رساله ای در شرح یک حدیث قدسی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

رساله ای در شرح یک حدیث قدسی - نسخه متنی

سید عبدالله فاطمی نیا

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ميراث جاويدان ـ شماره2 ـ سال اول، تابستان1372

رساله اي در شرح يک حديث قدسي

مقدمه و تحقيق: استاد سيد عبدالله فاطمي نيا

مقدّمه:

رساله حاضر در شرح و تفسير حديث قدسي مشهوري است که در منابع اسلامي با اندک اختلافي در الفاظ؛ و در برخي همراه با اضافات و مطالب ديگري که قسمتي ازمنابع فاقد آن مي باشند وارد گرديده است.

عتيق ترين مصدر شيعي که حديث در آن آمده کتاب المحاسن تأليف شيخ اجلّ اقدم ابوجعفر احمدبن خالد برقي (در گذشته 274 يا 280 ه.ق) مي باشد، عبارت حديث در محاسن چنين است: «قال الله تبارک و تعالي: ما تردّدت في شيءانا فاعله کتردّدي عن المؤمن؛ فإنّي احبّ لقاءه و يکره الموت فأزويه عنه، ولو لم يکن في الأر ض الّامؤمن و احد لأکتفيت به عن جميع خلقي، و لجعلت له من ايمانه أنساً لايحتاج معه الي أحد.»

محدث و فقيه بزرگ شيخ محمدبن حسن مشهور به شيخ حرّ عاملي صاحب وسائل (درگذشته 1104

ھ. ق) در کتاب نفيس الجواهرالسنيّة في الأحاديث القدسيّة (ط نجف، صههه) حديث را با تمام عبارات از محاسن نقل نموده است.

پس از محاسن برقي عتيق ترين مصدر شيعي که اين حديث را با اضافاتي نقل کرده کتاب کافي تأليف شيخ اجلّ محمدبن يعقوب کليني (درگذشته هه9 ه.ق) است، عبارت کافي چنين است: «قال رسول الله صلّي الله عليه و آله: قال الله عزّوجل: ما تردّدت في شيء أنا فاعله کتردّدي في موت عبدي المؤمن، إنّني لأحبّ لقاءه و يکره الموت فأصرفه عنه، و إنّه ليدعوني فأجيبه و إنّه ليسألني فأعطيه؛ ولو لم يکن في الدنيا الّا واحد من عبيدي مؤمن لا ستغنيت به عن جميع خلقي ولجعلت له من إيمانه أنساً لا يستوحش الي أحد».

پس از کليني در ميان قدما، شيخ اجل رئيس المحدثين محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي؛ معروف به شيخ صدوق (درگذشته 381 ه.ق) حديث را با اضافاتي که نخست اشاراتي بدان رفت در کتاب توحيد آورده:

«عن الّنبي صلّي الله عليه و اله؛ عن جبرئيل، عن الله عزّوجلّ قال: قال الله تبارک و تعالي: مَن أهانَ لي ولِيّاً فقد بارزني بالحاربة، و ما تردّدت في شيء أنا فاعله مثل ما تردّدت في قبض نفس المؤمن، يکره‌الموت و أکره مساءته و لا بدّله منه، و ما تقرّب إليّ عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه؛ و لايزال عبدي يتنفّل لي حتّي أحبّه؛ و متي أحببته کنت له سمعاً و بصراً و يداً و مؤيّداً، إن دعاني أجبته؛ و إن سألني أعطيته؛ و إنّ من عبادي المؤمنين لمن يريد الباب من العبادة فأكفّه عنه لئلاً يدخله عجب فيفسده ذلك، و إنّ من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلّا بالغناء و لو أفقرته لأ فسده ذلک، و إنّ من عبادي المؤمنين لمن لايصلح إيمانه إلا بالسّقم ولو صحّت جسمه لأفسده ذلک، و إن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلّا بالصّحّة ولو أسقمته لأفسده ذلک، إنّي أدبّر عبابدي لعلمي بقلوبهم، فإنّي عليهم خبيرٍ. »

حديث مورد شرح در منابع اهل سنّت

کهن ترين منبع سنّي که اين حديث را ذکر کرده کتاب مسند تأليف ابوعبدالله احمدبن محمد حنبل شيباني مروزي (در گذشته 241 ه.ق)؛ چهارمين پيشواي مکتب فقهي اهل سنّت است. عبارت مسند (6/256 )چنين است:

«قال رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلم: قال الله عزّوجلّ: من أذلّ لي ولّياً فقد استحلّ محاربتي؛ و ما تقرّب إليّ عبدي بمثل أداء الفرائض، و مايزال العبد يتقرّب إليّ بالنّوافل حتّي أحبّه؛ إن سألني أعطيته و إن دعاني أجبته، ما تردّدت في شيء أنا فاعله تردّدي عن وفاته،لأنّه يکره الموت و أکره مساءته.»

در قدماء دانشمندان اهل سنّت؛ ابوعبدالله محمدبن اسماعيل بخاري (درگذشته 256 ه.ق ) نيز حديث را در صحيح خود؛ (7/178، ط بولاق، 1296 ھ.ق) ذکر نموده:

« قال رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلم: إنّ الله قال: من عاديه لي وليّاً فقد آذنته بالحرب و ما تقرّب إليّ عبد بشيء أحبّ إليّ ممّا افترضت عليه، و ما يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنّوافل حتّي أحبّه، فإذا أجبته کنت سمعه الّذي يسمع به و بصره الّذي يبصربه، و يده الّتي يبطش بها و رجله الّتي يمشي بها؛

و إن سألني لأعطينّه، و لئن استعاذني لأعيذنّه، و ما تردّدت عن شيء أنا فاعله تردّدي عن نفس المؤمن يکره الموت و أنا أکره مساءته.» احتمال وقوع تحريف در عبارت بخاري دور نيست.

پس از مسند اين حنبل و صحيح بخاري؛ مصدر عتيق ديگري را مي بينيم که حديث را آورده و آن عبارت است از حلية الأولياء.

تأليف حافظ احمدبن عبدالله بن احمد اصفهاني مشهور به ابو نعيم اصفهاني (درگذشته 430 ه.ق) وي در کتاب خود (4/32) در ضمن ترجمه و شرح حال «وهب بن منبه» از قول او نقل مي کند که گفته:

«إنّي لأجد في بعض کتب الأنبياء عليهم الصّلاة و السلام انّ الله تعالِي يقول: ما تردّدت عن شيء قطّ تردّدي عن قبض روح المؤمن؛ يکره الموت و اکره مساءته و لا بدّله منه.»

شروح حديث

ديديم که ظاهر حديث خالي از ابهام و اغلاق نيست؛ مخصوصاً نسبت «تردّد» به ساحت قدس ربوبي - جلّت عظمته - که اگر به معناي لغوي کلمه باشد، بوي تشبيه داده و با اصول توحيد ظاهراً سازگار نيست، از اين رو علما و دانشمندان اسلام در طول قرنها به توجيه و شرح آن پرداخته اند؛ به گونه اي که منافات با ظواهر اصول و قواعد توحيدي نداشته باشد. در اينجا هيچ بعيد نيست بگوييم که شايد حديث از متشابهات احاديث باشد؛ چنان که فرموده اند: «ان في حديثنا محکماً کمحکم القرآن و متشابهاًً کمتشابه القرآن.» هرگونه که باشد؛ از اينکه دانشمندان اسلام در طول اعصار، اصرار به نقل و شرح و تفسير اين حديث داشته اند

معلوم مي گردد که آن را معتبر دانسته اند.

ما در اينجا با وجود ضيق مجال و قلّتِ بضاعت و کثرتِ اضاعت [و با وجود اينکه باز هم سعدي را به کار گل گرفته اند!] به طور متوسط، و نه به گونه استقصا و استيعاب، فهرستي را از شارحان حديث ذکر مي کنيم:

1- شمس الدين محمدبن يوسف بن علي بن محمدبن سعيد الکرماني (درگذشته 786 ھ.ق) در شرح خود بر صحيح بخاري (23/23).

2- ابوالفضل احمدبن علي بن حجرالعسقلاني الشافعي (درگذشته 852 ه.ق) در فتح الباري (11/90 ط بيروت).

3- قاضي القضاة بدر الدين محمودبن احمدالحنفي العيني (درگذشته 855 ه.ق) در عمدة القاري (23/90 ط بيروت).

4- ابوالعباس شهاب الدين احمدبن محمدالقسطلاني (در گذشته 923 ه.ق) در ارشادالساري (9/290، ط بولاق مصر، 1305 ه.ق).

5- شيخ اجل بهاءالدين محمدبن حسين بن عبدالصمد جبعي عاملي حارثي معروف به شيخ بهائي (درگذشته 1031 ه.ق) در اربعين، ط تبريز.

6- شيخ الاسلام علّامه محقق محمد باقربن محمدتقي؛ مشهور به «علّامه مجلسي» (درگذشته 1110

ه.ق) در مرآة العقول (9/297، ط دارالکتاب الاسلاميّة).

7- فقيه بزرگ و محدث جليل سيّد عبدالله بن سيّد محمدرضا شُبّر حسيني کاظمي (درگذشته 1242 ه.ق) در مصابيح‌الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار‌ (1/63، ط نجف، المطبعة العلميّة، 1371 ه.ق).

8- محمد جعفر ملقّب به نائب الصدر، مؤلّف رساله حاضر؛ اين رساله ظاهراً تاکنون چاپ نشده. نسخه رساله در ضمن مجموعه اي متعلق به کتابخانه اين فقير است؛ مجموعه بجز اين رساله مشتمل است بر:

الف- مختصري از کلمات قصار اميرالمؤمنين عليه الصلاة و السلام.

ب- رساله حقيقة الأمرکه مکرر چاپ شده.

ج- رموز الشهاده و کنوزالسعادة که ظاهراً چاپ نشده و هر دو (حقيقة الأمر و رموزالشهاده) از تأليفات عالم جليل ميرزا رفيع الدين بن ميرز اعلي اصغر تبريزي ملقّب به «نظام العلما» (درگذشته 1326 ھ.ق) مي باشد.

9- حضرت امام خميني قدس الله لطيفه و اجزل تشريفه در کتاب اربعين، حديث 36، ص489، مرکز نشر فرهنگي رجاء (1368 ھ.ش).

10- بانوي مجتهده علويّه اصفهاني - قدس سرّها - در کتاب اربعين، الهاشميّة (حديث 14، ص79، ط اصفهان، مطبعه محمديه، 1378 ھ.ق). و اينک متن رساله مرحوم نائب الصدر در شرح حديث ياد شده:

بسم الله الرّحمن الرّحيم

و لاحول و لا قوّة إلا بالله العليّ العظيم. الحمدلله الّذي خلق الإنسان، و علّمه المعاني و البيان، بعد تعليم القرآن و الصّلاة و السّلام علي أشرف من وطئي الحصي، و أفضل من بعث علي الوري، المنتجب من البحبوبة العليا، المرسل في العرب العرباء، مستنقذ الخلائق من تيه الجهالة و فيئ الضّلالة، رسولنا المسدّد، و سيّدنا الأمجد؛ المصطفي محمّد صلّي الله عليه وآله؛ الّذين هم خزّان علمه و منتهي حلمه؛

لاسيّما وصيّه الأکرم و وزيره الأعظم؛ العالم بمدارلفلک الدوّار، حجّة الله الملک الغفّار؛ أميرالمؤمنين و يعسوب الدّين و عين اليقين عليهم صلوات الله الملک الحقّ المبين؛ و لعنة الله علي أعاديهم و ظالميهم أجمعين؛ من الأوّلين و الآخرين.

و بعد؛ فيقول العبدا لأحقر محمّد جعفرالملقّب بنائب الصدر: إنّه قد سألني بل أمرني الأخ الّروحاني و الفرد الّذي ليس له ثاني أن أبيّن معني الحديث القدسيّ المشهور الوارد عن النّبي صلّي الله عليه و آله و هو:

«ما تردّت في شيءٍ أنا فاعله کتردّدي في قبض روح عبدي المؤمن؛ يکره الموت وأنا أکره مساءته»

و في بعض النّسخ «إنّني لأحبّ لقاءه ويکره الموت فأصرفه عنه» بعد قوله: «عبدي المؤمن» من أنّه ما المراد من التّردّد؟ و کيف نسبته إلي الله تعالي عزّوجلّ ؟ و لم يکره المؤمن من الموت الّذي هو متمنّي الأولياء؛ و الإنتقال من دارالدّنيا المملّوة بأنواع المحن والبلاء إلي العقبي المشحونة بألوان المنن و النّعماء؟ و کيف الجمع بينه و بين الآية الشريفة: «فتمنّوا الموت ان کنتم صادقين»؟

و إنّي و إن لم أکن من فرسان هذا الميدان؛ مع ابتلائي بأنواع الهموم والغموم من جور الدّهرالخوّان؛ و کوني في جناح الحرکة من دارالغربة والهوان؛ و لکن بدلالة أنّ المأمور معذور، و الميسور لا يسقط بالمعسور، ألزمت نفسي إجابته بقدرالمقدور؛ و جعلته تحفة إلي حضرة سلطان السلاطين و خاقان الخواقين؛ أمير الأمراء و کبيرالکبراء، معزّ الأولياء و مذلّ الأعداء، قامع أصول الکفّار، و قاصم فروع الفجّار و الأشرار، و الي الولاة، مدمّر الفراعنة و الطّغاة، و مطهّر وجه‌الأرض الأقدس من شرّ التراکمة العصاة؛ سيف الجلال و رمح الإقبال، کعبةالآمال و محطّ الرّحال، قطب دائرة الکمال و مرکز کرة العزّ والجمال؛ بحرالجود و السخاء و ينبوع الحکمة و الوفاء، مرجع الفقراء و الضّعفاء، ملجأ العلماء و الفضلاء؛ وليّ النعم؛ جميلٍ الشّيم؛ وفيّ الذّمم (اللّيث دونک في الوغي والغيث دونک في الکرم)




  • هوالشمس قدراً والملوک کواکب.
    هو البحر جوداً والکرام جداول



  • هو البحر جوداً والکرام جداول
    هو البحر جوداً والکرام جداول



الّذي عجزت عن وصفه فکري الفاتر؛ و نظري القاصر؛ ولا يحيط به الأقلام والدّفاتر؛ (و أين الثّريّا من يد المتناول) حسام السّلطنة و سهام المملکة؛ لازالت التّوفيقات الإلههيّة متوالية عليه و التّسديدات الربَّانيّة متواصلة إليه؛ نعم ما قيل: ذهب الّذين يعاش في أکنافهم




  • لم يبق الّا شامتٌ أو حاسد
    و بقي علي وجه البسيطة واحد



  • و بقي علي وجه البسيطة واحد
    و بقي علي وجه البسيطة واحد



فها أنا ذا شرعت في المقصود؛ بحول الله الملک الودود؛ و ابيّنه في طيّ مقدمات ثلاثة:

الأولي في بيان مفردات الألفاظ و معانيه اللغويّة و تراکيبه النحويّة قوله تعالي من قائل: «ما تردّدت» (ما) نافية و لها أقسام: منها النفي؛ کما هنا؛ و تدخل علي الماضي و المضارع. و (تردّدت) فعل ماضي من باب التّفعّل؛ مجرّده: (ردّ) و التّردّد جاء علي معان:

منها: قبول فعله المجرد؛ کما هو مقتضي الباب المذکور.

والتحيّر؛ يقال: تردّدت في الأمر؛ أي تحيّرت؛ و کذالک التّرديد والتّرداد؛ يقال: فلان مردّد؛ أي حائر بائر، و هو أوّل مرتبة الوهم و بعده الرّيب والشّکّ، و هو عدم اختيار طرف في فعل شيءٍ من طرفي الوجود والعدم.

و قوله «في شيء» ظرف لغو متعلّق بـ (تردّدت) و ضمير (أنا) الضمير المنفصل المرفوع؛ مبتدأ خبره (فاعله) و هذه الجملة صفة لـ(شيء)؛ والکاف في قوله: «کتردّدي» للتّشبيه، والجارّ مع المجرور في موضع النصب لکونه مفعولاً مطلقا.

و قوله: «في قبض روح عبدي المؤمن» مع ما يضاف إليه متعلّق بقوله: «کتردّدي» و قس علي هذا باقي الفقرات علي كلا التّقديرين و النّسختين؛ فإنّها واضحة لا إشكال فيها من حيث هذه المقدّمة؛ و إنّما الإشکال من حيث المقدّمة الثانية و هي تحقيق معني التّّردّد و کيفيّة نسبته الي الله تعالي.

أمّا الأوّل: فاعلم أنّ التّردّد و أمثاله التّي من صفات المخلوقين کالمکر والغضب إذا نسبت إلي الله عزّوجلّ فيراد منها الغايات لا المبادي؛ کما قيل، فيکون معني الحديث: إنّ الله جلّ و علا لا يقبض روح عبده المؤمن و هومکره. کما أنّ المتردّد لايفعل فعلاً و هو متردّد؛ لأنّ صدورالفعل فرع ترجيحه و اختياره و هما لا يکونان إلّا بعد زوال التحيّر والتّردّد.

أويراد من التّردّد هنا: التأخّر مجازاً؛ للزومه له؛ أي ما تأخّرت في فعل شيء من الأشياء؛ إنّما أمري إذا أردتُ شيئاً أقول له: کن فيکون؛ إلّا في القبض فيتأخّر مشيّتي حتّي يزول الکراهة.

أوالمراد من التّردّد معناه الحقيقي قياسا: أي قبول الرّدّ و هو الصرف؛ کما في القاموس؛ فيکون معني الحديث: ما قبلت ردّ شيء أنا فاعله؛ أي ما أردت صرفه کما أريد صرف القبض عن المؤمن حتّي يزول کراهته. و لعلّ هذا هو المراد کما يدلّ عليه قوله تعالي: «فأصرفه عنه» في آخرالحديث علي النّسخة الثّانية؛ و حصول هذه الحالة و زوال الکراهة يحتاج إلي تقدّم أحوال کثيرة من مرض و هرم و ذلة و مسکنة و فقر و فاقة و شدّة بلاء و سائر مصائب الدّنيا بحيث تهون علي العبد معها مفارقة الدنيا و قطع العلاقة منها و يشتاق إلي دار العقبي و يميل إلي ما عندالله من المثوبات الّتي لاتحصي؛ فيحبّ لقاءالله جلّ و علا کما أحبّ الله لقاءه.

أو معني مجرّده؛ أي ما صرفت شيئاً من الأشياء إذا تعلّقت به مشيّتي من حالة إلي أخري کما أصرف المؤمن في حالة القبض إذا کره الموت منها إلي حالة أخري من الأحوال المذکورة حتّي يرضي بلقاء الله و الإنتقال من دارالفناءِ إلي دارالبقاء.

أو أقول: إنّ المراد من التّردّد المنسوب إليه تعالي في هذا الحديث الشريف هو التّردّد المنسوب إلي ملک القبض الّذي و کُلّ به و هو عزرائيل عليه السلام؛ قابض الأرواح؛ لأنّه تعالي جعل فعل الأنبياء والمرسلين و الأئمّة المعصومين و ملائکة المقرّبين فعل نفسه؛ کما أخبر في کتابه المبين حيث قال -عزّ من قائل- في آية: «الله يتوفّي الأنفس حين موتها» و قال في أخري: «قل يتوفّيکم ملک الموت الّذي و کّل بکم» فجعل توفي ملك الموت توفي نفسه سبحانه؛ فيکون معني التّردّد في حقيقة الّتي هوالتّحير، و لا محذور في تحيّر ملک الموت و سائر الملائکة؛ لوقوعه بين المحذورين: لمأموريّته بالقبض و عدم إکراه المؤمن؛ فيتحيّر و لا يقبض روحه حتّي يرضي و يزول الکراهة؛ و هذا من قبيل الحديث المشهور الوارد في الکافي ما معناه: إن الله تعالي أمرالشيطان بالسجود لآدم عليه‌السلام وشاء أن لا يسجد؛ و نهي آدم عليه السلام عن أکل الحنطة و شاء أن يأکل و لولم يشأ لم يأکل؛ فافهم هذا الأخير فإنّه معني دقيق و تحقيق أنيق؛ يتفرّع عليه مسائل کثيرة من المسائل العلميّة و الحكميّة و الشّرعيّة؛ و لعمري لولا الإستعجال و اغتشاش البال لبسطت المقال؛ و العاقل تکفيه الإشارة؛ و الغبيّ الجاهل لا يکتفي بألف عبارة.

و المراد من حالة القبض علي أي معني کان؛ هو الحالة القريبة له؛ أي الزمان القريب منه مجازاً؛ لا زمان القبض؛ لعدم إمکان التّردّد في زمانه مطلقا.

فإذا حقّق معني التّردّد؛ فاعلم أنّ نسبة هذا الفعل و أمثاله ليس إلي الذّات الأقدس سبحانه من حيث هي؛ بل إلي فعله و مشيّته و فعله و مشيّته محدثان لا قديمان؛ کما قال مولينا الرّضا روحي له الفداء ما معناه: انّ المشيّة و الإرادة حادثان؛ فمن زعم أنّه تعالي لم يزل يشاء و يريد فهو کافر و بعبارة أخري: الصفات المنسوبة إليه تعالي قسمان: صفات ذاتيّة و صفات فعليّة.

أما الأولي؛ فهي عين ذاته سبحانه لا فرق بينها و بين ذاته عزّوجلّ بوجه من الوجوه؛ لا مفهوماً و لا مصداقاً؛ و إن اختلف بين العلماء و الحکماء اختلافاً شديداً و ذهب کلٌّ إلي قولٍ، و ليس هنا موضع نقله و تفصيله للتّطويل الموجب للملال و عدم سعة المجال، و کذا اختلف في عددها؛ فقيل: ثمانية؛

و هو المشهور، و قيل بالنّقصان، و قيل: لا حصر في عددها و لا عدد في حصرها.

و أمّا الثانية؛ أي الصّفات الفعليّة؛ فهي الّتي تکون قابلةً للنفي و الإثبات مثل «ماشا ءالله کان و مالم يشألم يکن» و مثل «إنّما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له کن فيکون» و إذا لم يرد لم يکن؛ و هکذا (خلق و لم يخلق؛ و رزق و لم يرزق و فعل و لم يفعل) و أمثالها؛ يعني أنّ نسبة هذه الأفعال إلي فعله سبحانه؛

کما في الحديث المروي عن النّبي صلّي الله عليه و آله: «خلق الله المشيّة بنفسها و خلق الأشياء بالمشيّة» و قال مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام: «علّة الأشياء صنعه و الصّنع لا علّة له» و قال أيضاً - روحي و نفسي له الفداء- في خطبة يوم الغدير والجمعة: «و هو منشيء الشّيء إذ لاشيء؛ إذ کان الشيء من مشيّته. »

المقدّمة الثالثة

في سبب کراهة المؤمن الموت و تحقيق معني الآية الشّريفة بحيث ارتفع المنافات.

أمّا کراهة الموت فمحسوس ظاهر؛ لأنّ کلّ ذي حياة بحسب الفطرة الطّبيعيّة يکره الموت؛ مؤمناً کان أو منافقاً؛ أمّا المؤمن فلانقطاع العمل لمفارقته من دارالتّکليف والدّنيا الّتي هي مزرعة الآخرة؛ من لم يزرع لم يحصد، و کلّما کانت الزراعة کثيرة کان ريعه و منفعة کثيرة؛ فالمؤ من يحبّ أن يبقي أبدالدّهر و يفعل الحسنات و يطيع ربّه و يعبده بأفضل الاطّاعات و العبادات و يأتمر بأوامره و يجتنب نواهيه حتّي يصل إلي مقام القرب و روح المناجات.

و أما الکافر فيکرهه لمفارقته جنّته و محلّ استراحته؛ لأنّ الموت أوّل يوم عذابه و ابتداء آنِ عقابه.

أو المؤمن يکرهه لخوفه من الله عزّوجلّ لعدم علمه بالمآل و عدم اتّکاله بالأعمال؛ بل لا يثق بشيء من أعماله أبداً. قال سيّدالشّهداء- روحي له الفداء- في مناجات يوم عرفة: «إلهي من کانت حقايقه دعاوي فکيف لا يکون دعاويه دعاوي؛ و من کانت حسناته مساوي فکيف لا يکون مساويه مساوي.» و قال أميرالمؤمنين عليه السلام علي ما نسب إليه: «وجودک ذنب لا يقاس به ذنب» فهذا لامنافات لتسليمه و رضائه بقدرالله و قضائه. و قال الصّادق عليه السلام: «في منتخب التورية:عجبت لمن أيقن بالموت کيف يحضک.»

أو يکرهه باعتبار و يحبّه باعتبار آخر؛ ولو لا الإعتبار ان لبطلت الحکمة؛ أمّا اعتبار المکروهيّة؛ فلما ذکر ولمفارقته الأحبّاء في الله و الأصدقاء للهِ؛ ولأ نسه بهذه الدّار کمال الإ ستيناس.

و أمّا اعتبار المحبوبيّة فتخلّصه به من شدائد الدّنيا و آلامها و أسقامها و وصوله إلي لذائذ العقبي و نعما ئها التي لا تفني و انکشاف الحجب والأستار و رفع التنا قض و دفع الأغراض والأکدار، و مجالسته مع المحبوب في بساط الأنس بدون مشاهدة الأغيار، و زيارة الأولياء الله و أحبّائه کلّما شاء بلامانع و حجاب، و انفتاح الأبواب و دخول الرّحمة و السّلام عليه من کل باب.

و أمّا الآية الشريفة فيحمل علي وقت قرب الأجل الحتمي الّذي إذا جاء لا يتقدّم ساعة و لا يتأخّر؛

فحينئذ يرضي المؤمن بقدرالله و قضائه و يتمنّي الموت الّذي بسببه يصل إلي دار جزائه.

أو يخصّ بالمؤمنين الّذين شاهدوا نعيم الجنّة و کريم لذائذها و وقفوا في مقام الإطمينان و خوطبوا بخطاب «يا أيّتها النّفس المطمئنّة ارجعي الي ربّک راضية مرضيّة» و دخلوا في عباده الدّاخلين جنّته.

أو علي أولياء الله الّذين هم أعلي درجة و أعظم رتبة من المؤمنين، و يدلّ علي هذا الجمع صريح أوّل الآية حيث قال عزّ من قائل: «قل يا أيّها الّذين هادو إن زعمتم أنّکم أولياءلله من دون الناس» الآية؛ و بعض الأخبارالواردة عن الأئمة الأخيار؛ من جملتها ما قال أميرالمؤمنين عليه السّلام في خطبته؛ إلي أن قال: «و الله لَابن أبي طالب آنس بالموت من استيناس الولد إلي ثدي أمّه».

و منها أيضاً ما قال في جواب ابنه الحسن عليهما السلام؛ حيث قال في بعض غزواته «ما هذا زيّ المحاربين يا أميرالمؤمنين.» قال في جوابه «يا بنيّ ما يبالي أبوک سَقط علي الموت أم الموت سقط عليه»

و المستفاد من هذه الأخبار ليس إلّا الرّضا والتّسليم بالقضاء؛ کما هو شأنهم عليهم السلام؛ مع أنّ أکثرالأخبار والأدعية بعکس القضيّة؛ کالأدعية الواردة لسعة الأرزاق و طول الأعمار و سائرالأخبار المرويّة عن الأئمّة الأطهار؛ و ليس هنا موضع ذکرة تفصيلاً.

و يحتمل أن يکون المراد من الموت المطلوب في الآية الشريفة هو الموت المأمور بإتيانه بقولهم عليهم السلام: «موتوا قبل أن تموتوا» و هو موت النفس الأمّارة؛ و هو جهاد أکبر؛ و هذا الممات عين الحيات؛ و هو المراد من قوله عزّوجلّ: «اقتلوا أنفسکم و توبوا إلي بارئکم» و هذا أمر مرغوب و موت مطلوب يتمنّي الأولياء و يرغب فيه الأوصياء و يطلبه کل من آمن بالله و رسوله إيماناً حقيقيّاً بلا ريب و لا رياء. و هذا آخرالکلام في ذلک المرام و الحمدلله علي توفيقه والصّلاة علي نبيّه و آله، والسلام.

/ 1