المسألة السادسة ان الروح نفس الجسد وبرهان ذلك
المسألة الخامسة ان النفس مخلوقة وبرهان هذا
5 - مسألة - و أن النفس مخلوقة .
برهان هذا : أننا نجد الجسم في بعض أحواله لا يحسن شيئا و ان المرء إذا فكر في شيء ما فانه كلما تخلي عن الجسد كان أصح لفهمه و أقوى لادراكه فعلمنا أن الحساس العالم الذاكر ( 1 ) هو شيء الجسد و نجد الجسد إذا تخلي منه ذلك الشيء موجودا بكل أعضائه و لا حس له و لا فهم إما بموت و إما باغماء و إما بنوم فصح أن الحساس الذكر هو الجسد و هو المسمى في اللغة نفسا و روحا و قال الله تعالى ذكره : ( الله يتوفى الانفس حين موتها و التى لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت و يرسل الاخرى إلى أجل مسمى ) فكانت النفوس كما نص تعالى كثيرة و كذلك وجدناها نفسا خبيثة و أخرى طيبة و نفسا ذات شجاعة و أخرى ذات جبن و أخرى عالمة و أخرى جاهلة فصح يقينا أن لكل حى نفسا نفس غيره فإذا تيقن ذلك و كانت النفوس كثيرة مركبة من جوهرها و صفاتها فهي من جملة العالم و هي ما لم ينفك قط من زمان و عدد فهي محدثة مركبة و كل محدث مركب مخلوق .
و من جعل شيئا مما دون الله تعالى مخلوق فقد خالف الله تعالى في قوله : ( خلق كل شيء ) و خالف ما جاءت به النبوة و ما أجمع عليه المسلون و ما قام به البرهان العقلي ( 2 ) 6 - مسألة - و هي الروح نفسه برهان ذلك : أنه قد قام البرهان كما ذكرنا بأن ههنا شيئا مدبرا للجسد هى الحى الحساس المخاطب و لم يقم برهان قط بأنهما شيئان فكان من زعم بأن الروح النفس قد زعم بأنهما شيئان و قال ما لا برهان له فليس له بصحته و هذا باطل قال تعالى ( قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين ) فمن لا برهان له فليس صادقا فصح أن النفس و الروح اسمان لمسمى واحد .
حدثنا عبد الله بن ربيع نا عمر بن عبد الملك نا محمد بن بكر نا أبو داود السجستاني نا أحمد بن صالح نا عبد الله بن وهب أخبرني يونس هو ابن يزيد عن ابن شهاب عن ابن المسيب عن أبى هريرة في حديث ذكره ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لبلان ( إكلا
1 - في النسخة اليمنية ( الدال ) و ما هنا أصح
2 - في النسخة اليمنية ( برهان العقل )