من آداب السفر استحباب السرى فى آخر الليل ومساعدة الرفيق واعانته وكراهة السير فى أول الليل وأدلة ذلك
حظها من الارض و إذا سافرتم في الجدب فاسرعوا عليها السير و بادروا بها نقيها و إذا عرستم فاجتنبوا الطريق فانها طرق للدواب و مأوى الهوام بالليل " رواه مسلم معنى أعطوا الابل حظها ارفقوا في سيرها لترعي حال مشيها و النفي - بنون مكسورة ثم قاف ساكنة - و هو المخ و معناه أسرعوا بها حتى تصلوا المقصد قبل أن يذهب مخها من ضنك السير و التعريس النزول في الليل و قيل في آخر الليل خاصة و عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال " في كل ذات كبد رطبة أجر " رواه البخارى و مسلم ( السابع و العشرون ) يستحب السري في آخر الليل لحديث أنس قال " قال رسول الله صلي الله عليه و سلم " عليكم بالدلجة فان الارض تطوى بالليل " رواه أبو داود باسناد حسن و رواه الحاكم و قال هو صحيح علي شرط البخارى و مسلم و قال في رواية " فان الارض تطوى بالليل للمسافر " ( الثامنة و العشرون ) قال البيهقي يكره السير في أول الليل لحديث جابر قال " قال رسول الله صلي الله عليه و سلم لا ترسلوا مواشيكم و صبيانكم إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء فإن الشيطان ينتشر إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء " رواه مسلم و سبق بيانه في آخر باب الآنية و هذا الذي ذكره البيهقي من إطلاق الكراهة فيه نظر و ليس في هذا الحديث الذي استدل به ما يقتضي إطلاق الكراهة في حق المسافرين فالاختيار أنه لا يكره ( التاسعة و العشرون ) يسن مساعدة الرفيق و اعانته لقوله صلي " و الله " عليه و سلم في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه و الله صحيح مشهور في صحيح مسلم و غيره و فى الصحيحين أن رسول الله صلي الله عليه و سلم قال " كل معروف صدقة " و عن أبى سعيد قال " بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم اذ جاء رجل علي راحلة له فجعل يصرف بصره يمينا و شمالا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كان معه فضل طهر فليعد به علي من لا طهر له و من كان معه فضل زاد فليعد به علي من لا زاد معه فذكر من أصناف المال ما ذكره حتى رأينا أنه لاحق لاحد منا في فضل " رواه مسلم و عن جابر رضي الله عنه عن رسول الله صلي الله عليه و سلم " أنه أراد أن يغزو فقال يا معشر المهاجرين و الانصار ان من اخوانكم قوما ليس لهم مال و لا عشيرة فليضم أحدكم اليه الرحلين و الثلاث فما لاحدنا من ظهر يحمله عقبة يعنى كعقبة أحدكم فضممت الي اثنين أو ثلاثة مالي الا عقبة الا كعقبة أحدهم من جملي رواه أبو داود الثلاثون يستحب لكبير الركب أن يسير في آخره و الا فيتعهد آخره فيحمل المنقطع