بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
بين أهل الميقات و أهل الآفاق في انه لا يدخل أحد منهم مكة الا محرما و حجتنا في ذلك حديث ابن عباس رضى الله عنهما ان النبي صلى الله عليه و سلم رخص للحطابين أن يدخلوا مكة بغير إحرام و الظاهر انهم لا يجاوزون الميقات فدل أن كل من كان داخل الميقات له أن يدخل مكة بغير إحرام و ابن عمر رضى الله عنه خرج من مكة يريد المدينة فلما انتهى إلى قديد بلغته فتنة بالمدينة فرجع إلى مكة و دخلها بغير إحرام و كان المعنى فيه ان من كان داخل الميقات فهو بمنزلة أهل مكة لانه محتاج إلى الدخول في كل وقت و لان مصالحهم متعلقة بأهل مكة و مصالح أهل مكة متعلقة بهم فكما يجوز لاهل مكة أن يخرجوا لحوائجهم ثم يدخلوها بغير إحرام فكذا لاهل الميقات و هذا لانا لو ألزمناهم الا حرام في كل وقت كان عليهم من الضرر ما لا يخفى فربما يحتاجون اليه في كل يوم فلهذا جوزنا لهم الدخول بغير إحرام الا إذا أرادوا النسك فالنسك لا يتأدى الا بالاحرام و ارادة النسك لا تكون عند كل دخول و إذا أراد الاحرام و أهله في الوقت أو دون الوقت إلى مكة فوقته من أهله حتى لو أحرموا من الحرم أجزأهم و ليس عليهم شيء لان خارج الحرم كله بمنزلة مكان واحد في حقه و الحرم حد في حقه بمنزلة الميقات في حق أهل الآفاق و كما أن ميقات الآفاقى للاحرام من دويرة أهله و يسعه التأخير إلى الميقات فكذا هنا يسعه التأخير إلى الحرم و لكن الشرط هناك أن لا يجاوز الميقات الا محرما و الشرط هنا أن لا يدخل الحرم الا محرما لان تعظيم الحرم بهذا يحصل فان دخل مكة قبل أن يحرم فأحرم منها فعليه أن يخرج من الحرم فيلبى فان لم يفعل حتى يطوف بالبيت فعليه دم لانه ترك الميقات المعهود في حقه للاحرام فهو بمنزلة الآفاقى يجاوز الميقات بغير إحرام ثم يحرم وراء الميقات و هناك يلزمه الدم إذا لم يعد لتأخير الاحرام عن مكانه فكذلك هنا يلزمه الدم إذا لم يعد إلى الحل و ان عاد فالخلاف فيه مثل الخلاف في الآفاقى إذا عاد إلى الميقات بعد ما أحرم وراء الميقات على ما نبينه بعد هذا ان شاء الله تعالى ( قال ) و ان أراد الكوفي بستان بني عامر لحاجة فله أن يجاوز الميقات محرم لان وجوب الاحرام عند الميقات على من يريد دخول مكة و هذا لا يريد دخول مكة انما يريد البستان و ليس في تلك البقعة ما يوجب التعظيم لها فلهذا لا يلزمه الاحرام فإذا حصل بالبستان ثم بداله أن يدخل مكة لحاجة له كان له ان يدخلها بغير إحرام لانه لما حصل بالبستان حلالا كان مثل أهل البستان و لاهل البستان أن يدخلوا مكة لحوائجهم من إحرام فكذلك هذا الرجل و هذا هو الحيلة لمن يريد دخول