المسألة الحادية عشرة الدليل على ان ملة الاسلام نسخت كل ملة تقدمها من لدن آدم إلى عيسى عليه السلام
المسألة العاشرة بيان ان محمدا صلى الله عليه وسلم ارسل الى جميع الانس والجن كافرهم ومؤمنهم والدليل على ذلك
10 - مسألة - و ان محمد بن عبد الله بن عبد المطلب رسول الله إلى جميع الانس و الجن كافرهم و مؤمنهم برهان ذلك : انه عليه السلام أتى بهذا القرآن المنقول إلينا بأتم ما يكون من نقل التواتر و أنه دعا من خالفه إلى أن يأتوا بمثله فعجزوا كلهم عن ذلك و أنه شق له القمر قال الله عز و جل : ( اقتربت الساعة و انشق القمر و ان يروا آية يعرضوا و يقولوا سحر مستمر و كذبوا و أتبعوا أهواء هم و كل أمر مستقر و لقد جاءهم من الا نباء ما فيه مزدجر حكمة با لغة فما تغنى النذر ) .و حن الجذع اذ فقده حنينا سمعه كل من حضره و هم جموع كثيرة و دعا اليهود إلى تمني الموت ان كانوا صادقين و أخبرهم أنهم لا يتمنونه فعجزوا كلهم عن تمنيه جهارا و دعا النصارى إلى مباهلته فأبوا كلهم .و هذان البرهانان مذكوران جميعا في نص القرآن كما ذكر فيه تعجيزه جميع العرب عن أن يأتوا بمثاه أولهم عن آخرهم .و نبع لهم الماء من بين أصابعه و أطعم مئين من الناس من صاع شعير وجدي و أذعن ملوك اليمن و البحرين و عمان لامره للايات التي صحت عندهم عنه فنزلوا عن ملكهم كلهم طوعا دون رهبة أصلا و لا خوقا من أن يغزوهم و لا برغبة رغبهم بها بل كان فقيرا يتنما .و هناك قوم يدعون النبوة كصاحب صنعاء و كصاحب اليمامة كلاهما أقوى جيشا و أوسع منه بلادا فما التفت لهم أحد قومها و كان هو أضعفهم جندا و أضعفهم بلدا و أبعدهم من بلاد الملوك دارا فدعا الملوك و الفرسان الذين قد ملؤوا جزيرة العرب و هي نهو شهرين في نهو ذلك إلى اقامة الصلاة و أداء الزكاة و إسقاط الفخر و التجبر و التزام التواضع و الصبر للقصاص في النفس فما دونها من كل حقير أو رفيع دون أن يكون معه مال و لا عشيرة تنصره بل اتبعه كل من اتبعه مذعنا لما بهرهم من آياته و لم يأخذ قط بلدة عنوة و غلبة الا خيبر و مكة فقط .و في القرآن العظيم ( يا أيها الناس إنى رسول الله إليكم جميعا ) و قال تعالى ( يا معشر الجن و الانس ) .و قال تعالى ( قل أوحى الي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلى الرشد فاطاركفه ) إلى قوله ( و أنا منا المسلمون و منا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا و أما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا ) و قال تعالى ( و من يبتغ الا سلام دينا فلن يقبل منه و هو في الآخرة من الخاسرين ) 11 - مسألة - نسخ عز و جل بملته كل ملة و ألزم أهل الارض جنهم و انسهم اتباع