المسألة الرابعة والتسعون القرآن ينسخ القرآن والسنة تنسخ السنة والقرآن
و لم يختلف أحد من الامم في أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث إلى الملوك رسولا - رسولا واحدا - إلى كل مملكة يدعوهم إلى الاسلام واحدا واحدا ، إلى كل مدينة و إلى كل قبيلة كصنعاء و الجند ( 1 ) و حضرموت و تيماء و نجران و البحرين و عمان و غيرها ، يعلمهم أحكام الدين كلها ، و افترض على كل جهة قبول رواية أميرهم و معلمهم ، فصح قبول خبر الواحد الثقة عن مثله مبلغا إلى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و من ترك القرآن أو ما صح عن رسول الله صلى الله عليه و آله لقول صاحب أو غيره سواء كان راوي ذلك الخبر أو غيره فقد ترك ما أمره الله تعالى باتباعه لقول من لم يأمره الله تعالى قط بطاعته و لا باتباعه ، و هذا خلاف لامر الله تعالى و ليس فضل الصاحب عند الله بموجب تقليد قوله و تأويله لان الله تعالى لم يأمر بذلك ، لكن موجب تعظيمه و محبته و قبول روايته فقط لان هذا هو الذى أوجب الله تعالى 94 - مسألة - و القرآن ينسخ القرآن و السنة تنسخ السنة و القرآن ( 2 ) قال عز و جل ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ) و قال تعالى ( لتبين للناس ما نرل إليهم ) و قال تعالى ( و ما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي1 - بفتحتين بلد باليمن 2 - ما ذهب اليه من نسخ القرآن بالسنة حكى قولا للشافعي و حكى كثيرون عنه انه لا ينسخ الكتاب بالسنة جزما كما في المحلي على جمع الجوامع و قال ابن تيمية - : يتوجه الاحتجاج بآية ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ) على انمه لا ينسخ القرآن إلا قرآن كما هو مذهب الشافعي و هو أشهر الروايتين عن الامام احمد و عليها عامة أصحابه اه و دليله جلي و هو ان الظني الدلالة لا يساوي قطعيها فلا يقوى على نسخه و قد نقل الرازي و غيره عن أبي مسلم الاصفهاني ان النسخ واقع في التنزيل ورد كل آية قيل بنسخها إلى انها محكمة كما تراه مبسوطا في مواضع من تفسيره و المسألة مبسوطة في مواضع أخر