بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
يكون هو أو محله في جهة ، و ذلك يقتضي كونه جسما أو حالا في جسم ، و هكذا يقتضي حدوثه و قد علم أنه قديم . و إذا علم أنه عالم بجيمع المعلومات ، و علم كونه غنيا ، علم أن جميع أفعاله حكمة و صواب و لها وجه حسن و ان لم نعلمه مفصلا ، لان القبيح لا يفعله الا من هو جاهل بقبحه أو محتاج اليه و كلاهما منتفيان عنه ، فيقطع عند ذلك على حسن جميع أفعاله من خلق الخلق و التكليف و فعل الالام و خلق المؤذيات من الهوام و السباع و غير ذلك . و يعلم أيضا عند ذلك صحة النبوات ، لان النبي إذا أدعى النبوة و ظهر على يده علم معجز يعجز عن فعله جميع المحدثين علم أنه من فعل الله و لو لا صدقه لما فعله ، لان تصديق الكذاب لا يحسن ، و قد أمن ذلك بكونه عالما غنيا . فإذا علم صدق الانبياء بذلك علم صحة ما أتوا به من الشرعيات و العبادات ، لكونهم صادقين على الله و أنه لا يتعبد الخلق الا بما فيه مصلحتهم . و إذا ثبت له هذه العلوم فتشاغل بالعبادة أو بالمعيشة و لم تخطر له شبهة و لا أورد عليه ما يقدح فيما علمه و لا فكر هو في فروع ذلك لم يلزمه أكثر من ذلك . و متى أورد عليه شبهة فان تصورها قادحة فيما علمه يلزمه حينئذ النظر فيها حتى يحلها ليسلم له ما علمه ، و ان لم يتصورها قادحة و لا اعتقد أنها تؤثر فيما علمه لم يلزمه النظر فيها و لا التشاغل بها . و هذه أحوال أكثر العوام و أصحاب المعايش و المترفين ، فانهم ليس يكادون يلتفتون إلى شبهة تورد عليهم و لا يقبلونها و لا يتصورونها قادحة فيما اعتقدوه بل ربما أعرضوا عنها و استغنوا عن سماعها و ايرادها و قالوا : لا تفسدوا علينا ما علمناه . و قد شاهدت جماعة هذه صورتهم .