ومنهم: من يعمد إلى الصورة الّتي يرسمها، فيفصل أجزاءها، ويبين لكل جزء مزيته الخاصة، كقول امرىء القيس في وصف الليل بالطول: [الطويل]
فقلت له لما تمطى بصلبه
وأردف أعجازاً وناء بكلكل
وأردف أعجازاً وناء بكلكل
وأردف أعجازاً وناء بكلكل
ومنهم: من لا يكتفي بالصورة التي يرسمها، بل ينظر إلى ما يترتب على الشيء فيعقب تلك الصورة بأخرى أشد وأوقع، كقول أبي الطيب المتنبي: [الوافر]
رماني الدهر بالأرزاء حتى
فصرت إذا أصابتني سهام
تكسرت النصال على النصال
فؤادي في غشاء من نبال
تكسرت النصال على النصال
تكسرت النصال على النصال
تعريف الاستعارة وبيان أنواعها
الاستعارة لغة: من قولهم، استعار المال: طلبه عارية.واصطلاحاً: هي استعمال اللفظ في غير ما وضع له لعلاقة المشابهة بين المعنى المنقول عنه والمعنى المستعمل فيه، مع قرينة صارفة عن إرادة المعنى الأصلي.والاستعارة ليست إلا تشبيهاً مختصراً; ولكنها أبلغ منه(277) كقولك: رأيت أسداً في المدرسة، فأصل هذه الاستعارة «رأيت رجلا شجاعاً كالأسد في المدرسة» فحذفت المشبه «لفظ رجلا» وحذفت الأداة «الكاف» وحذفت وجه التشبيه «الشجاعة» وألحقته بقرينة «المدرسة» لتدل على أنك تريد بالأسد شجاعاً.وأركان الاستعارة ثلاثة.
1 ـ مستعار منه: وهو المشبه به.2 ـ ومستعار له: وهو المشبه.[ويقال لهما الطرفان]3 ـ ومستعار: وهو اللفظ المنقول.فكل مجاز يبنى على التشبيه يسمى استعارة ولابد فيها من عدم ذكر وجه الشبه، ولا أداة التشبيه، بل ولابد ايضاً من تناسي التشبيه الذي من أجله وقعت الاستعارة فقط، مع ادعاء أن المشبه عين المشبه به.أو ادعاء أن المشبه فرد من أفراد المشبه به الكلي.بأن يكون اسم جنس أو علم جنس ولا تتأتى الاستعارة في العلم الشخصي(278) لعدم إمكان دخول شيء في الحقيقة الشخصية، لأن نفس تصور الجزئي يمنع من تصور الشركة فيه.إلا إذا أفاد العلم