنا بهز ثنا همام أنبأنا قتادة عن أبي حسان: «أن عليا (رض) كان يأمر بالأمر فيؤتى فيقال: قد فعلنا كذا وكذا، فيقول: صدق اللّه و رسوله (42) ، قال: فقال له الاشتر: إن هذا الذي تقول قد تفشغ (43) فيه الناس، أفشيء عهده إليك رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟ (44) . قال علي (رض): ماعهد إليّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم شيئا خاصا دون الناس إلاّ شيء سمعته منه فهو في صحيفة في قراب (غلاف) سيفي، قال: فلم يزالوا به حتى أخرج الصحيفة، قال: فإذا فيها: من أحدث حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل، قال: وإذا فيها: إن ابراهيم عليهالسلام حرّم مكة وإنّي أحرم المدينة حرام ما بين حريتها و حماها كله لا يختلي خلاها، ولاينفر صيدها ولا تلتقط لقطتها إلاّ لمن أشار بها، ولا تقطع منها شجرة إلاّ أن يعلف رجل بعيره، ولا يحمل فيها السلاح لقتال، قال: وإذا فيها: المؤمنون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمّتهم أدناهم (45) ، وهم يدٌ على من سواهم، ألا لا يُقتل مؤمن بكافر ولا ذو عهد في عهده» (46) . ـ حدثنا عبداللّه حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبه عن سليمان عن ابراهيم القيمي عن الحارث عن سويد، قال: قيل لعلي (رض): «إن رسولكم كان يخصّكم بشيء دون الناس عامة؟ قال: ما خصّنا رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم بشيء لم يخص به الناس إلاّ بشيء في قراب سيفي هذا، فأخرج صحيفة فيها شيء من أسنان الإبل، وفيها: أن المدينة حرم بين ثور إلى عاثر، من أحدث فيها أو آوى محدثا فإن عليه لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل، وذمة المسلمين واحدة، فمن أخفَر مسلما فعليه لعنة اللّه و الملائكة والناس أجمعين، لايقبل منه يوم القيامة صرف ولاعدل، ومن تولّى مولى بغير إذنهم فعليه لعنة اللّه و الملائكة والناس أجمعين، ولا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل». (47) توضيح:
1ـ أنّ سؤال الناس: هل خصّكم...، يدلّ على علمهم، علم اليقين، أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قد خصّ أهل بيته بأشياء. أما الذين يشمهلم اللعن، فهو إشارة إلى ما سيفعله بنو أمية بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بالمدينة وبأهلها، يعني واقعة الحرة و مقتل أهل المدينة على يد جيش يزيد بن معاوية. ـ حدثنا عبداللّه حدثني أُبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة قال: سمعت القاسم بن أبي بزة يحدّث عن الطفيل، قال: سُئل علي (رض): هل خصّكم رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم بشيء؟ فقال: ما خصّنا رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم بشيء لم يعمّ به الناس كافّة إلاّ ما كان في قراب سيفي هذا، قال: فأخرج صحيفة فيها مكتوب: لعن اللّه من ذبح لغير اللّه، لعن اللّه من سرق منار الأرض، ولعن اللّه من لعن والده، ولعن اللّه من آوى محدثا». (48) تحليل، نقد، واستنتاج
من خلال تأمّلنا في السؤال الذي يُسئل به الإمام علي عليهالسلام : هل خصّكم رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم بشيء؟ والجواب لم يكن نفياً قاطعا، بل مستثنيا، وكذلك نرى أن شاع بين الناس ما خُصّ به الإمام،.. ولو جمعنا اجابات الإمام علي عليهالسلام نراه يؤكد على: 1ـ حفظ حرمة المدينة، حرمة أهلها المسلمين، وحرمة العهد الذي بينهم (عهد الأخوة الإسلامية)... ومن أحدث في المدينة أو آوى محدثا فعليه اللعنة، وفيه إشارة صريحة واضحة إلى ما سيحدثه بنو أمية، وقد أحدثه يزيد بن معاوية وكانت واقعة الحرة المفجعة. وفي هذا الحديث يتجلّى بوضوح أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أودع أمين سره و وصيه ما سيحدث فى المستقبل و هو مما كان يودعه عند اختلائه صلىاللهعليهوآلهوسلم به عليهالسلام في الاوقات المخصصة وتناجيهما معا،.. وإنباء أن من يستبيح المدينة يستبيح أهل بيت نبيّها صلىاللهعليهوآلهوسلم . 2ـ فرائض الصدقة: وهي حقوق المسلمين الواجب على الولي ومن يتصدى الأمور حفظها وأدائها إلى أهلها ومن يستحقها بشكل يحفظ كرامة وشخصية الفرد المسلم. 3ـ العقل، فكاك الأسير، ولا يقتل مسلم بكافر، والذي سمّى الإمام عليهالسلام هذه الأحكام: «فهمٌ يؤتيه اللّه عزّوجل رجلاً في القرآن أو ما في الصحيفة» وهذه الأحكام تخصّ القاضي والولي العادل الذي بيده أمور المسلمين، ولعلم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بعدم استيعاب الناس لها، فخصّها عليا عليهالسلام .أما لو يسأل سائل: لماذا خصّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عليا (رض) بهذه الصحيفة، ما عسى أن يكون الجواب؟ الجواب واضح وصريح لمن فتح اللّه بصيرته، ولم يقفل قلبه بسوء نيّته وعمله،.. وهو: الف) إنّ هذه الأمور لا يمكن لأحد حفظها وأداءها إلاّ من كان وليا ووصيا، ومن سمت وعلت روحه حتى صار إلهيّا، وهو الإمام المعصوم. ب) أنها (الصحيفة) عُلقَت بالسيف وزُيّنَ السيف بها كما يُزيّن المجاهد به ـ السيف ـ، وأي مجاهد، المجاهد الذي دافع بسيفه عن الإسلام و نبي الإسلام، فهو اليوم يدافع عنها، لتبقى ـ الصحيفةـ أبدا فى يد معصوم، لأنها الصحيفة المبيّن فيها أهم الأحكام التي هي دعائم صرح الإسلام الخالد. و ما هذه الصحيفة، و حملها من قبَل الإمام عليهالسلام مع سيفه إلاّ شاهدا على: 1) إنه المعتمد الوحيد والمخلص الأوحد لرسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم . 2) إنه الخليفة والإمام الحق بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم . 3) شاهد صدق لمظلومية الإمام عليهالسلام . 4) تحديا لمن منع كتابة الحديث و جمعه، بُغية طمس الحق وإخفائه، لذلك شهرها الإمام عليهالسلام بتعليقها بقراب سيفه. 5) أهميتها كأهمية السيف في الجهاد وإقامة العدل. و أخيرا نذكر حديثا في هذا الصدد دعما لما قلنا: حدثنا محمد بن الحسن عن صفوان عن ابن مسكان عن حجر عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عمّا يتحدث الناس انه دُفعت إلى أمِّ سلمة صحيفة مختومة، قال: إن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم لما قُبض ورث علي عليهالسلام سلاحه وما هنالك ثم صار إلى الحسن والحسين، فلّما خشيا أن يُفتّشا استودعا أم سلمة، ثم قبضا بعد ذلك، فصار إلى ابنه علي بن الحسين ثم انتهى إليك أو صار إليك، قال: نعم». (49) 6 - علم الإمام علي عليهالسلام وتنبّؤه ـ حدثنا عبد اللّه حدثني عبيد اللّه بن عمر القواريرى ثنا حماد بن زيد أنبأنا أيوب عن محمد بن عبيده قال: «ذكر عليّ أهل النهروان فقال: فيهم رجل مودون اليد أو مثدون اليد أو مخدج اليد، لولا أن تبطروا (50) لنبأتكم بما وعد اللّه عزوجل الذين يقتلونهم على لسان محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم قال: قلت: أأنت سمعت منه؟ قال: اي ورب الكعبة». (51) ـ حدثنا عبداللّه حدثني محمد بن ابي بكر المقدمي ثنا حماد بن يحيى ألابح ثنا ابن عون عن محمد بن عبيدة قال: «لمّا قتل علي أهل النهروان قال: إلتمسوه، فوجدوه في حفرة تحت القتلى فاستخرجوه وأقبل علي (رض) على أصحابه فقال: لولا أن تبطروا لأخبرتكم ما وعد اللّه من يقتل هؤلاء على لسان محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قلت: أنت سمعته من رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟ قال: إي وربّ الكعبة». (52) ـ حدثنا عبداللّه ثنا محمد بن ابي بكر بن علي المقدمي ثنا حماد ـ يعني ابن زيدـ عن أيوب و هشام عن محمد بن عبيدة: أن عليا (رض) ذكر أهل النهروان فقال: فيهم رجل مودن اليد أو مثدون اليد أومخدج اليد، أن تبطروا لنبأتكم ما وعد اللّه الذين يقتلونهم على لسان محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقلت لعلي: أأنت سمعته؟ قال: اي وربّ الكعبة». (53) ـ حدثنا عبيد اللّه ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا حماد بن زيد ثنا جميل بن مرة عن ابي الوضيء قال: «شهدت عليا (رض) حين قتل أهل النهروان قال: إلتمسوا في القتلى، قالوا، لم نجده، قال: اطلبوه (ابحثوا عنه جيدا)، فواللّه ما كذبتُ ولا كُذبت، حتى استخرجوه من تحت القتلى» قال أبو الوضيء: فكأني أنظر إليه حبشي إحدى يديه مثل ثدي المرأة، عليها شعرات مثل ذنب اليربوع». (54) ـ حدثنا عبداللّه حدثني حجاج بن يوسف الشاعر حدثني عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا يزيد بن أبي صالح أن أبا الوضيء عبادا حدّثه أنه قال: «كنّا عامدين إلى الكوفة مع علي بن أبي طالب (رض)، فلما بلغنا مسيرة ليلتين أو ثلاث من حروراء شذّ منا (خرج وانفصل عنّا) ناس كثير، فذكرنا ذلك لعلي (رض) فقال: لايهولنكم أمرهم، فإنهم سيرجعون، فذكر الحديث بطوله قال: فحمد اللّه علي بن ابي طالب (رض) و قال: إن خليلي أخبرني أن قائد هؤلاء رجل مخدج اليد، على حلمة ثديه شعرات كأنهن ذنب اليربوع، فالتمسوه فلم يجدوه، فأتيناه فقلنا: إنا لم نجده، فقال: فالتمسوه فواللّه ما كذبت ولاكَذبت ثلاثا، فقلنا: لم نجده، فجاء علي بنفسه فجعل يقول: اقلبوا ذا، اقلبوا ذا، اقلبوا ذا، حتى جاء رجل من الكوفة، فقال: هو ذا، قال علي (رض): اللّه أكبر، لايأتيكم أحد يخبركم من أبوه (اي: انه ابن أبيه) فجعل الناس يقولون، هذا ملك، هذا ملك، يقول علي (رض): ابن من هو؟». (55) 7 - إنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يعطي الامام علي عليهالسلام من علومه ويطلعه على أسراره، وكان يوصيه بتدوين تلك العلوم، وما كتبه الإمام عليهالسلام كان قبسا مما أخذه عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ حدثنا عبداللّه ثنا أُبي ثنا سفيان بن مطرف عن الشعبي عن أبي جحيفة قال: «سألت عليا (رض): هل عندكم من رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم شيء بعد القرآن؟ قال: لا، والذي خلق الحبّة وبرأ النسمة إلاّ فهم (علم) يؤتيه اللّه عزّوجل رجلاً في القرآن أو مافي الصحيفة. قلت: وما في الصحيفة؟ قال: العقل (الديه)، وفكاك الأسير (تحريره وإطلاقه)، ولا يُقتل مسلم بكافر (تفضيل المسلم على الكافر)». (56) ـ حدثنا عبداللّه حدثني اُبي ثنا يحيى ثنا سعيد بن أبي عروبه عن قتادة عن الحسن عن قيس بن عباد قال: «انطلقت أنا والاشتر إلى علي (رض) فقلنا: هل عهد إليك نبي اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم شيئا لم يعهده إلى الناس عامة؟ قال: لا، إلاّ ما في كتابي هذا؟ قال: وكتاب في قراب سيفه، فإذا فيه: المؤمنون تكافأ دماؤهم (سواسي)، وهم على يد من سواهم (أمة واحدة)، ويسعى بذمتهم أدناهم، القوي يأوي الضعيف، ألاّ يُقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده، ومن أحدث حدثا (أتى ببدعة) أو آوى محدثا (مبدعا للقتال) فعليه لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين». (57) ـ حدثنا عبد اللّه ثني محمد بن آبان بن عمران الواسطي ثنا شريك عن مخارق عن طارق يعني ابن شهاب، قال: سمعت عليا (رض) يقول: «ماعندنا كتاب نقرؤه عليكم إلاّ ما في القران وما في هذه الصحيفة، صحيفة كانت في قراب السيف (غلافه)، كان عليه حليته حديد أخذتها من رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم فيها فرائض الصدقة (!).» (58) ـ حدثنا عبد اللّه حدثني اُبي ثنا محمد بن جعفر الوركاني ثنا شريك عن مخارق عن طارق قال: «خطبنا علي (رض) فقال: ما عندنا شيء من الوحي أو قال: كتاب من رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم إلاّ مافي كتاب اللّه و هذه الصحيفة المعروفة بسيفي و عليه حليته حديد، و فيها فرائض الصدقات (!)». (59) 8 - الإمام علي عليهالسلام يلوذ بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ليحميه ويدافع عنه من كان، ياترى، المحامي والمدافع الأقرب لرسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم في حروبه ومغازيه؟ لنقرأ الحديث التالي ونرى: 656ـ حدثنا عبداللّه حدثني أُبي ثنا وكيع ثنا اسرائيل عن أبي اسحاق عن حارثةبن مضرب عن علي (رض) قال: «لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو أقربنا إلى العدو، وكان من أشد الناس يومئذ بأسا» (60) . 9 - رضاب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يعافي الامام عليهالسلام ليكون ملازما له وعضيده وحامل لوائه: ـ حدثنا عبداللّه حدثني أُبي ثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن مغيرة عن أم موسى عن علي (رض) قال: «ما رمدتّ منذ تفل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في عيني». (61) ـ حدثنا عبداللّه ثني أُبي ثنا وكيع عن ابن أبي ليلى عن المنهال بن عمر وعن عبد الرحمان بن أبي ليلى قال: «وكان أبي يسمر مع علي، فكان يلبس ثياب الصيف في الشتاء وثياب الشتاء في الصيف، فقيل له: لو سألته، فسأله، فقال عليهالسلام أن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم بعث إليّ وأنا أرمد (عيني مصابه) يوم خيبر، فقلت: يا رسول اللّه، إني أرمد العين، قال: فتفل في عيني (ألقى برضابه ـ ماء فيه ـ في عيني)، وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : اللهم أذهب عنه الحرّ والبرد، فما وجدت حرّاً ولابردا منذ يومئذ، وقال: لأُعطينّ الراية رجلاً يحب اللّه ورسوله، ويحبّه اللّه ورسوله، وليس بفرّار، فتشرّف لها أصحاب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم (كل قد حسب نفسه انه سيتشرّف بها)، فأعطانيها». (62) * تحليل واستنتاج
الف) قوله: «كان يسمر مع أبي»، والسمر: السهرات الليلية، يُستبعد من الإمام عليهالسلام ذلك، واللّه من وراء القصد،.. ب) إن سلامة الإمام علي عليهالسلام وعافيته ووجوده مهمّ جدا للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لأنه عليهالسلام عضده و حامل لوائه، وعليه تتوقف المهمات الصعبة، كفتح خيبر، إذ لم يكن لها إلاّ هو عليهالسلام ،.. ج) قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ليس بفرّار تبيّن : 1 - يبدو أن قبله قد فرّوا في هذه المهمة الخطيرة وأمثالها، 2 - إنه عليهالسلام ثابت القدم، قويّ الشكيمه، مؤيّد ومسدّد من اللّه تعالى، ولا تأخذه في اللّه لومة لائم. د) أما لبسه في غير موسمه، ليس إلاّ أنه عليهالسلام مستغرق في اللّه لاتهمّه نعومة أو خشونة الملبس. وأما دعاؤه صلىاللهعليهوآلهوسلم إليه عليهالسلام ، يعني: اللهم أذهب عنه ضرر الحرّ والبرد، لذلك يقول عليهالسلام ما مرضت بعد ذلك. 10 - النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يدعو له عليهالسلام بالعافية لحاجة الإسلام إليه. ـ حدثنا عبداللّه حدثنى أُبي ثنا يحيى عن شعبه ثنا عمروبن مرة عن عبداللّه بن سلمة عن علي (رض) قال: «مرّ بي رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وأنا وَجِعٌ (مريض) وأنا أقول: اللهم إن كان أجلي حضر (قَرُب موتي) فأرحني (بقبض روحي) وإن كان آجلاً فارفعني (أقوم بأداء أعمالي)، وإن كان بلاءً (اختبارا) فصبّرني (ألهمني الصبر للخروج بما يُرضيك). قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : ماقلت؟ فأعدتُّ عليه (كررت كلامي)، فضربني برجله، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : ماقلت؟ قال عليهالسلام فأعدت عليه، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : اللهم عافه أو اشفه. قال عليهالسلام : فما أشتكيتُ ذلك الوجع بعد» (63) . ـ حدثنا عبداللّه حدثني أبي ثنا نهان ثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال: سمعت عبداللّه بن سلمة عن علي (رض) قال: «كنت شاكيا (ألما) فمرّ بي رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فذكر معناه (الحديث) إلاّ إنه قال: اللهم عافه، اللهم آشفه، فما اشتكيت ذلك الوجع بعد» (64) . ـ حدثنا عبداللّه حدثني أُبي ثنا وكيع عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عبداللّه بن سلمه عن علي (رض) عنه قال: «اشتكيت، فأتاني النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأنا أقول: اللهم إن كان أجلي قد حضر فأرحني، وإن كان متأخرا فاشفني أو عافني وإن كان بلاءً فصبّرني. فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : كيف قلت؟ قال: فأعدتُ عليه، قال: فمسح بيده ثم قال: اللهم اشفه أو عافه، قال: فما اشتكيت وجعي ذاك بعد». (65) * نقد، تحليل، واستنتاج
مهما كانت الغاية من نقل الحديث، ومهما حمل من ألفاظ غير أدبية ـ فضربني برجله ـ، إلاّ أن النتيجة، بل الغرض الواضح منه ـ الحديث ـ هو أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يعزّ عليه مرض الإمام عليهالسلام ومفارقته إيّاه، لأنه عليهالسلام عضده صلىاللهعليهوآلهوسلم وأخوه وخليفته وحامل لوائه،..و..، وهو من دعائم الدين . 11 - النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم يوليّه مسألة الخمس بطلب منه كما طلب يوسف عليهالسلام ليكون أميناًعلى الخزائن ـ حدثنا عبداللّه حدثني أبي ثنا محمد بن عبيد ثنا هاشم بن البريد عن حسين بن ميمون عن عبداللّه بن عبداللّه ـ قاضي الري ـ عن عبدالرحمن بن أبي ليلى قال: سمعت أمير المؤمنين عليا (رض) يقول: «اجتمعتُ أنا وفاطمة (رضى اللّه عنهما) والعباس وزيد بن حارثة عند رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال العباس... ثم قال زيد بن حارثة... قال عليهالسلام : فقلت أنا يا رسول اللّه إن رأيت (اذا وافقت) أن توليني هذا الحق الذي جعله اللّه لنا في كتابه من هذا الخمس فأقسمه في حياتك كي لا ينازعنيه أحد بعدك، فقال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : نفعل ذلك، فولاّنيه رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم في حياته ثم ولاّنيه أبوبكر (رض) فقسّمته في حياته ثم ولاّنيه عمر (رض) فقسمت في حياته حتى كانت آخر سنة من سني عمر (رض) فإنه أتاه مال كثير». (66) * نقد، تحليل، واستنتاج
بدءً، يتبادر إلى الذهن هذا السؤال: لماذا بادر الإمام عليهالسلام بهذا الطلب من رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟ الجواب على ذلك: 1ـ علمه عليهالسلام بالآخرين من خلال استقرائه لتصرفاتهم مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والاخرين، بأنهم سينازعونه ويمنعون أهل البيت حقّهم. 2ـ إثباته عليهالسلام أن الخمُس للّه وللرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم «وَاعْلَمُوا أنَّما غَنِمْتُم مِن شَيءٍ فَأنَّ ِللّهِ خُمُسَه وَلِلرَّسولِ وَلِذِي الْقُربىو...» الان فال/41، وأنه عليهالسلام من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو صلىاللهعليهوآلهوسلم منه عليهالسلام : «أنا منك وأنت منّي». 3ـ علمه عليهالسلام أن غيره لايلتزم بهذا الحق ويُجحف فيه ويمنع أهل البيت عليهالسلام حقّهم الشرعي الإلهي، ليشتروا به ذمم الناس. 4ـ طلبه هذا (تولّني هذا الحق) هو من نفس نوع الطلب الذي طلبه النبي يوسف عليهالسلام حينما قال لعزيز مصر ـ بلاتشبيه ـ: «قَالَ اجْعَلْني عَلى خَزآئن الأرْضِ إنّي حَفيظٌ عَليمٌ». (55 يوسف ). 12 ـ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يأتمنه عليهالسلام لعدالته، و يوكله و يولّيه القيام بأعماله ـ حدثنا عبداللّه حدثني اُبي ثنا وكيع ثنا سيف بن سليمان المكي عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن علي: «إنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لمّا نحر البُدن أمرني أن أتصدق بلحومها وجلودها وجلالها». (67) ـ حدثنا عبداللّه حدثني أُبى ثنا يعقوب ثنا ابي عن ابن اسحاق قال: حدثني رجل عن عبداللّه بن ابي نجيح عن مجاهد بن جبر عن ابن عباس قال: «أهدى رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم في حجة الوداع مئة بُدنة، نحر منها ثلاثين بدنة بيده، ثم أمر عليا فنحر ما بقي منها، وقال: إقسم لحومها وجلالها وجلودها بين الناس». (68) ـ حدثنا عبداللّه حدثني أُبي ثنا معاذ أنبأنا زهير بن معاوية أبو خيثمة عن عبدالكريم الجزري عن مجاهد عن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن علي (رض) قال: أمرني رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أن أقوم على بُدنة، وأن أتصدّق بلحومها و جلودها و أجلّتها». (69) 13 - علي يشري نفسه ابتغاء مرضاة اللّه و حفظ حياة نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم انه عليهالسلام هو الوحيد الذي وصل إلى المقام الذي يشري فيه نفسه ابتغاء مرضاة اللّه للحفاظ على حياة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وذلك ما جعل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يعتمد عليه ويعوّل عليه في الامور المهمة والصعبة والخطيرة، ولنقرأ معا ماجاء في ذلك بين طيّات مسند الامام أحمد بن حنبل: ـ حدثنا عبد اللّه حدثني أُبي ثنا عبد الرزاق ثنا معمر قال: وأخبرني عثمان الجزري أن مقسما مولى ابن عباس أخبره عن ابن عباس في قوله تعالى : «وَ إذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ..» (30 الانفال) قال: تشاورت قريش ليلة بمكة، فقال بعضهم: إذا أصبح فاثبتوه بالوثاق، يريدون النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال بعضهم: بل اقتلوه، وقال بعضهم: بل أخرجوه، فأطلع اللّه عزوجل نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم على ذلك فبات عليٌ على فراش النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم تلك الليلة، وخرج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى لحق بالغار، وبات المشركون يحرسون عليا يحسبونه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلمّا أصبحوا ثاروا إليه، فلما رأوا عليا ردّ اللّه مكرهم، فقالوا: أين صاحبك هذا؟ قال: لا أدري،... (70) . 14 - النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والامام علي عليهالسلام روح واحدة، بعضهم من بعض ـ حدثنا عبداللّه حدثني أُبي ثنا يحيى بن آدم ثنا اسرائيل عن أبي اسحاق عن هانئ بن هانئ و هبيرة ابن مريم عن علي (رض): «...فقال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : وأما أنت يا علي فمنّي وأنا منك». (71) ـ حدثنا عبداللّه ثنى أبي ثنا حجاج ثنا اسرائيل عن ابي اسحاق عن هاني وهبيرة بن مريم عن علي... فقال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي: أنت مني وأنا منك». (72) ـ حدثنا عبداللّه ثنى أُبي ثنا اسود ـ يعني ابن عامرـ أنبأنا اسرائيل عن اُبي اسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي (رض) قال: أتيت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وجعفر وزيد، قال: فقال لزيد... وقال لجعفر...، قال: قال لي صلىاللهعليهوآلهوسلم : أنت مني وأنا منك، قال فحَجِلت (73) وراء جعفر». (74) ـ حدثنا عبداللّه ثني أُبي ثنا يزيد أنبأنا اسرائيل بن يونس ثنا ابو اسحاق عن الحارث عن علي (رض) قال: قال لي رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ياعلي إنّي أحب لك ما أحبّ لنفسي، وأكره لك ما أكره لنفسي». (75) 15 ـ علي عليهالسلام حامل الرسالة الإلهية و المبلّغ عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ حدثنا عبداللّه حدثني أبوبكر ثنا عمروبن حماد عن أسباط بن نصر عن سماك عن حنش عن علي (رض): «إن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حين بعثه ببراءة (سورة البراءة) فقال: يانبىّ اللّه إني لست باللّسن (المتحدّث!) ولا بالخطب (خطيب!) قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : مابدّ أن أذهب بها أنا أو تذهب بها أنت؟ قال: فإن كان ولابد فسأذهب أنا، قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : فانطلق، فإنّ اللّه يثبّت لسانك ويهدي قلبك، قال: ثم وضع يده صلىاللهعليهوآلهوسلم على فمه عليهالسلام » (76) (للثبات والسداد). ـ حدثنا عبداللّه ثنا محمد بن سليمان لوين ثنا محمد بن جابر عن سماك عن حنش عن علي (رض) قال: «لمّا نزلت عشر آيات من براءة على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، دعا النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم ابابكرٍ (رض) فبعثه بها(ابابكرٍ بالآيات) ليقرأها على أهل مكة، ثم دعاني النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال لي: أدرك أبابكر (رض) (إلحق به) فحيثما لحقته فخذ الكتاب منه (الايات) فاذهب به إلى أهل مكة فاقرأه عليهم، فلحقته بالجحفة، فأخذت الكتاب منه، ورجع أبوبكر (رض) إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال (أبوبكر): يا رسول اللّه: نزل فيّ شيء؟ (هل أخبرك اللّه شيئا عنّي)، قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا، ولكن جبريل جاءني فقال: لن يؤدي (يبلغ الرسالة) عنك إلاّ أنت أو رجل منك». (77) نقد، تحليل، واستنتاج
في الحديث (1289): إن صحّ، فهذا تواضع منه عليهالسلام قِبال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أما: فهل شهِدَ العالم خطيبا ومتكلما أجدر وأبلغ من علي عليهالسلام ؟!! 16 ـ علي عليهالسلام خليفة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ حدثنا عبداللّه ثنا اُبى ثنا أسود بن عامر ثنا شريك عن الاعمش عن المنهال عن عباد بن عبداللّه الأسدي عن علي (رض) قال: «لما نزلت هذه الآية: «وَ أنْذِرْ عَشيرَتَكَ اْلاقْرَبِينَ»(214 الشعراء) قال: جمع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من أهل بيته (!!)، فاجتمع ثلاثون فأكلوا وشربوا، قال عليهالسلام فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم لهم: من يضمن عنّي دَيْني ومواعيدي ويكون في الجنة ويكون خليفتي في أهلي،؟ (!) فقال رجل: ـ لم يسمّه شريك (لم يذكر اسمه)ـ يا رسول اللّه أنت كنت بحرا من يقوم بهذا؟ قال: ثم قال الآخر: قال: فعَرَض ذلك في أهل بيته فقال علي (رض): أنا». (78) * نقد و تحليل
1ـ من جملة (جمع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من أهل بيته) يُراد منها التشويه على معنى أهل البيت، وهل كان أبو لهب وأبوجهل و..و.. من أهل بيته صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟ أم: أهله أو عشيرته وأقربائه؟!! 2ـ في الجملة ..ويكون خليفتي في أهلي أيضا يُراد منه الحصر وتضييق خلافته عليهالسلام ،.. 3ـ الفقرة: من يضمن عني ديني ـ اى: يؤدّي بعدي، ومواعيدي، اي: الوعود والمواثيق، ويكون في الجنة، وربما حذفت أو سقطت (معي)، فهذه تضمر وتكمن فيها العصمة، لأن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ما ينطق عن الهوى، ولا يؤدي عنه إلاّ من كان منه، ولم يرتكب صغيرة ولا كبيرة، من خلال عبارته (في الجنة) و كلمة (خليفتي) لا تصحّ إلاّ لمن يمثّله صلىاللهعليهوآلهوسلم ويكون مثله وعاملاً عمله، وإن اللّه سبحانه وتعالى عندما يقول في محكم كتابه العزيز: «..إنّي جَاعِلٌ فِي اْلأرْضِ خَلِيفَةً..» (30 البقرة)، المقصود النبي آدم عليهالسلام والانبياء ومن يحذو حذوهم، فهل الكفار هم خلفاء اللّه في الأرض؟!! وما الخليفة إلاّ من يمثّل المخلّف، والخلافة التي عرضها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وقبلها الإمام علي عليهالسلام ماهي إلاّ الولاية،.. من هم أهل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟ ومن هو حامل رايته؟ ـ حدثنا عبداللّه حدثني أُبي ثنا قتيبة بن سعد ثنا حاتم بن اسماعيل عن بكير بن سمار عن عامر بن سعد عن أبيه قال: «سمعت رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول له ـ وخلّفه في بعض مغازيهـ فقال علي (رض): «أتخلّفني مع النساء والصبيان؟ قال: ياعلي، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه لا نبوّة بعدي؟ وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الراية رجلاً يحب اللّه ورسوله ويحبّه اللّه ورسوله، فتطاولنا لها، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : ادعوا لي عليا (رض) فأتي به أرمد، فبصق في عينه، ودفع الراية إليه ففتح اللّه عليه، ولمّا نزلت هذه الآية: «..نَدْعُ أبْنآءنا وَأبْنَآءكم..» (61 آل عمران) دعا رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا رضوان اللّه عليهم أجمعين، فقال: اللهم هؤلاء أهلي». (79) 3476ـ حدثنا عبداللّه حدثني أُبي ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن عثمان الجزري عن مقسم قال: لا أعلمه إلاّ عن ابن عباس: «أن راية النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مع علي بن أبي طالب، وراية الأنصار مع سعد بن عباده، وكان اذا استحرّ القتل كان رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم مما يكون تحت راية الأنصار». (80) (أقول: لأنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أمِنَ جانب الامام علي عليهالسلام ، وأطمأن له، فذهب تحت راية الأنصار عندما استحرّ واشتدّ القتال). 17 ـ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يوصي بولاية الامام علي عليهالسلام في غدير خم ـ حدثنا عبداللّه حدثني اُبي ثنا ابن نمير ثنا عبد الملك عن ابي عبدالرحيم الكندي عن زاذان بن عمر قال: «سمعت عليا في الرحبة وهو يُنشد الناس (81) من شهد رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم غدير خم وهو يقول ماقال: فقام ثلاثة عشر رجلاً فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو يقول: من كنت مولاه (فهذا) فعلي مولاه» (82) ـ حدثنا عبداللّه حدثني اُبى ثنا محمد بن عبداللّه ثنا الربيع ـ يعني ابن أبى صالح الأسلمي ـ حدثني زياد بن أبي زياد سمعت علي بن أبي طالب (رض) ينشد الناس، فقال: «أنشد اللّه رجلاً مسلما سمع رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول يوم غدير خم ما قال، فقام اثنا عشر بدريا فشهدوا» (83) . ـ حدثنا عبداللّه ثنا علي بن حكيم الأودي انبأنا شريك عن ابي اسحاق عن سعيد بن وهب وعن زيد بن يثيغ قالا: «نشد عليٌّ الناس في الرحبة: من سمع رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول يوم غدير خم إلاّ قام؟ فقام من قِبَل سعيد ستة، ومن قِبَل زيد ستة فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول لعلي (رض) يوم غدير خم: أليس اللّه أولى بالمؤمنين؟ قالوا: بلى، قال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه». (84) ـ حدثنا عبداللّه ثني علي بن حكيم أنبأنا شريك عن ابي اسحاق عن عمرو ذي مر بمثل حديث ابى اسحاق ـ يعني عن سعيد ـ وزيد، وزاد فيه: «وانصر من نصره واخذل من خذله». (85) ـ حدثنا عبداللّه ثنى عبيداللّه بن عمر القواريرى ثنا يونس بن أرقم ثنا يزيد بن ابي زياد عن عبدالرحمن بن أبي ليلى قال: «شهدت عليا (رض) في الرحبة يُنشد الناس: أُنشد اللّه من سمع رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، كما قام (كم عدد من قام): فشهد ـ قال عبدالرحمن: فقام ـ اثنا عشر بدرياً (شهدوا معركة بدر)، كأني أنظر إلى أحدهم، فقالوا: نشهد أنّا سمعنا رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول يوم غدير خم، ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجى أمّهاتهم؟ فقلنا: بلى يارسول اللّه، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعادِ من عاداه». (86) ـ حدثنا عبداللّه ثنا أحمد بن عمر الركيعي ثنا زيد بن الحباب ثنا الوليد بن عقبة بن نزار العنسي حدثني سمان بن عبيد بن الوليد العبسي، قال: دخلت على عبدالرحمن بن ابى ليلى فحدّثني: «إنه شهد عليا (رض) في الرحبة، قال: أنشد اللّه رجلاً سمع رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وشهده يوم غدير خم إلاّ قام ولا يقوم إلاّ من قد رآه، فقام اثنا عشر رجلاً فقالوا: قد رأينا وسمعناه حيث أخذ بيده عليهالسلام يقول صلىاللهعليهوآلهوسلم : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، فقام إلاّ ثلاثة لم يقوموا، فدعا عليهم فأصابتهم دعوته». (87) 18ـ إنَّهاالولاية و الوصاية و الخلافة حقا و حصرا و ما هذه الاحاديث التي ذكرت في مسند الامام أحمد بن حنبل إلاّ دليل وشاهد ناطق على ذلك، لنقرأ: ـ حدثنا عبداللّه حدثني اُبي ثنا ابوسعيد مولى بني هاشم ثنا سليمان بن بلال ثنا الجعيد بن عبد الرحمن عن عائشة بنت سعد عن أبيها: «أنّ عليا (رض) خرج مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى جاء ثنية الوداع، وعلي (رض) يبكي يقول: تخلّفني مع الخوالف: فقال: أو ما ترضى أن تكون بمنزلة هارون من موسى إلاّ النبوة». (88) ـ حدثنا عبداللّه حدثني اُبي ثنا عفان ثنا حماد ـ يعني ابن سلمه ـ أنبأنا علي بن زيد عن سعيد بن المسيب، قال: قلت لسعد بن مالك: إنّي أريد أن أسألك عن حديث وأنا أهابك (أرى فيك هيبة وشده) أن أسألك عنه، فقال: لاتفعل يا ابن أخي إذا علمت عندي علما فسلني عنه ولا تهبني، قال: فقلت: قول رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي (رض) حين خلّفه بالمدينة في غزوة تبوك، فقال سعد (رض): «خلّف النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عليا (رض) بالمدينة في غزوة تبوك، فقال (علي): يارسول اللّه أتخلّفني في الخالفة في النساء والصبيان؟! فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ قال: بلى يا رسول اللّه، قال: فأدبر (رجع) علي مسرعا كأنّي أنظر إلى غبار قدميه يسطع (يرتفع وينتشر)، ـ وقد قال حمادـ فرجع عليٌ مسرعاً». (89) ـ حدثنا عبداللّه حدثني اُبى ثنا محمد بن جعفر شعبة عن سعد بن ابراهيم قال: سمعت ابراهيم بن سعد يحدّث عن سعد عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنه قال لعلي: أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى». (90) ـ حدثنا عبداللّه حدثني اُبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن علي بن زيد قال: سمعت سعد بن المسيب قال: قلت لسعد بن مالك: إنك إنسان فيك حدّة، وأنا أريد أن أسألك، قال: ماهو؟ قال، قلت حديث علي (رض)، قال: فقال: «إن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لعلي: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ قال عليهالسلام : رضيت، ثم قال: بلى، بلى». (91) ـ حدثنا عبداللّه ثنى اُبي ثنا حجاج ثنا فطر عن عبداللّه بن شريك عن عبداللّه بن الرقيم الكناني قال: «خرجنا إلى المدينة زمن الجمل فلقينا سعد بن مالك بها، أمر رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم بسدّ الابواب الشارعة في المسجد، وترك باب علي (رض)». (92) ـ حدثنا عبداللّه حدثنى اُبي ثنا عبدالرزاق أنبأنا معمر عن قتادة وعلي بن زيد بن جدعان قالا: ثنا ابن المسيب حدثنا ابنٌ لسعد بن مالك ثنا عن أبيه قال: «دخلت على سعد فقلت: حديثا حدّثنيه عنك حين استخلف رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم عليا (رض) على المدينة، قال: فغضب فقال: من حدّثك به؟ فكرهت أن أخبره أنْ ابنه حدّثنيه فيغضب عليه، ثم قال: إن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم حين خرج في غزوة تبوك استخلف عليا (رض) على المدينة، فقال علي: يارسول اللّه ما كنت أحب أن تخرج وجها إلاّ وأنا معك، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : أو ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لانبي بعدي». (93) ـ حدثنا عبداللّه حدثني اُبي ثنا سفيان بن عيينة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن سعد أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لعلي: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى ـ قيل لسفيان ـ غير أنه لانبي بعدي، قال: نعم». (94) ـ حدثنا عبداللّه حدثني اُبي ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا عبداللّه ـ يعني ابن حبيب بن أبي ثابت ـ عن حمزة بن عبداللّه عن أبيه عن سعد قال: «لما خرج رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم في غزوة تبوك خلّف عليا(رض) فقال له: اتخلّفني؟ قال له: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه لا نبيّ بعدي». (95) * تحليل واستنتاج
الف) نص حديث رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم هو البرهان القاطع والحجة الدامغة انه تعيين وصي له صلىاللهعليهوآلهوسلم وقوله عليهالسلام للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : اتخلّفني، فهي الخلافة الحقّة. ب) لحوق الإمام عليهالسلام حتى مكان معيّن (ثنيّة الوداع) وهو غير معارض لأمر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وماهو هذا ديدنه، بل ليُشهد الناس على مقولة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الإلهية التاريخية: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى». 19 - النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يعطيه درعه الحطميّة ليكون صهره، ووالد ابنيه الحسنين ـ حدثنا عبداللّه أنبأنا سفيان عن أبي نجيح عن أبيه عن رجل سمع عليا (رض) يقول: «أردت أن أخطب الى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ابنته، فقلت: ما لي من شىء(لا أملك شيئاً)، فكيف؟ ثم ذكرت صلته وعائدته فخطبتها إليه، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : هل لك من شيء؟، قلت: لا، قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : فأين درعك الحطميّة التي أعطيتك يوم كذا وكذا؟ قال: هي عندي، قال: فأعطها إياه» (96) (أي بعها وادفعه صداقا لفاطمة ـ س ـ). 20 - علي عليهالسلام : خليل رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وأخوه لم يفارق الامام علي عليهالسلام النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم طوال حياته الشريفة، وكان عليهالسلام ملازما له في كل آن ومكان، وهل يكون حال الخليلين على غير ذلك؟!! عن أم المؤمنين السيدة ام سلمة (رض) أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لمّا غلبه المرض في آخر حياته، قال: ادعولي خليلي، فكلّ أرسلت إلى قريب لها، وأرسلت أم المؤمنين السيدة عائشة (رض) إلى أبيها، والنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في كُلّ مَرّة يفتح عينه الشريفة من اغماءة تغشاه ويقول: ادعو لي خليلي، حتى قال صلىاللهعليهوآلهوسلم انتن صويحبات يوسف، ادعو لي عليا، فأتى عليهالسلام واحتضنه حتى فارقت روحه الشريفة بدنه الطاهر، وهو صلىاللهعليهوآلهوسلم على ذلك الحال، بعد أن أوصى الامام عليهالسلام وسرّه بما يجب،.. والأحاديث التالية خير دليل ناطق على ذلك: ـ حدثنا عبداللّه حدثني اُبي ثنا وكيع ثنا اسرائيل عن أبى اسحاق عن أرقم بن شر حبيل عن ابن عباس قال: «لمّا مرض رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم مرضه الذي مات فيه كان في بيت عائشة (رض) فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : ادعو لي عليا (رض)، قالت عائشة (رض): ندعو لك ابابكر (رض)؟ قال: ادعوه (يعني عليا) قالت حفصة: يارسول اللّه ندعو لك عمر (رض)؟ قال: ادعوه (علياً) قالت اُم الفضل: يارسول اللّه ندعو لك العباس؟ قال: ادعوه (عليا) فلما اجتمعوا رفع رأسه فلم ير عليا، فقال عمر (رض) قوموا عن رسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فجاء بلال يؤذنه بالصلاة، فقال: مروا ابابكر يصلي بالناس، فقالت عائشة(رض) إنَّ ابابكر رجل حصر و متى مالا يراك، الناس يبكون، فلو أمرت عمر يصلي بالناس، فخرج ابوبكر (رض) فصلّى بالناس ووجد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من نفسه فخرج يهادي بين رجلين ورجلاه تخطّان في الأرض، فلمّا رآه الناس، سبحوا أبابكر (ايماءه في الصلاة للتنبيه) فذهب يتأخر، فأومأ إليه (خذ مكانك) فجاء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى جلس، قال: وقام أبوبكر عن يمينه، وكان ابوبكر يأتم بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والناس يأتمون بأبي بكر، قال ابن عباس: وأخذ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من القراءة ومن حيث بلغ ابوبكر، ومات في مرضه ذاك عليه السلام». (97) تحليل، نقد واستنتاج
وإن لم نكن نحن في صدد نقد وتحليل مثل هذه المواضيع، وما كان علينا إلاّ ذكر فضائل الامام علي عليهالسلام إلاّ أنه يحز في قلب المسلم المنصف أن يمر بهذا الحديث ولم يعبّر عما يؤلمه ويثير مشاعره الانسانية، فلذلك نذكر مختصرا عنه: 1ـ يكرر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أربع مرات : أدعوه، ومن حوله يتغافل ويتغابى ويدعو صاحبه، والدليل على ذلك أنَّهم لمّا اجتمعوا، رفع صلىاللهعليهوآلهوسلم رأسه الشريف ولم ير عليا، تغيّر حال المجتمعين! 2ـ لو يسأل سائل: لماذا قال عمر (رض) قوموا، لو كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قد قصدهم ودعاهم؟؟!! 3ـ لو كانت ارادة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يصلي أبوبكر، فلماذا خرج يتهادى على مابه من وجدٍ وألم، لماذا خرج بتلك الحالة؟ وماذا يريد؟ ألم تكن معاناته في خروجه أن يعلن للناس أن ذلك لا يمثّله!! 4ـ من هما الرجلان اللذان اتكأ عليهما النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لماذا لم يسمّوهما؟ ألم يكونا علي عليهالسلام والعباس عمه؟ وهناك الكثير الكثيرمن الكلام، إلاّ ما عسانا أن نقول غير ما قالابن عباس: يوم الخميس وما رزيّة يوم الخميس!!». 21 ـ طريق علي عليهالسلام : الصراط المستقيم ـ حدثنا عبداللّه ثنى أُبي ثنا اسود بن عامر ثنى عبد الحميد بن أبي جعفر ـ يعني الفراءـ عن اسرائيل عن أبي اسحاق عن زيد بن يثيع عن علي (رض) قال: «قيل يا رسول اللّه من يؤمَّر بعدك؟(!)، قال: إن تؤمّروا أبابكرا (رض) تجدوه أمينا زاهدا في الدنيا، راغبا في الاخرة، وإن تؤمّروا عمرا تجدوه قويا أمينا لايخاف في اللّه لومة لائم، وإن تؤمّروا عليا(رض) ـ ولا أراكم فاعلين ـ تجدوه هاديا مهديا يأخذكم الطريق المستقيم». (98) نقد، تحليل، واستنتاج
بالرغم من وضوح الحديث، وضوح مقاصده، ومهما حاولوا أن يقدّموا على عليّ عليهالسلام ، إلاّ أنَّ عبارة ولا أراكم فاعلين تبيّن مدى علم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ومعرفته بجبلّتهم وسجاياهم وكشف النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لما يخفي ويضمر في نفوسهم، بأنهم لم ولن يفعلوا، بل تعدّوا إلى ماوراء ذلك لما هو أدهى وأمرّ مما فعلوه فيه عليهالسلام وبالائمة من ولده وأهل بيته عليهالسلام من قتل وتشريد و..و.. أما عبارة «يأخذكم الطريق المستقيم»، فهو: الصراط المستقيم الذي يأخذ الناس إليه، فهو المعصوم حقّا، ولكن أين القلوب التي تفقه و تعي هذا القول؟!! 22 - الامام علي عليهالسلام لايفارق النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ولا ينفك عنه حتى عند احتضاره صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ حدثنا عبد اللّه حدثني اُبي ثنا بكر بن عيسى الراسبي ثنا عمر بن الفضل عن نعيم بن يزيد عن علي بن ابي طالب (رض) قال: أمرني النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أن آتيه بطبق يكتب فيه ما لا تضل أمته من بعده، قال: فخشيته أن تفوتني نفسه (تفارقه روحه وأنا لم أكن عنده) قال: قلت: إني أحفظ وأعي، قال: اُوصي بالصلاة والزكاة وما ملكت ايمانكم». (99) نقد وتحليل
1ـ المهم إنهم ذكروا انه عليه السلام كان ملازما للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى آخر نفس من حياته الشريفة المباركة. 2ـ إن ماصدر عن غيره ـ من الخليفة الثاني وأم المؤمنين عائشة ـ ينسبوه إليه عليهالسلام لجعله في مصافهم وليبّينوا انه عليهالسلام لا يصغي لأمر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم . 3ـ صرف الافكار وإذاغتها عن وصيته الالهية ـ حديث الثقلين ـ إلى ما ذكروه في آخر الحديث. و هل يغسّل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ويجهزّه إلاّ وصيّه؟! ـ حدثنا عبد اللّه حدثني اُبي ثنا أبي عن ابن اسحاق حدثني حسين بن عبداللّه عن عكرمة عن ابن عباس، قال: «لمّا اجتمع القوم لغسل رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وليس في البيت إلاّ أهله،: عمّه العباس بن عبد المطلب، وعلي بن ابي طالب، والفضل بن العباس، وقثم بن العباس. (100) 23 - أتعرفون عليا؟!! فهذا هو علي ـ حدثنا عبداللّه حدثني ابي ثنا يحيى بن حماد ثنا ابو عوانه ثنا ابوبلج ثنا عمر وبن ميمون قال: «إني جالس الى ابن عباس، إذ أتاه تسعة رهط، فقالوا: يا ابن عباس إمّا أن تقوم معنا وإما أن تخلونا هؤلاء (تخرجهم)؟ قال: فقال: ابن عباس: بل أقوم معكم، قال: وهو يومئذ صحيح قبل أن يُعمى، قال: فابتدأوا فتحدّثوا فلاندري ما قالوا، قال: فجاء ينفض ثوبه و يقول: أف أف (متضجرا منزعجا)، وقعوا في رجل له عشر، وقعوا في رجل (قالوا عنه سوءً) قال له النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : 1ـ لأبعثن رجلاً لايخزيه اللّه أبدا، يحب اللّه ورسوله. قال: فاستشرف لها من استشرف، قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : أين علي؟ قالوا: هو في الرحل يطحن، قال: وما كان أحدكم ليطحن؟ قال: فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر، قال: فنفث في عينيه ثم هزّ الراية ثلاثا فأعطاها إيّاه فجاء بصفية بنت حُيي، 2ـ قال: ثم بعث فلانا (اشارة الى أبي بكر) بسورة التوبة (براءة) فبعث عليا خلفه فأخذها منه، قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا يذهب بها إلاّ رجل مني وأنا منه. 3ـ قال: وقال لبني عمّه: أيّكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ قال: وعلي معه جالس، فأبوا، فقال علي: أنا أواليك في الدنيا والاخرة، قال: أنت ولييّ في الدنيا والاخرة، قال: فتركه ثم أقبل على رجل منهم فقال: أيكم يوالينى فى الدنيا و الآخرة؟ فأبوا، قال: فقال عليٌ :أنا أو اليك في الدنيا والآخرة، قال: فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : أنت وليي في الدنيا والآخرة،. 4ـ قال: وكان اول من أسلم من الناس بعد خديجة. 5ـ قال: وأخذ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ثوبه فوضعه على عليّ وفاطمة والحسن والحسين فقال: «إنما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا». 6ـ قال: و شرى (باع، فدى) علي نفسه، لبس ثوب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ثم نام مكانه، قال: وكان المشركون يرمون رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم فجاء أبوبكر وعليّ نائم، قال: وأبوبكر يحسب انه نبي اللّه، قال: فقال: يانبي اللّه، قال: فقال له علي: إن نبي اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه، قال: فانطلق أبوبكر فدخل معه الغار،.. 7ـ قال: وخرج بالناس في غزوة تبوك، قال فقال له علي: أخرج معك؟ قال: فقال له نبي اللّه: لا، فبكى علي، فقال له: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنك لست بنبي؟ انه لاينبغي أن أذهب إلاّ و أنت خليفتي. 8ـ قال: و قال له رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : أنت وليّي في كل مؤمن بعدي. 9ـ و قال: سدّوا أبواب المسجد غيرباب علي. فقال: فيدخل المسجد جنباً وهو طريقه ليس له طريق غيره(!!!). 10ـ و قال: من كنت مولاه فإن مولاه علي». (101) ـ حدثنا عبداللّه حدثني أُبي ثنا ابو مالك كثير بن يحيى قال: ثنا ابو عوانه عن ابي بلج عن عمروبن ميمون عن ابن عباس نحوه». (102) 24 - محبوّ الإمام علي عليهالسلام ـ قولاً وعملاًـ مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في الجنة،.. إنها الولاية حقّا.. ـ حدثنا عبداللّه ثني نصر بن علي الأزدي أخبرني علي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي حدثني أخي موسى بن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن حسين (رضي اللّه عنه) عن أبيه عن جدّه: «أن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أخذ بيد الحسن والحسين رضي اللّه عنهما فقال: مَنْ أحبّني وأحبّ هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة (103) (إنها الولاية حقا). ـ حدثنا عبداللّه حدثني أُبي ثنا عفان ثنا معاذ بن معاذ ثنا قيس بن الربيع عن أبي المقدام عن عبدالرحمن الازرق عن علي (رض) قال: «دخلَ عليَّ رسولُ اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وأنا نائم على المنامة، فاستسقى الحسن أو الحسين، قال: فقام النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى شاة لنا بكر فحلبها فدرّت، فجاءه الحسن فنحّاه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم (جعله جانباً)، فقالت فاطمة: يارسول اللّه كأنه احبهما إليك؟ قال: لا، ولكنه استسقى قبله، ثم قال: إنّي وإيّاكِ و هذين و هذا الراقد في مكان واحد يوم القيامة». (104) ـ حدثنا عبداللّه حدثني أُبي حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن الحكم قال: سمعت ابن أبي ليلى ثنا علي: «أنّ فاطمة (رض) اشتكت ما تلقى من أثر الرحى في يدها، وأتى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم سبي، فانطلقت فلم تجده، ولقيت عائشة (رض) فأخبرتها، فلما جاء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أخبرته بمجيء فاطمة (س) إليها، فجاء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد أخذنا مضاجعنا فذهبنا لنقوم فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «على مكانكما، فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري، فقال ألا أعلّكما خيرا مماسألتما، إذا أخذتما مضاجعكما أن تكبّرا اللّه أربعا وثلاثين و تسبّحاه 33 وتحمّداه 33 فهو خير لكما من خادم»(!) (105) . *تحليل واستنتاج
1ـ أرى في الحديث (1145) جوابا وتعليلاً لما جاء في الحديث (794) وهو أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم هو الذي طلب من الإمام عليهالسلام أن يبقى راقدا في مكانه ليضع قدمه الشريفة على صدره ويمدّه مما أمدّه اللّه تعالى منه، فلذلك أحسّ ببرد قدمه، وياترى ألم يكن ذلك البرد زادا ليتحمّل به ما ستجرّه عليه الأيّام، ليكمّل المشوار بكل طمأنينة وقرار،.. 2ـ أن عمل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مع الحسنين هو أولاً عمل أخلاقي وتربوي، ثم سقيه صلىاللهعليهوآلهوسلم الإمام الحسين عليهالسلام باللبن تعويده على أنه إذا استسقى ماءً لايُسقى، إشارة إلى واقعة الطف!! 25 - محب علي: مؤمن، ومبغضه: منافق لكلّ شيء في الكون ميزان و مقياس، فما هو ياترى مقياس المؤمن و المنافق؟! ـ حدثنا عبداللّه حدثني أُبي ثنا ابن نمير ثنا الاعمش عن عدي بن ثابت عن زربن حبيش قال: قال علي (رض): «واللّه إنه مما عَهِدَ إليّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم انّه لا يبغضني إلاّ منافق ولا يحبني إلاّ مؤمن» (106) . 26 - علي ـ عليه السلام ـ من أهل الجنة، ومن يضدّه ظالم ـ حدثنا عبداللّه حدثني اُبي ثنا علي بن عاصم قال حصين: أخبرنا عن هلال بن يساف عن عبداللّه بن ظالم المازني قال: «لما خرج معاوية من الكوفة استعمل المغيرة بن شعبة (جعله عاملاً عليها) قال: فأقام خطباء يقعون في علي (يسيئون إليه) قال: وأنا إلى جنب سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، قال: فغضب، فقام فأخذ بيدي فتبعته، فقال: ألاترى إلى هذا الرجل الظالم لنفسه (معاوية) الذي يأمر بلعن رجل من أهل الجنة! ثم...ثم قال: قلت: وماذاك؟ قال، قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : أثبِت حراء فإنه ليس عليك إلاّ نبي أو صديق أو شهيد..وبينهم علي عليهالسلام . (107) 27 - الإمام علي عليهالسلام عن لسان أم المؤمنين عائشة رغم أن السيدة أم المؤمنين عائشة هي زوجته صلىاللهعليهوآلهوسلم ومرافقته لفترة غير قصيرة في حياته، وقد عُرفت من بين محدّثي اتباع مدرسة الخلفاء بكثرة رواياتها عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وفي جميع شؤونات حياته الشريفة صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إلاّ أنها ليقينها بعلم الإمام علي عليهالسلام وصدقه، في أحايين كثيرة كانت عند ما تُسئل عن سيرة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأقواله وأفعاله ـ وذلك بعد وفاته صلىاللهعليهوآلهوسلم كانت تهدي سائليها وترشدهم إليه عليهالسلام ليحصلوا على الاجابة الصحيحة الوافية، وما ذلك إلاّ اعترافها، كما سبقها، بأعلميته وبملازمته ومرافقته النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم طوال حياته الشريفة.. لنطلّع معا على ما جاء في هذا الصدد: ـ حدثنا عبداللّه حدثني أُبي ثنا يزيد عن الحجاج عن الحكم عن القاسم بن مخيمرة عن شريح بن هانئ قال: «سألت عائشة (رض) عن المسح على الخفين، فقالت: سل عليا، فإنه أعلم بهذا منّي، كان يسافر مع رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال: فسألت عليا (رض) فقال: قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن وللمقيم يوم وليلة». (108) ـ حدثنا عبداللّه حدثني اُبي ثنا يزيد بن الحجاج عن أبي اسحاق عن علي بن ربيعه عن علي (رض) عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بمثله». (109) ـ حدثنا عبداللّه حدثني اُبي ثنا.. عن القاسم بن مخيمرة عن شريح بن هانى، قال: «سألت عائشة عن المسح على الخفين؟ فقالت: سل عليا(رض)، فسألته فقال: ثلاثة أيام ولياليهن ـ يعني للمسافرـ ويوم وليلة للمقيم». (110) ـ حدثنا عبداللّه ثنى أُبي ثنا أيوب ثنا معاوية ثنا الاعمش عن الحكم عن القاسم بن مخيمره عن شريح بن هانئ قال: «سألت عائشة (رض) عن المسح، فقالت: ائت عليا (رض) فهو أعلم بذلك مني، قال: فأتيت عليا فسألته عن المسح على الخفين، قال: فقال: كان رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يأمرنا أن نمسح على الخفين يوما وليلة وللمسافر ثلاثا». (111) ـ حدثنا عبداللّه حدثني اُبى ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن الحكم قال: سمعت القاسم بن مخيمرة يحدث عن شريح بن هانيء: «انه سأل عائشة (رض) عن المسح على الخفين؟ فقالت: سل عن ذلك عليا (رض) فإنه كان يغزو مع رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فسأله.. (112) ـ حدثنا عبداللّه ثنى اُبى ثنا حجاج ثنا شريك عن المقدام بن شريح عن أبيه قال: «سألت عائشة (رض) فقلت: أخبريني برجل من أصحاب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أسأله عن المسح على الخفين، فقالت: ائت عليا (رض) فسله، فإنه كان يلزم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال: فأتيت عليا (رض) فسألته، فقال: أمرنا رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم بالمسح على خفافنا إذا سافرنا». (113) ـ حدثنا عبداللّه حدثنى اُبى حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة، قال: حدثني الحكم عن القاسم بن مخيمرة عن شريح بن هانى قال: «سألت عائشة (رض) عن المسح على الخفين قالت: سل علي بن أبي طالب (رض) فانه كان يسافر مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فسألته فقال: للمسافر ثلاثة أيام وللمقيم يوم وليلة». قال يحيى: وكان يرفعه ـ يعني شعبة ـ ثم تركه. (114) ـ حدثنا عبداللّه حدثنى اُبي ثنا عبدالرزاق.. عن.. عن شريح بن هانئ قال: «أتيت عائشة (رض) أسألها عن الخفين، فقالت: عليك بابن أبي طالب فاسأله، فإنه كان يسافر مع رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ». (115) ـ حدثنا عبداللّه ثني اسحاق بن اسماعيل ثنا وكيع ثنا الاعمش عن أبي اسحاق عن عبد خيرعن علي (رض) قال: «كنت أرى أن باطن القدمين أحق بالمسح من ظاهرهما، حتى رأيت رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يمسح ظاهرهما» (116) ـ حدثنا عبداللّه ثنا اسحاق بن اسماعيل.. عن عبد خير عن علي قال: «كنت أرى أن باطن القدمين أحق بالمسح من ظاهرهما حتى رأيت رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يمسح ظاهرهما». (117) ـ حدثنا عبداللّه حدثنى اُبي ثنا بهز ثنا شعبه عن عبد الملك بن ميسره قال: سمعت النزال بن سبره قال: رأيت عليا (رض) صلّى الظهر ثم قعد لحوائج الناس، فلما حضرت العصر أتي بتور من ماء فأخذ منه كفّا فمسح وجهه وذراعيه ورأسه ورجليه، ثم أخذ فضلة فشرب قائما، وقال: إن أناسا يكرهون هذا وقد رأيت رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يفعله، وهذا وضوء من لم يحدث». (118) * نقد، تحليل واستنتاج
1) إن السؤال هو عن المسح وليس غسل الرجل للوضوء كما هو جارٍ الان عند أتباع الخلفاء. 2) الثقة الأعلم والملازم لرسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم في حلّه وترحاله هو الإمام علي عليهالسلام ، فهو المعتمد عليه والاسوة الحقيقي برسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي يهدى إليه الناس. 3) ذكر في الأحاديث تارة خفّ وأخرى نعال ، وإذا كان نعال، فيمكن المسح على الرجل بغير نزعة بسبب هيئته وشكله. 4) أن الحديث (1318) صريح و واضح ولا يحتاج إلى بيان وشرح،.. وهناك احتمال كبير بأنهم أرادوا تثبيت جواز المسح على الخفين فنسبوه إلى الإمام عليهالسلام لعلم الجميع بأنه عليهالسلام الأعلم، المقتدي والمتأسي حقّا برسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والجملة الاخيرة في الحديث (1318) خير دليل وأوضح برهان وأدمغ حجّة. وبعد مراجعتنا لمسانيد الصحابة، وجدنا فيها ما يعزز ويدعم احتمالنا، فهناك أحاديث عديدة حول من ينقل ويجوّز ذلك. 28 - منزلة الإمام علي عليهالسلام بإقرار الصحابة: كانت لمنزلة الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام من الألمعية والبيان الذي لا يمكن لأحد كتمانه، لنرى ما جاء في ذلك عن جحيفة: ـ حدثنا عبداللّه ثنا أبوصالح الحكم بن موسى ثنا شهاب بن خراش ثنا الحجاج بن دينار عن حصين بن عبدالرحمن عن أبي جحيفة قال: «كنت أرى أن عليا (رض) أفضل الناس بعد رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم فذكر الحديث، قلت: لا واللّه يا أمير المؤمنين، إنّي لم أكن أرى أن أحدا من المسلمين بعد رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أفضل منك. (119) 29 - الامام علي عليهالسلام على لسان ابنه الامام الحسن عليهالسلام ـ حدثنا عبد اللّه حدثني اُبي ثنا ويكع عن شريك عن أبي اسحاق عن هبيرة: «خطبنا الحسن بن علي (رض) فقال: لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الاولون بعلم، ولا يدركه الاخرون، كان رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يبعثه بالراية، جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله، لاينصرف حتى يُفتح له». (120) ـ حدثنا عبداللّه حدثني ابي ثنا وكيع عن اسرائيل عن ابي اسحاق عن عمروبن حبشي قال: «خطبنا الحسن بن علي بعد قتل علي (رض) فقال: لقد فارقكم رجل بالأمس، ماسبقه الأولون، ولا أدركه الاخرون، ان كان رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ليبعثه ويعطيه الراية فلا ينصرف حتى يفتح له، و ماترك من صفراء ولا بيضاء إلاّ سبع مئة درهم من عطائه، كان يرصدها لخادم أهله»(!). (121) 30 - النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أبو ولده عليهالسلام ومسمّيهم بأمرٍ من اللّه لايخفى على مسلم، أن حق تسمية المولود على المولود له، إلاّ أننا نرى أنَّ النبيَّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يسمّى ولدي السيدة فاطمة الزهراء بضعته (سلام اللّه عليها)، لنرى ما جاء في مسند الامام أحمد في ذلك: ـ حدثنا عبداللّه حدثني اُبى ثنا يحيى بن آدم ثنا اسرائيل عن أبى اسحاق عن هاني بن هاني عن علي (رض) قال: «لما ولد الحسن سمّيته حربا، فجاء رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال: أروني ابني، ما سمّيتموه؟ فسمّاه الحسن، (وهكذا الحسين ومحسن) ثم قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : سمّيتهم بأسماء ولد هارون: شبّر وشبير ومشبر» (122) (أقول: فيه اشارة إلى هارون أخي النبي موسى عليهالسلام ، و تمهيد للحديث الإلهي التاريخي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى). ـ حدثنا عبداللّه حدثني اُبي ثنا زكريا بن عدي أنبأنا عبد اللّه بن عمروبن عبداللّه بن محمد بن عقيل عن محمد بن علي (رض) قال: «لمّا ولد الحسن سمّاه: حمزة، فلما ولد الحسين سمّاه بعمّه جعفر، قال: فدعاني رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال: إني أمرت أن أغيّر اسم هذين، فقلت: اللّه ورسوله أعلم، فسمّاهما حسنا و حسينا». (123) المصادر:
1) مسند الامام احمد بن حنبل الشيباني؛طبعة جديدة مصححة مرقمة الاحاديث ومفهرسة مؤسسة التاريخ العربي، دار احياء التراث العربيبيروت ـ لبنان ،1991م ـ 1412 ه 2) معجم لغة الفقهاء. وضع: ا. د. محمد رواس قلعهجي ود. حامد صادق قنيبي، دار النفائس للطباعة والنشر ـ بيروت لبنان الطبعة الثانية 1408 هـ 1988 . 3) بصائر الدرجات في فضائل آل محمد، الشيخ المحدث ابو جعفر محمد بن الحسن بن فروخ الصفار القمي ت 290 ه. ق. الجزء الرابع. superiority and excellent qualities of Imaam Ali bin Abitalet(p.u.h ) in Mosnad of Ahmad bin Hanbal Dr. Nahleh Gharavi - Naeeni Abstract Superiority and excellent quatities of Imaam Ali bin Abitaaleb Study and learning about the superiority and excellent qualities of Imam Ali bin Abitaleb(p.b.u.h) is not new , but most of what is written about it has been taken from the sorces of prophet family(Ahlolbait). A reader or hearer tought that it is exaggeration, but, because of not looking deeply on the sorces of people of the Sonnah, our brothers,specially Sehaah and Mosnads , the books which are creditable on their views or the lack of accuracy in its learning and sectioning . These kind of Hadithes(traditions) have been buried in these books and covered from the light of truth, so we decieded to bring out the Hadithes from the Mosnad of Ahmad bin Hanbal which is among the creditable book of our brothers, people of the Sunnah, so it can be a wittness of attributs and superiority of this Imaam . What we standed for in this paper is to show a light of these Ahaadith(traditions) about him, that he is lonly on: his faith, his pure virtue , bravery, judgment , and being the closest companion of the Prophet(p.b.u.h )... 1- منكبي: المكان الذي يجتمع فيه الكتف مع رأس العضد (معجم لغات الفقهاء،د.محمد رواس قلعةچى ص 465. 2- احمد بن حنبل، مسند،ج1، ص 136، ح 645 3- طمس: استأصل أثره، محاه (المنجد/471). 4- مسند احمد حنبل ، ج1، ص154، ح 743 5- نفس المصدر، ج1، ص244، ح 1304 6- مسند احمد بن حنبل، ج1، صص223 ـ 224، ح1174 7- نفس المصدر، ج1، ص225، ح 1195 8- نفس المصدر، ج1، ص 160، ح 778 9- نفس المصدر، ج1، ص224، ح 1180 10- نفس المصدر، ج1، ص124، ح 571. 11- نفس المصدر، ج1، ص 128، ح 599 12- نفس المصدر، ج1، ص156، ح 769 13- نفس المصدر، ج1، ص164، ح 811. 14- نفس المصدر، ج1، ص181، ح 901 15- نفس المصدر، ج1، ص172، ح 847 16- نفس المصدر، ج1، ص243، ح 1292 17- نفس المصدر، ج1، ح 609 18- نفس المصدر، ج1، ص135، ح 637 19- نفس المصدر، ج1، ص141، ح 668 20- نفس المصدر، ج1، ص219، ح1149. 21- نفس المصدر، ج1، ص178، ح 884. 22- نفس المصدر، ج1، ص241، ح 1283. 23- نفس المصدر، ج1، ص241، ح 1284. 24- نفس المصدر، ج1، ص241، ح 1285. 25- ج1،ص252، ح 1344. 26- نفس المصدر، ج1، ص246، ح 1312. 27- أحتبي: الحبوة: مايحتبي به: أي يشتمل به من ثوب أو عمامة (المنجد/115). 28- نفس المصدر، ج1، صص124ـ125، ح574. 29- ج1، ص125، ح 575. 30- ج1، ص151، ح 718. 31- ج1، ص172، ح 841. 32- ج1، ص187، ح 945 33- نفس المصدر، ج1، ح 1214 34- نفس المصدر، ج1، ص224، ح1189 35- ج1، ح 1194 36- نفس المصدر، ج1، ص249، ح1330. 37- نفس المصدر، ج1، ص255، ح1364. 38 - نفس المصدر ج1، ص190، ح965. 39- نفس المصدر، ج1، ص161، ح784. 40- أخفَر: الخفارة: الذمّة والعهد. خفر العهد: نقضه. أخفر مسلما: نقض الذمة.(معجم لغة الفقهاءـ د.محمد رواس قلعهچي و د.حامد صادق قنيبي (نفس المصدر، ج1،ص 203، ح1040). 41- نفس المصدر، ج1، ص190، ح957 42- عند ما كان يأمرهم الامام عليهالسلام ، وهم يعملون به، ويقولون فعلنا كذا وكذا، يقول: صدق اللّه ورسوله، يعني: اني أعلم به، ونبئت به من اللّه ورسوله. 43- فشَغَ: اتّسعَ وانتشر، انتشر حتى غطى العين. 44- هل أنبأك به رسول الله (ص) من قبل 45- القوى يحمى الضعيف 46- نفس المصدر، ج1، ص191، ح962. 47- نفس المصدر، ج1، ص244، ح1300. 48- نفس المصدر، ج1، ص245، ح1309. 49- الشيخ ابوجعفر القمي ـ بصائر الدرجات، ج4/177. 50- بطر: تكبّر عنه ولم يقبله (المنجد/41). 51- نفس المصدر، ج1، ص195، ح985 52- نفس المصدر، ج1، ص986، ح986 53- نفس المصدر، ج1، ص196، ح991 54- نفس المصدر، ج1، ص227، ح1192 55- نفس المصدر، ج1، ص227، ح1193 56- نفس المصدر، ج1، ص128، ح600. 57- نفس المصدر، ج1، ص197، ح 996. 58- نفس المصدر، ج1، ص177، ح876. 59- نفس المصدر، ج1، ص164، ح800. 60- نفس المصدر، ج1، ص138، ح656. 61- نفس المصدر، ج1، ص125، ح 580. 62- نفس المصدر، ج1، ص160، ح11120. 63- ج1، ص135، ح 638 64- نفس المصدر، ج1، ص135، ح 639. 65- نفس المصدر، ج1، ص206، ح 1060. 66- نفس المصدر، ج1، ص136، ح647. 67- نفس المصدر، ج1، ص214، ح1103 68- نفس المصدر، ج1، ص214، ح 2355 69-نفس المصدر، ج1،ص 249، ح1327 70- نفس المصدر ، ج1، ح 3241 71- نفس المصدر ، ج1، صص158ـ159، ح 772. 72- المصدر السابق، ح 933 73- حجلت: حَجَلَ: مشى متريّثا. 74- نفس المصدر ، ج1، ص174، ح859. 75- نفس المصدر ، ج1،ص 235، ح 1248 76 - نفس المصدر ج1، ص242، ح1289 77 - نفس المصدر ج1، ص243، ح1299. 78 - نفس المصدر ج1، ص178، ح885. 79- نفس المصدر ، ج1، ص301، ح1611. 80- نفس المصدر ، ج1، ص608، ح 3476. 81- نشد: طلب وسأل. أنشده اللّه أو باللّه: استحلفه، سأله وأقسم عليه باللّه.(معجم لغة الفقهاء. وضع: د.محمد رواس قلعةچى و د. حامد صادق قنيبي ص 479. 82- نفس المصدر ، ج1، ص135، ح642. 83- نفس المصدر ، ج1، ص142، ح672 84- نفس المصدر ، ج1، ص189، ح953. 85- نفس المصدر ، ج1، ص189، ح954 86- نفس المصدر ، ج1، ص191، ح964. 87- نفس المصدر ، ج1، ص192، ح967 88- نفس المصدر ، ج1، ص277، ح1466 89- نفس المصدر ، ج1، ص282، ح1493 90- نفس المصدر ، ج1، صص284ـ285، ح1508 91- ج1، ص285، ح1512 92- ج1، ص285، ح1514 93- نفس المصدر ، ج1، ص289، ح1535 94- نفس المصدر ، ج1، ص292، ح1550 95- نفس المصدر ، ج1، ص300، ح1603 96- نفس المصدر ، ج1، ص129، ح604. 97- ج1، ص588، ح3345 98- نفس المصدر ، ج1، صص174ـ175، ح861. 99- نفس المصدر ، ج1، ص145، ح695 100- نفس المصدر ، ج1، ص430، ح2353. 101- نفس المصدر ، ج1، ص544، ح3052 102- المصدر السابق، ح 3053 103- نفس المصدر ، ج1، ص125، ح577 104- نفس المصدر ، ج1، ص163، ح794. 105- نفس المصدر ، ج1، ص219، ح1145. 106- نفس المصدر ، ج1، صص135ـ136، ح 643 107- ج1، ص309، ح1647 108- نفس المصدر ، ج1، ص155، ح750 109- نفس المصدر ، ج1، ص155، ح751. 110- نفس المصدر ، ج1، ص160، ح782. 111- نفس المصدر ، ج1، ص182، ح908. 112- نفس المصدر ،ج1، ص215، ح1122. 113- نفس المصدر ، ج1، ص189، ح952. 114- المصدر السابق ، 969 115- نفس المصدر ، ج1، ص236، ح1249. 116-نفس المصدر ، ج1، ص183، ح919. 117- نفس المصدر، ج1، ص199، ح1016. 118- نفس المصدر، ج1، ص247، ح1318. 119- نفس المصدر، ج1، ص205، ح 1057. 120- نفس المصدر، ج1، ص328، ح1721 121- نفس المصدر، ج1، ص328، ح1722 122 - المصدر السابق ج1، ص158، ح771 123- ج1، ص608، ح 1374