1207 هدية الذى عليه الدين الى الذى له عليه الدين حلال و كذلك ضيافته اياه ما لم يكن شىء من ذلك عن شرط و بيان مذاهب العلماء فى ذلك و أدلتهم
مؤجلة فكل ذلك سواء و قد بطلت الآجال كلها و صار كل ما عليه من دين حالا و كل ماله من دين حالا سواء في ذلك كله القرض . و البيع . و غير ذلك ، و قال مالك : اما الديون التي عليه مؤجلة فقد حلت و اما التي له على الناس فالى أجلها قال أبو محمد : و هذا فرق فاسد بلا برهان لامن قرآن . و لا سنة . و لا إجماع .و لا رواية سقيمة . و لا قياس . و لا قول صاحب . و لا رأى له وجه برهان قولنا هو قول الله تعالى : ( و لا تكسب كل نفس الا عليها ) و قول رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( ان دماءكم و أموالكم عليكم حرام ) ( 1 ) و قال تعالى في حكمه في المواريث فذكر فرائض المواريث و قال عز و جل ( من بعد وصية يوصى بها أو دين ) فصح أن بموت الانسان بطل حكمه عن ماله و انتقل إلى ملك الغرماء و الموصى لهم و وجوه الوصايا و الورثة . و عقد الغرماء في تأجيل ما عليهم أو تأجيل ما على الميت انما كان بلا شك بينهم و بين المتوفى اذ كان حيا و قد انتقل الآن المال عن ملكه إلى ملك غيره فلا يجوز كسب الميت عليهم فيما قد سقط ملكه عنه و لا يحل للغرماء شيء من ماله الورثة و الموصى لهم و الوصية بغير طيب أنفسهم فبطل حكم التأجيل في ذلك و وجب للورثة و للوصية أخذ حقوقهم ، و كذلك لا يحل للورثة إمساك مال غريم ميتهم إلا بطيب نفسه لان عقده انما كان مع المتوفى اذ كان حيا فلا يلزمه أن يبقى ماله بأيدي ورثة لم يعاملهم قط ، و لا يحل لهم إمساك مال الذي له الحق عنه و الله تعالى لم يجعل لهم حقا و لا للوصية الا بعد إنصاف أصحاب الديون و بالله تعالى التوفيق روينا من طريق أبى عبيدنا اسماعيل بن إبراهيم - هو ابن علية - عن ليث عن الشعبي .و النخعى قالا جميعا : من كان له ( 2 ) دين إلى أجل فإذا مات فقد حل و به إلى أبى عبيد عن معاذ بن معاذ العنبري عن أشعث عن الحسن البصري أنه كان يرى الدين حالا إذا مات و عليه دين و من طريق محمد بن المثنى حدثني عبد الرحمن بن مهدى عن سفيان الثورى عن المغيرة بن مقسم عن إبراهيم قال : إذا مات الميت فقد حل دينه و هذا عموم لما عليه و لما له 1207 - مسألة - و هدية الذي عليه الدين إلى الذي له عليه الدين حلال ، و كذلك ضيافته إياه ما لم يكن شيء من ذلك عن شرط ، فان كان شيء عن شرط فهو حرام لما روينا من طريق الليث بن سعد عن سعيد بن أبى سعيد المقبري عن أبى شريح العدوى ( أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من كان يؤمن .لله و اليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته يومه1 - الحديث في الصحيحين ( 2 ) في النسخة رقم 16 ( فمن كان له )