3: بعثه الرسول الاعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) و مسير الرساله
و اشهد ان ابى محمدا عبده و رسوله، اختاره قبل ان يجتبله، و اصطفاه قبل ان يبتعثه، و سماه قبل ان يستنجبه، اذ الخلايق بالغيب مكنونه، و بستر الاهاويل مصونه، و بنهايه العدم مقرونه، علما من الله تعالى بمائل الامور، و احاطه بحوادث الدهور، و معرفه بمواقع المقدور.ابتعثه الله اتماما لامره، و عزمته على امضاء حكمه، و انفاذا لمقادير حتمه.فراى الامم فرقا فى اديانها، عكفا على نيرانها، عابده لاوثانها، منكره لله مع عرفانها.فانار الله بابى محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ظلمها، و فرج عن القلوب بهمها، و جلا عن الابصار عمهها، و عن الانفس غمها. و قال فى الناس بالهدايه فانقذهم من الغوايه، و بصرهم من العمايه، و هداهم الى الدين القويم، و دعاهم الى الطريق المستقيم.ثم قبضه الله عز و جل اليه قبض رافه و رحمه و اختيار، رغبه بمحمد عن تعب هذه الدار، موضوعا عنه اعباء الاوزار، محفوفا بالملائكه الابرار، و رضوان الرب الغفار، و مجاوره الملك الجبار.صلى الله على ابى نبيه و امينه الوحى و صفيه و خيريه من الخلق و رضيه، فعليه الصلاه و السلام و رحمه الله و بركاته.