بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید المقدمةكان تصنيف العلوم موضع اهتمام الفلاسفة والعلماء دائماً وما يزال، وهم قد أبدوا وجهات نظرهم منذ صدر التاريخ، وذلك لأن التركيب الذهني والفكري عند الانسان يميل نحو النظم والانتظام ولابد لمعارف الانسان من أن تنتظم في نظام يبين العلاقة فيما بينها بشكل واضح. لذلك فان العلماء والفلاسفة، سواء في مطلع دراساتهم أو في وسطها أو عند الانتهاء منها يشيرون إلي هذه المسألة ويعربون عن آرائهم في قضية تصنيف العلوم. وعلي الرغم من أن هناك اقتراحات مختلفة في هذا الباب، ابتداءً باليونانيين علي وجه الخصوص، ثم العلماء المسلمين، والفلاسفة الأوروبيين، الذين عرضوا وجهات نظرهم في كيفية تقسيم العلوم وتصنيفها، فإن الباب ما زال مفتوحاً لدراسة مقترحات جديدة، إذ لا يوجد حتي الآن تصنيف للعلوم عام ويحظي بالقبول من لدن العلماء جميعاً.
بيان المسألة
ان تقسيم العلوم وتصنيفها من الأمور المهمة التي لا يستغني عنها الفلاسفة والعلماء من أجل تنظيم بُناهم الفكرية وآرائهم، مثلما يحتاج إليها كتّاب الموسوعات لكي يدونوا العلوم ليستفيد منها الآخرون، وذلك لأن التنظيم والتقديم والتأخير وإعطاء الأولوية لبعض الأمور، بما في ذلك العلوم والمعارف البشرية، من الأمور المطلوبة والمنطقية. كان اليونانيون أقدم من عني بتنصيف العلوم، استناداً إلي آراء المشائين الأرسطوية في هذا الشأن. علي أثر توسع العلم وتفرعاته ظهرت مسألة الإحصاء اولاً ثم موضوع تصنيف العلوم. وهو أمر له أهميته فيما يخص التعليم والتربية والحصول علي نتائج استيعاب العلوم، إذ لابد للعلم من أن تعرف فروعه بدقة لكي يمكن القيام بالتحقيق اللازم في مجال كل موضوع (ابن حزم، 20). يتأثر التصنيف بالنظرة العلمية والفلسفية، وبالعصر والزمان، وبخاصة بأولئك الذين وضعوه، وهذا بذاته يجعلنا ندرك آراء واضعه وافكاره وعقائده، أو أنه يتأثر بحرفته ومدي علاقته بهذا الموضوع والموضوعات الخاصة. و علي الرغم من أنه كان للعلماء المسلمين نشاط في ميدان تصنيف العلوم، كالفارابي، و الكندي، و ابن سينا، و أبي الحسن العامري، و ابن رشد، و ابن فريقون، و الغزالي، و الخواجه نصير الدين الطوسي وغيرهم، حتي يصلوا الي الملا صدرا، فإن معظم آرائهم مقتبسة من اليونانيين، وبعضها متأثر بالعقائد الدينية المحض، أو هي مزيج من الاثنين. وهناك آخرون عرضوا اقتراحات تتصل بمهنتهم، كالمعلمين والكتاب والوزارات (جدول رقم 1).
أهمية المسألة
سبق القول إن تصنيف العلوم كان دائماً مطلوباً، لأنه بذاته يبين وحدة يطلبها عقل الانسان. كان العلم في بداية التاريخ وفي الفلسفة اليونانية علماً واحداً، وهو الفلسفة، وهي لفظة تشمل مجموعة المعارف البشرية من نظرية وعلمية. اشخاص مثل فيثاغورس كانوا يسمون انفسهم بالفلاسفة، وآخرون مثل افلاطون وارسطو كانت لهم احاطة بعلوم زمانهم (ابن حزم، 14). بناء علي ذلك، تصنيف المعارف البشرية تصنيفاً صحيحاً يتيح الوقوف علي وحدة العلم، كما يضع في متناول أيدينا الادراك اللازم بكيفية تقسيمه الي فروع مستقلة، ومدي بُعد أو قرب هذه الفروع بعض من بعض (ابن حزم، 16). وبالرغم من مرور هذه القرون، ما يزال تصنيف العلوم ضرورياً لكتابة الموسوعات المختلفة. لقد اعتبرت الموسوعات أشبه بالعالم من جهات، ولكن لا من جهة كونهما من حيث المجموع يحظيان بالاهتمام، بل من حيث كيفية ارتباطهما بعض ببعض. إن العالم يضم كل ما هو موجود وكل ما يمكن أن ينطوي تحته. والموسوعة، او دائرة المعارف، واجبها بيان ما هو موجود وما يمكن أن يعرف عن العالم. فكل منهما مرآة للآخر. العالم الكبير ينعكس في العالم الصغير (بريتانيكا، پروپيديا، 1998، 475).الجدول (1) قائمة بالذين عملوا في تصنيف العلوم بالتسلسل التاريخي| الاسم | سنة الوفاة | الاسم | سنة الوفاة| 1 الخليل بن احمد | 175 ه | 13 الغزالي | 505| 2 جابر بن حيان | 200 | 14 الفخر الرازي | 606| 3 الكندي | 252 | 15 الخواجه نصير الدين الطوسي | 672 | 4 ابو زيد البلخي | 322 | 16 قطب الدين الشيرازي | 710 | 5 شعيا بن فريقون | 344 | 17 الآملي | 742| 6 الفارابي | 339 | 18 ابن الاكفاني | 749 | 7 ابن النديم | 385 | 19 القلقشندي | 821| 8 اخوان الصفا | القرن 4 | 20 ابن خلدون | 858 | 9 الخوارزمي | 387 | 21 السيوطي | 911| 10 ابن سينا | 429 | 22 طاش كبري زاده | 968 | 11 البيروني | 440 | 23 الملا صدرا | 1050| 12 ابن حزم الاندلسي | 456 | 24 الحاج خليفة | 1067| | | 25 التهانوي | 1158