باب من قال بتسنيم القبور
ابن محمد عائشة ( ان تكشف له قبره صلى الله عليه و سلم و قبور صاحبيه قال فكشفت لي عن ثلاثة قبور لا مشرفة و لا لاطئة مبطوحة ببطحاء العرصة الحمراء ) إلى آخره - قلت - الكلام على هذا الحديث يأتي في الباب الذي يليه ان شاء الله تعالى ثم ذكر ( عن الحسين بن صالح عن ابي البدا انه رأى قبورهم مستطيرة ) - قلت - الحسين و ابو البدا لم أعرف حالهما و المستطيرة في اللغة هي المنتشرة و ليس ذلك بصريح في معنى المسطحة لان المسنمة ايضا فيها انتشار من أسفلها و ليس في هذا الباب حديث صريح في التسطيح و الادلة الآتية الدالة على التسنيم مصرحة بذلك فكانت أولى - قال ( باب من قال بتسنيم القبور ) قال ( فيه متى صحت رواية القاسم قبورهم مبطوحة دل ذلك على التسطيح ) - قلت - لم ار احدا صرح بان المبطوح هو المسطح و عن ابن الزبير انه لما أراد بناء الكعبة كانت في المسجد جراثيم فقال أيها الناس ابطحوا فاهاب الناس إلى بطحه - قال الزمخشري في الفائق البطح ان يجعل ما ارتفع منه منبطحا اي منخفضا حتى يستوي و يذهب التفاوت انتهى كلامه فعلى هذا قوله مبطوحة معناه ليست بمشرفة و قوله لا مشرفة و لا لاطئة يدل على ذلك و كذا حديث علي لا تترك قبرا مشرفا الا سويته اي سويته بالقبور المعتادة و قيل في قوله تعالي قادرين على ان نسوي بنانه - اى نجعلها مستوية و ذكر الطحاوي في كتابه الكبير في اختلاف العلماء حديث القاسم ثم قال ليس في هذا دليل على تربيع و لا تسنيم لانه يجوز ان تكون مبطوحة