روضة البهیة فی شرح اللمعة الدمشقیة جلد 10

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

روضة البهیة فی شرح اللمعة الدمشقیة - جلد 10

زین الدین بن علی العاملی الشهیر بالشهید الثانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



عرضها السّماوات والاَرض ؟! قال : نعم ، قال : بخ بخ ! لا والله يا رسول
الله، لا بدَّ أن أكون من أهلها ، قال : فإنّك من أهلها » ، فأخرج تميرات من
قرنه فجعل يأكل منهنَّ ، ثم قال : لئن حييت حتّى آكل تمراتي هذه إنّها
حياة طويلة ، فرمى بما كان معه من التمر ، ثمّ قاتل حتى قتل (1)
.


فالبيئة التي يتواجد فيها هذا المجاهد كانت خطرة ، فهو يعيش أجواء
حرب بدر ، ولكن بيئته النفسية كانت سعيدة ، حيثُ يأمل العيش في جنّة
عرضها السماوات والاَرض فالمسلم بفضل عقيدة الاِيمان بالله تعالى
يشعر بالرضا والاطمئنان بما يقع في محيطه من أحداث ، ويوطّن نفسه
على قضاء الله وقدره ، فالمصيبة التي تصيبه في حاضره ، قد تتحول إلى
بَرَكة ، والقرآن الكريم يُنمّي هذا الاحساس في نفس المؤمن قال تعالى :
(.. وعَسى أن تكرهُوا شيئاً وهو خيرٌ لكُم وعسى أن تُحبُّوا شيئاً وهو شرٌّ لكُم
واللهُ يعلمُ وأنتم لا تعلمونَ ) (2)
.


وأحاديث أهل البيت عليهم السلام تعمّق هذا الشعور في نفوس المسلمين ،
فقد بعث أمير المؤمنين عليه السلام كتاباً إلى ابن عباس ، وكان ابن عباس يقول :
ماانتفعت بكلام بعد كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانتفاعي بهذا الكلام : « أمّا بعد
، فإنّ المرء قد يسرّه درك ما لم يكن ليفوته ، ويسوءه فوت ما لم يكن
ليدركه ، فليكن سرورك بما نلت من آخرتك ، وليكن أسفك على ما فاتك منها»(3)
.



(1)السيرة النبوية ، لابي الفداء 2 : 420 ـ دار الرائد العربي ط3 .


(2) البقرة 2 : 216 .


(3) نهج البلاغة ، صبحي الصالح : 378 ـ كتاب 22 .



/ 368