المسألة الثالثة والاربعون الانفس التى رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى به أرواح أهل السعادة عن يمين آدم وأرواح أهل الشقاء عن شماله عند سماء أهل الدنيا لاتفى ولاتنتقل إلى اجسام أخر الخ
و الدعوى بلا برهان لا من قرآن و لا من سنة و لا من إجماع و لا من معقول و بالله تعالى التوفيق 43 - مسألة - و ان الانفس حيث رآها رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة أسرى به أرواح أهل السعادة عن يمين آدم عليه السلام و أرواح أهل الشقاء عن شماله عند سماء أهل الدنيا ( 1 ) لا تفنى و لا تنتقل إلى أجسام أخر لكنها باقية حية حساسة عاقلة في نعيم أو نكد إلى يوم القيامة فترد إلى أجسادها للحسنات و للجزاء بالجنة أو النار حاشى أرواح الانبياء عليهم السلام و أراح الشهداء فانها الآن ترزق و تنعم .و من قال بانتقال الانفس إلى أجسام أخر بعد مفارقتها هذه الاجساد فقد كفر .برهان هذا ما حدثناه عبد الله بن يوسف ثنا احمد بن فتح ثنا عبد الوهاب ابن عيسى ثنا احمد بن محمد ثنا احمد بن على ثنا مسلم بن الحجاج ثنا حرملة بن يحيى ثنا ابن وهب انا يونس - هو ابن يزيد - عن ابن شهاب عن أنس بن مالك قال كان أبو ذر يحدث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( فرج سقف بيتي و أنا بمكة فنزل جبريل ( عليه السلام ) ( 2 ) ففرج صدري ثم غسله من ماء زمزم ثم جاء بطست ( 3 ) من ذهب ممتلئ حكمة و ايمانا فأفرغها في صدري ثم أطبقه ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء الدنيا فلما جئنا السماء الدنيا ( 4 ) قال جبريل ( صلى الله عليه و سلم ) ( 5 ) لخازن السماء الدنيا افتح قال من هذا قال جبريل قال هل معك أحد قال نعم معي محمد ( صلى الله عليه و سلم ) ( 6 ) قال فأرسل اليه قال نعم ففتح ( 7 ) فلما علونا السماء الدنيا فإذا رجل عن يمينه أسودة و عن1 - كذا بالاصل بزيادة لفظ ( أهل ) 2 - زيادة من مسلم ج 1 : ص 59 3 - بالسين المهملة و في الاصل بالمعجمة و هو تصحيف 4 - هذا لفظ صحيح مسلم و في الاصل ( فعرج بنا إلى السماء فلما جئنا إلى السماء الدنيا ) ( 5 و 6 ) الصلاة في الموضعين ليست مذكورة في صحيح مسلم و لكنها في الاصل 7 - في الاصل ( فافتح ) و هو خطأ