فرع اجمع العلماء على ان الجمعة لاتصح من منفرد وان الجماعة شرط لصحتها
و لا تجب الجمعة ايضا لكن يستحبان عملا بظاهر نصه و هذا الثالث هو الاصح عند صاحبي الحاوى و المستظهرى قالا و هو قول أكثر اصحابنا قال صاحب الحاوى و قول ابن سريج و إن كان له وجه فقول ابى علي أظهر قال و قد اخطأ أبو العباس في تخطئته المزني لان البويطي و الربيع و الزعفراني نقلوه هكذا عن الشافعي فقالوا قال أحببت و لم ينقل عنه احد اوجبت فعلم ان المزني لم يخطئ في نقله و أنما اخطأ أبو العباس في تأويله هذا كلام صاحب الحاوى و خالفه الاكثرون كما قدمناه قال المحاملي في المجموع و صاحب العدة و الشيخ نصر و غيرهم هذا الوجه الثالث ضعيف قالوا و هو اضعف الا وجه و هو كما قالوا لانه متمكن من الخطبة و الصلاة و لا يلتفت إلي احتمال انفضاضهم ثانيا فانه احتمال ضعيف نادر قال اصحابنا فان اعيدت الخطبة و صليت الجمعة فلا اثم علي واحد و ان لم تعد و أوجبنا إعادتها اثموا كلهم و ان لم نوجب إعادتها اثم المنفضون دون الامام و الباقين قال الشيخ أبو حامد و المحاملي و ابن الصباغ و سائر الاصحاب الاعتبار في طول الفصل بالعرف فما عد طويل طويلا و الا فقصير و حكى الشيخ أبو حامد في تعليقه و المصنف بعد هذا و سائر الاصحاب عن ابى اسحق المروزي تفريعا علي الوجه الذي قاله هنا انه لو صلوا الظهر و تركوا الجمعة جاز بناء علي اصله إذا اجتمع أهل بلد علي ترك الجمعة ثم صلوا الظهر جاز و قد سبق بيان قوله و ان الصحيح خلافه و الله أعلم قال اصحابنا و سواء طال الفصل و الخطيب ساكت أو مستمر في الخطبة ثم أعاد ما جرى من أركانها في حال غيبتهم حين عادوا أما إذا أحرم بالجمعة بالعدد المشروط و أحرموا ثم حضر أربعون آخرون و أحرموا بها ثم انفض الاولون فقال الاصحاب لا يضر بل يتم الجمعة سواء كان اللاحقون سمعوا الخطبة ام لا قال امام الحرمين و لا يمتنع عندي أن يقال يشترط بقاء أربعين سمعوا الخطبة أما إذا انفضوا بعد الاحرام ثم حضر أربعون متصلين بهم فقال الغزالي يستمر صحة الجمعة بشرط ان يكون اللاحقون سمعوا الخطبة ( فرع ) أجمع العلماء علي أن الجمعة لا تصح من منفرد و أن الجماعة شرط لصحتها و هو مراد المصنف بقوله و لا تصح إلا بأربعين أى في جماعة و لو صرح به لكان أحسن قال أصحابنا و شروط الجماعة هنا كشروطها في سائر الصلوات و يشترط هنا أمور زائدة سبق بيانها و هو كونهم أربعين كاملين و وقوعها في خطة البلد و فى الوقت و سبقت فروع كثيرة و مسائل مهمة تتعلق بصفات الامام